يوم الحساب لصدام حسين بدأ يلوح في الافق

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
بعد مرور ثلاث سنوات على استسلامه للجنود الامريكيين دون إطلاق رصاصة واحدة قد يواجه صدام حسين حكما بالإعدام شنقا يوم غداً الأحد اذا قضت محكمة عراقية بانه مذنب بارتكاب جرائم ضد الانسانية.

ويمثل الحكم وهو الخطوة النهائية في محاكمة صدام المستمرة منذ عام النقطة الأبرز في تجربة تاريخية في العدالة الدولية تبنتها الولايات المتحدة واستهدفت توحيد العراقيين في التخلص من آثار ثلاثة عقود من حكم الرئيس السابق المتهم بالقتل الجماعي والتعذيب للاحتفاظ بقبضته على الشعب العراقي.

غير ان انزلاق العراق نحو حرب اهلية منذ الاطاحة بصدام أفسد اجراءات المحاكمة. فقد قتل ثلاثة افراد من فريق الدفاع واستقال القاضي بسبب التدخل السياسي في المحاكمة وتلاشى تدريجيا اهتمام العراقيين بمصيره.

ويتهم صدام (69 عاما) وسبعة من اعوانه بارتكاب جرائم ضد الانسانية تشمل قتل 148 قرويا شيعيا بعد محاولة لاغتياله في بلدة الدجيل عام 1982.

ويواجه صدام في حالة ادانته عقوبة الاعدام شنقا وهو احتمال قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشيء من عدم الاعتبار لاستقلالية القضاء انه لا يمكن تأخيرة.

لكن حكم الاعدام الذي قال صدام في المحكمة انه يجب ان ينفذ بدلا من ذلك على يد فرقة اعدام عسكرية ربما يأخذ شهورا او حتى سنوات.

ومنذ ان بدأت محكمة بغداد المحصنة بشدة اجراءات المحاكمة في اكتوبر تشرين الاول العام الماضي قتل ثلاثة من فريق الدفاع في هجمات أنحى فريق الدفاع الذي يهمين على أعضائه السنة باللوم فيها على مسلحين شيعة. واستقال اول رئيس للمحكمة وهو كردي احتجاجا على تدخل الحكومة في عمله.

وقال ريتشارد ديكر وهو مراقب قانوني من منظمة هيومان رايتس ووتش "هذه فرصة مهدرة للترويج لسيادة القانون."

وتأتي اجراءات المحاكمة في وقت تتزايد فيه حدة العنف الطائفي,ورفض العديد من المواطنين في بلدة الدجيل الشيعية التحدث الى مراسل رويترز هذا الاسبوع خوفا من التعرض لعمليات انتقامية وقال عدة اشخاص انهم يخشون من ان يشن مسلحون سنة هجمات في المنطقة تزامنا مع النطق بالحكم.

ويشعر الكثير من العراقيين بأن محاكمة صدام عمقت العداوات بين السنة والشيعة بعد ثلاثة اعوام ونصف العام على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وقال بعض خبراء القانون الدوليين وناشطون في مجال حقوق الانسان انه كان من الافضل اجراء المحاكمة في بلد اخر.

وفي قرية العوجة مسقط رأس صدام بمحافظة صلاح الدين السنية يطالب كثيرون بإطلاق سراحه.

وقال احمد الناصري وهو يقف بجوار مسجد القرية الذي بناه صدام "اذا كانوا يريدون تحقيق الامن في العراق فاننا نطالبهم بوقف هذه المحاكمة الهزلية التي يديرها بوش واعوانه."

وحذر رئيس فريق الدفاع عن صدام من صدور حكم بإعدام الزعيم السابق المحتجز حاليا في سجن تديره القوات الامريكية قائلا ان هذا سيؤدي الى سقوط العراق في حرب اهلية شاملة.

وجرى تشديد الاجراءات الامنية في المنطقة الخضراء المحصنة بشدة حيث يوجد مقر المحكمة وذلك قبل النطق بالحكم الذي قال مسؤولون امريكيون وعراقيون على صلة وثيقة بالمحكمة انه يجب ان يعلن يوم غداً الاحد رغم عدم استبعاد التأجيل,واتسم صدام بالتحدي خلال وقائع المحاكمة التي بثت على شاشات التلفزيون,وأضرب عدة مرات عن الطعام ووصف المحكمة العراقية العليا بانها مهزلة تديرها الولايات المتحدة.

وفي حين يواجه الرئيس الامريكي جورج بوش انتقادات متزايدة بسبب الحرب فإن صدور حكم بإدانة صدام قبل يومين من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة في السابع من نوفمبر تشرين الثاني الجاري قد ينعكس ايجابيا عليه كدليل على صحة سياسته التي تمثلت في الإطاحة بصدام.

وينفي مسؤولون امريكيون تدخل واشنطن في تحديد موعد النطق بالحكم او القرارات الاخرى للمحكمة قائلين ان دور الولايات المتحدة يقتصر على تقديم الدعم والامن.

وخلال قضية الدجيل اجرى مسؤولون بالمحكمة العراقية مشاورات عن كثب مع محامين امريكيين من قسم بالسفارة الامريكيةيعرف باسم مكتب الاتصال الخاص بجرائم النظام وتقول مصادر قريبة من المحكمة ان المحامين الامريكيين كانوا يوجهونهم بشكل ثابت.

ومكتب الاتصال كان القناة التي نقلت 140 مليون دولار كتمويل امريكي للمحكمة والقوة الدافعة في فحص اطنان من الوثائق وتقديم النصح لممثلي الادعاء.

وقال مسؤول امريكي على صلة وثيقة بالمحكمة في افادة أدلى بها خلال الايام الماضية ان محاكمة صدام تكتسب اهمية تاريخية تفوق المحاكمات السابقة ضد زعماء اقوياء سابقين منهم الرئيس الليبيري تشارلز تيلور والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش,وقال المسؤول "صدام يحاكم بواسطة شعبه وفي أرضه."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى