مع الأيــام .. مـؤتمر المانحــين - تأهيل اليمن - قضــية وطنية

> عبدالرحمن علي بن محمد الجفري:

>
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
عبدالرحمن علي بن محمد الجفري
غريب أمرنا جميعاً!! ومحيِّرةٌ مواقفنا..!! كلُنا.. في منظومة الحكم ومنظومة المعارضــة,منظومة الحكم - تتصرف وكأن الأمر يخصها وحدها ..وكأن المهمة مناطة بمؤسسات السلطة ولا دخل لمؤسسات المجتمع خارج السلطة!!

ومنظومة المعارضة تتصرف وكأن القضية قضية منظومة الحكم وأن أي نجاح في تأهيل بلادنا ، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً...الخ ، للقيام بدورها الاقليمي والدولي، هو نجاح لمنظومة الحكم وليس نجاحاً للوطن يستلزم إسهام الجميع في تحقيقه..

إن خلافاتنا وتنافساتنا السياسية يجب أن لا تعمي أبصارنا وبصائرنا وأن لا تعيق أداءنا لأدوارنا في دعم بلادنا في عملية تأهيلها وفي حصولها على دعم المانحين المادي والتقني واللوجستي ..الخ.

لقد مررنا بتجارب في هذا المجال وكان موقفنا عام 1997 داعماً لبلادنا في مؤتمر بروكسل للمانحين ..ولم يدفعنا خلافنا السياسي العميق ، آنذاك، مع منظومة الحكم إلى أي مواقف معيقة لدعم بلادنا..وكنا دائماً نضع حداً فاصلاً بين خلافاتنا الداخلية في إطار المنظومة السياسية في بلادنا وبين أهمية تضافر جهود الجميع لدعم المصالح العليا للوطن.

إن الإشكالية تتمثل في هذا الخلط ، المعيق والمعيب، بين المصلحة العليا للوطن وبين المنظومات السياسية... فكل ينطلق من (مربع) خاطئ ..وهو مربع الاعتقاد أنـه الممثل الأوحد للمصلحة العليا للوطن ...ومن ثم فإن ما يقوله أو يطرحه أو يراه يمثل تلك المصلحة العليا للوطن وما يراه أويقوله أو يطرحه غيره هو نقيض لتلك المصلحة الوطنية العليا!!والجميع (ديمقراطي) (ليبرالي)..يحترم (الرأي والرأي الآخر)!! و يتسع للجميع !

لقد آن الأوان لننطلق في تفكيرنا ورؤانا وسياساتنا من (المربع) الذي نرى منه ، للآخر في ومن بلادنا، نفس الحقوق التي نراها لأنفسنا.

وأهمس لمنظومة الحكم ... أن يعيدوا النظر في طريقة التناول للقضايا العامة وسيدركون أنه من مصلحتهم ومصلحة الوطن أن يطلعوا أطراف المنظومة السياسية على ما يدور ويشركونهم في بعض مراحل التناول لتلك القضايا العامة التي لا يجب أن ينحصر تناولها على المؤسسات الرسمية للسلطات ..فإننا نجد أن الدول التي وصلت فيها تلك المؤسسات إلى أرقى درجاتها فإنها لا تحصر تناول القضايا العامة والمهمة في مؤسسات السلطات الرسمية بل تشرك حشداً من أطراف المنظومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والفنية وغيرها.

وهمسة لأطراف المنظومة السياسية خارج منظومة الحكم....أن علينا ، في تناولنا للقضايا الاستراتيجية التي تتعلق بالمصلحة العليا للوطن، أن ننسى أساليب (المماحكات) السياسية.. وأن نترفع عن تسقط الأخطاء ونرتقي إلى المساهمة في تصحيح الأخطاء..وأن نبذل ما نستطيع من جهد لإنجاح الجهود الرامية إلى تأهيل بلادنا لدورها إقليمياً ودولياً..فإن استعانت منظومة الحكم بنا وإلا فإن علينا أن نوصل لها ما لدينا من رؤى وأن نسهم ، بصلاتنا واتصالاتنا، بما نستطيع دعماً لما يحقق مصالح بلادنا.

من هذه المنطلقات نادينا منذ أكثر من عقد بإصلاحات شاملة ، سياسية واقتصادية واجتماعية وقضائية وثقافية ودستورية وقانونية..الخ.

ومن هذه المنطلقات كنا نقول ، طوال تلك المدة أننا سنؤيد فخامة الأخ الرئيس إن هو أعلن عن نيته إنجاز تلك الإصلاحات الشاملة وقيادة مسيرتها.

ومن هذه المنطلقات أيدنا تعهد فخامة الأخ الرئيس بإنجاز تلك «الاصلاحات الشاملة ومعالجة الاختلالات التي رافقت عملية بناء دولة الوحدة منذ تأسيسها حتى اليوم» ، وهذا هو نص ما جاء في خطاب فخامته في مهرجانه الانتخابي بمدينة عدن.

ومن هذا المنطلق أيدنا ورحبنا باستمرار تأكيد فخامته على هذا التوجه بعد فوزه في الانتخابات وبتأكيده على انتخاب المحافظين ومديري المديريات.

ومن هذه المنطلقات فإننا نناشد الدول والمؤسسات المانحة أن تقدم الدعم المادي والتقني والمعرفي لإنجاز الإصلاحات الشاملة ولمعالجة الاختلالات ولتأهيل بلادنا لتمكينها من أداء دورها المهم إقليمياً ودولياً بما يساهم في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وبما يحقق تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية تنتشل شعبنا من المستوى المتدني الذي وصل إليه وليتمكن من مواكبة النهوض التنموي الذي تعيشه كثير من بلدان العالم ومنطقتنا على وجه الخصوص.

üرئيس حزب رابطة أبناء اليمن(رأي)

1 نوفمبر 2006م الموافق10شوال 1427هـ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى