انتخابات مجلس الشيوخ في نيويورك مقدمة لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية

> نيويورك «الأيام» كاترين اور :

>
هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون
ترجح استطلاعات الرأي فوز السيدة الاميركية الاولى في انتخابات مقعد مجلس الشيوخ عن نيويورك، في مواجهة انتخابية سهلة مع منافسها الجمهوري لا يغيب عنها احتمال ترشحها للانتخابات الرئاسية.

وافاد استطلاع لجامعة "كينيبياك" (كونيتيكيت) ان كلينتون ستحصل على 65% من الاصوات مقابل 30% لمنافسها الجمهوري جون سبنسر السياسي المحلي المغمور المؤيد بقوة للحرب على العراق.

وتبدو النتيجة محسومة سلفا لدرجة ان سبنسر اشتكى من ضعف التاييد والحماسة في صفوف حزبه.

وقال مدير معهد الاستطلاعات في "كينيبياك" موريس كارول "لن يكون هناك حملة حقيقية".

واضاف "اذا استمرت الامور على ما هي عليه، فان حملة كلينتون الرئاسية يمكن ان تبدأ في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر" اي في اليوم التالي على الانتخابات التشريعية.

ويعتبر المراقبون ان الموضوع الاساسي في الحملة يتخطى بعدها التشريعي ليطال الاستحقاق الرئاسي القادم اذ تصر الصحف على وصف ما يجري ب"التدريب" على الحملة الرئاسية المقبلة لكلينتون (58 عاما).

بيد ان كلينتون كررت خلال نقاش الجمعة انها ترفض استباق الامور. وقالت "اركز على هذه الانتخابات (...) يتكلمون (...) وانا اشعر بالاطراء بيد انني لم اتخذ اي قرار بعد".

ويعتبر كوستاس بانياغوبولوس استاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك "لا يزال العام 2008 بعيدا.من الممكن الا تكون اتخذت قرارا بعد رغم انه سينبغي عليها ان تقرر في الاشهر المقبلة".

وبانتظار ذلك، يبدو ان الصمت هو افضل خيار اذ انها "لا تريد ان تعطي الانطباع بان نيويورك ليست سوى معبر لها".

وتزايدت الاشارات باتجاه الحملة الرئاسية اذ ان كلينتون تمكنت من جمع اموال تبرعات لحملتها الانتخابية تفوق بكثير ما تحتاجه في استحقاق الاسبوع القادم، علما بانها جمعت حولها فريق عمل واسع بمن في ذلك زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون.

وتنتقد كلينتون منذ اشهر ادارة بوش في مواضيع مثل مكافحة الارهاب والعجز في الموازنة ومواجهة كوريا الشمالية والعراق حيث طالبت وزير الدفاع دونالد رامسفلد بتقديم استقالته معتبرة انه لا بد من "قيادة جديدة لاميركا".

ودعت كلينتون الثلاثاء الماضي الى تغيير شامل في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تتضمن تعاونا أفضل مع سائر الامم ومفاوضات ثنائية مع الدول غير الصديقة لواشنطن.

واشارت في لقاء مع مجلس العلاقات الخارجية وهو مركز ابحاث في نيويورك "ينبغي علينا اولا وقبل كل شيء ان نعزز التعاون الدولي في القرن الجديد".

ولاحظت "لم نواجه الحرب العالمية الاولى وحدنا كما لم نواجه الحرب الباردة وحدنا ولا يمكننا ان نواجه الخطر الارهابي الشامل او التحديات العميقة الاخرى وحدنا ايضا".

ودعت الى اجراء مفاوضات مع الدول التي تجنبت واشنطن الحوار معها مثل ايران وكوبا.. وقالت "علينا ان نقدر الدبلوماسية كما نقدر القوة العسكرية".

واضافت "لا ينبغي ان نتردد في مواجهة اكثر النزاعات صعوبة عبر الجبهة الدبلوماسية"وقالت ايضا "المفاوضات المباشرة ليست دليل ضعف، بل دليل مقدرة قيادية".

وتتهم كلينتون ادارة بوش بانها تتبع مقاربة تبسيطية للسياسة العالمية "عبر تقسيم العالم الى معسكري الشر والخير". وتقول "انهم يرفضون ان يتكلموا مع اي فريق من معسكر الشر، وثمة من يرى في ذلك طوباوية. اعتقد ان ذلك غير واقعي لدرجة بعيدة".

كما انتقدت النتائج التي توصلت اليها سياسة بوش في الملف الكوري "مضت ست سنوات على هذه السياسة (...) ولم نحصل سوى على نتائج سيئة".

وتأسفت "للفرص الضائعة في السنوات التي مرت منذ 11 ايلول/سبتمبر" 2001 حين التقت الشعوب من مختلف انحاء العالم على التضامن مع الولايات المتحدة في مواجهة الهجمات الارهابية,وقالت "بعد مرور خمس سنوات على ذلك يتساءل العالم اي اصبحت اميركا الان".

وخلال السنوات الست التي امضتها في مجلس الشيوخ، اكتسبت كلينتون الكثير من الخبرة السياسية وحازت على احترام زملائها والناخبين عبر جديتها في التعاطي مع ملفات الصحة والدفاع، اضافة الى التعاون من الجمهوريين في مبادرات ذات طابع غير حزبي.

واشارت مؤخرا في تصريح الى مجلة "اتلانتيك ريفيو" ان "كل ما أقوم به يحتوي على خطر سياسي بسبب الاهتمام الذي اثيره".

واشار ستيفن برامز استاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك "انها تحاول ان تحد من طموحها وان تبدو في الوقت عينه متواضعة ومؤهلة"وتابع "اتهمت بالغرور في عهد زوجها واعتقد انها لا تريد ان تعكس هذه الصورة".

ولم تحظ كل قراراتها بموافقة اليسار، بما في ذلك مايكل مور (المخرج السينمائي الشهير) لا سيما بسبب دعمها الحرب في العراق.

بيد انها نجحت، بحسب المراقبين، في تغيير موقفها عبر انتقاد الطريقة التي ادير فيها الملف العراقي دون ان تتنكر لموافقتها السابقة على الحملة التي اطاحت بنظام صدام حسين.

ويشير كوستاس بانياغوبولوس انها "نظرا للظروف الحالية نجحت في تدبر امرها". لكن اذا قررت كلينتون ان تقدم ترشيحها للانتخابات الرئاسية فان حصولها على دعم حزبها ليس مضمونا بالضرورة.

ويقول برامس "ستواجهها عقبات" مذكرا بغياب اي سابقة لقيام امرأة بتقديم ترشيحها للانتخابت الرئاسية الاميركية.

وهكذا تبدو الارقام التي ستحصل عليها كلينتون في انتخابات السابع من تشرين الثاني/نوفمبر مهمة.

ويقول برامس "سيكون لهامش الانتصار مغزى اساسيا، ومن المفترض ان يمنحها انطلاقة قوية" حيث سيعتبر تصويت الاقاليم الريفية والمحافظة شمال نيويورك مؤشرا سيتم التوقف عنده في هذا الاتجاه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى