لماذا يتحول المدونون إلى ظاهرة يكثر الحديث عنها؟

> عبدالواحد محمد عبدالله :

> بدأت المدونات منذ خمس سنوات، وخلال هذه المدة أعادت تكييف الشبكة العالمية للانترنت، أثرت في السياسيين، صدمت الصحافة، وأصبح ملايين الناس غير القادرين لهم صوت للتواصل مع الآخرين.

المدونة هي مفكرة شخصية، منبر للخطابة اليومية، مساحة افتراضية من التبادل الفكري، خطبة في الهواء الطلق الافتراضي، نهر جار من أخبار الساعة، ارتباط بعدد من المواقع.. أفكارك الخاصة.. مذكراتك للعالم؟

تضم المدونات بالإنجليزية (blog) عدداً هائلاً من الخواطر والتـأملات في عالم جديد يهدف فيه المدونون بخطاباتهم إلى قراءة في العالم عن أنصار أو تعقيب أو طرح قضية. ويتيح هذا العالم جوا من الحرية التامة وقرية معلوماتية من دون قواعد يساهم فيها ملايين المدونين.

يطرح المدنونbloggers) ) آراءهم وتأملاتهم حول قضايا اجتماعية وأخرى سياسية تتعلق بإسرائيل أو تعبير عن غضب. رائد جرار مدون عراقي يستعرض في مدونته آراءه ورحلاته إلى دول العالم ومنها عربية انطلاقاً من موقعه في سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية. يكتب باللغتين العربية والإنجليزية ويقول لـCNN إن المتنفس الوحيد لشجب سياسات الأمريكيين في العراق هو مدونتي. طبعاً أبرز المدونين في عالمنا العربي هم موجودون في مصر.

أجلت الخوض في هذا ورحت أبحث عن شيء قريب. وبعد جهد مضن وجدت مدونة عدنية حديثة عنوانها في الانترنت: http:futureaden.blogspot.com

يطرح صاحبنا ويدعى Wahaha عدداً من المواضيع المهمة حول بشاعة الإنسان في الحروب، ويقول:«السلوك الشاذ في الزمن الرديء يجعل منا أبطالاً فيه»، ويواصل طرح مواضيعه باللغتين العربية والإنجليزية حول أيام دراسته الجامعية وفخره باللغة الروسية الغائبة عن عالمنا، ويتطرق لموضوع إنساني غاية في الصعوبة وهو: أم مريضة تدفع ابنها لرعايتها فيتخلى عن عمله وهو راض في سن الأربع والأربعين بدون زواج. وطبعاً لا ينسى المدون (واهاها) محبوبته عدن في اليمن السعيد، ويعد بتقديم المزيد.

قد لا يأتي الواهاها (Wahaha) بالمزيد غير أن الإعلام يعد بذلك. يرصد الزميل حسام السكري في موقع الـ BBC المدونات العربية بعنوان «خواطر وتأملات في عالم الميديا والمعلومات» في باب أسماه ملح وفلفل. ملح يعني أن حركة التدوين في تطور، وفلفل لأن ما يطرح فيها ساخن. خذ مثلاً الأدب النسوي الذي بدأ ينطلق بعفوية من مخدع كل مدونة: أرجوك يا ابنتي العزيزة لا تأتي إلى هذا العالم الشرقي، وأخرى ثورة الحريم في القرن العشرين، وهذه مدونة فتاة تتحدث عن فرض الحجاب عليها من قبل أسرتها في سن الثالثة عشرة. وهنا عقد شراء إنسانة وكلنا ليلى وحاكمو مرسي.

هذه العناوين المثيرة لم تكن صدفة بل حملة تشارك غفيها خمسون مدونة نسوية بعنوان:«كلنا ليلى» وليلى رمز التعالي الذكوري وهو فيلم قديم من بطولة فاتن حمامة.

عموماً تبقى ظاهرة «التدوين النسوي» محدودة في درجة انتشارها، في ظل انخفاض أعداد النساء المستخدمات لشبكة الانترنت.والطريف أن الكاتب والمفكر محمد حسنين هيكل قد زاد من شعبية مدونة مصرية هي «بهية» حيث قال في أحد برامجه إنه يتابع ما تكتبه بهية ويأخذه بجدية أكثر. من هنا بدا الاهتمام الجماهيري الواسع، وتحول المدونون أو البلوجرز إلى ظاهرة يكثر الحديث عنها ويزيد الاهتمام بها في وسائل الإعلام.كما ساعد على شهرتها الكاتب الصحفي الكبير جهاد الخازن حين كتب قبل عامين سلسلة مقالات عنها في صحيفة «الحياة» اللندنية. وهو لديه مدونة باسمه تخاطب الجميع ويتحدث فيها عن المحافظين الجدد في إدارة بوش والمتطرفين أمثال دانييل بايبس، فايث ، مايكل لدن باللغة الإنجليزية. هذه المقالات نشرت في موقع الحياة باللغتين.وكانت قناة الجزيرة قد أثارت الجماهير في برنامج خاص عن عالم المدونين المصريين والذي عرض أصواتاً حرة، صاخبة، وصدامية بالصوت والصورة. وتم اعتقال عدد منهم كما تتم مراقبتهم.تسير مصر دائماً في مقدمة الركب تغني وتتبعها جماهير غفيرة من عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج ترقص بينهم يمانيون.

E-mail:[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى