> قال رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد أمس الجمعة إن مسلمي أستراليا ربما يتعرضون لكارثة إذا استمروا في إعطاء ثقتهم لمفتيهم الذي رفض الاستقالة بعد تشبيهه للمرأة التي ترتدي ملابس فاضحة "باللحم المكشوف".

وبعد إشارته إلى إمكانية تنحيه استجابة للضغوط أكد الشيخ تاج الدين الهلالي مفتي نحو 350 ألف مسلم في أستراليا أنه باق في منصبه تحديا للانتقادات له من داخل الجالية الاسلامية.

لكن هاوارد قال "أريدهم أن يشعروا أنهم مرغوبون,وهذا لن يحدث إلا إذا اتفق باقي أبناء الجالية الاسلامية على الاندماج والتعايش مع المجتمع الاسترالي. وأنا واثق من أن غالبيتهم يرغبون في ذلك".

وكان الهلالي قد أثار جدلا حينما قال في خطبة خلال شهر رمضان الماضي أمام نحو 500 من المصلين إن المرأة التي ترتدي ملابس فاضحة تستحق ما يحدث لها "لانها لو لم تترك اللحم مكشوفا لما نهشته القطة"وقال هاوارد "إن فشل الجالية (الاسلامية) في حل هذه المسألة يسبب لها أضرارا يومية".

وأدى المسلمون صلاة الجمعة في مسجد لاكيمبا خلف الهلالي وسط حضور أمني مكثف تأهبا لخروج مظاهرة لدعمه.

وبرغم تعهده بعدم إثارة مزيد من الجدل أصدر المفتي سلسلة من المطالب قبل أن يتخذ قراره بالتنحي. ومن بين هذه المطالب تشكيل لجنة مستقلة للنظر في اتهامه بالدفاع عن الاغتصاب,وتعهد الهلالي في حالة إدانته بالتوقف عن الفتوى لمدة ستة شهور والخدمة لمدة 600 ساعة مع منظمة لرعاية المرأة,وأكد الهلالي في بيان ضرورة مراعاة النزاهة والحياد في هذه القضية.

وللهلالي وهو مصري المولد تاريخ في معاداة للغرب منذ أن حصل على الجنسية الاسترالية عام 1990. فقد نفى الهلالي محارق اليهود (الهولوكوست) ودافع عن الانتحاريين ووصف هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة بأنها "عمل الله" وحمل اليهود المسئولية "عن كافة الحروب والمشكلات التي تهدد السلام والاستقرار في العالم".

ويطالب هاوارد المسلمين بالاندماج في المجتمع ويحثهم على اتخاذ موقف صارم في مواجهة التطرف.

وقال رئيس الوزراء "إن كل شخص يعرف ما هو الحل. لكنه ليس بيدي .. وبصفة عامة لا تعين الحكومات الاسترالية الاشخاص في مناصب دينية,وعلى كل رعية أن تحسن اختيار راعيها".