الوظيفة العامة الأبدية .. مفسدة

> أحمد عبدربه علوي:

>
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
أثار ارتياح الكثير من الناس في بلادنا ما أعلنه الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، بصنعاء بمناسبة شهر رمضان المبارك عن تدوير الوظائف العامة بحيث لا يستمر بقاء المسؤول في أي مرفق حكومي سوى أربع سنوات فقط، بعد أن كانت مقاعد الوظيفة العامة (المنصب) في وحدات الجهاز الحكومي في قطاعاته كافة محجوزة لأناس بعينهم مما يعيد إلى الأذهان مقولة «أهل الثقة أفضل من أهل الخبرة» وليذهب الصالح العام إلى النسيان. وزراء ورؤساء هيئات وإدارات ومسؤولون كبار يظلون في مواقعهم سنوات بل عقوداً، تحجروا في مناصبهم وكأنها ملك من أملاكهم الخاصة.. لا يترك منصبه، ولا يقال أو يتزحزح من مكانه إلا من خلال عزرائيل!! لقد سئمنا من هذا الأسلوب الفريد عندما نتمسك بذلك الوزير أو المسؤول ومن في حكمه حتى لو فقد النظر أو فقد العقل.. تقع الكوارث والمصائب في مواقعهم فلا تحرك لديهم ساكناً على وزن الأغنية اليمنية «لا تشلوني ولا تطرحوني» وهذه (حوشة)!!

بينما نرى في الخارج في الغرب والشرق بل وأفريقيا يسارع المسؤول بالاستقالة من منصبه بسبب إحساسه بالمسؤولية عن كارثة أو حادث وقع في وزارته.. يحدث هذا في معظم دول العالم.. أما في بلادنا (كلما زاد سنّه زاد فضله) كالقطن كلما طالت مدته وبقاؤه أكثر زاد بياضه!! حيث أصبح المنصب شبه مؤبد حتى بلوغ سن المعاش ولا حرج من إلغاء وتفصيل وتغيير اللوائح والأنظمة المرعية من أجل أن يستمر (الحبايب) والأقارب والمحاسيب إلى الأبد لا سمح الله.

إن بقاء أي مسؤول مدة طويلة يتنافى مع طبيعة الأمور، لأن الواقع بطبيعته متغير وبالتالي فإن بقاء شخص في منصبه مدة طويلة لا بد أن يؤدي إلى الجمود، لأنه مهما كانت قدرات هذا المسؤول ومكانته فمن الصعب عليه متابعة التطورات المتلاحقة والأفكار الجديدة وبالتالي يكون هناك ميل لاتباع أسلوب واحد تقليدي طوال مدة وجوده في المنصب، ومن ناحية أخرى فإن بقاء المسؤول لمدة طويلة يعني عدم إتاحة الفرصة لجيل آخر للصعود والبروز بل وإصابة الأجيال الجديدة باليأس والإحباط مما يفقدنا كوادر جيدة يمكن أن تشكل إضافة للعمل العام. كما أن بقاء المسؤول لمدة طويلة يخلق حوله (شلة) أو مجموعة من أصحاب المصالح المستفيدين من بقائه في المنصب.. وتتحول هذه الشلة إلى جماعات ضغط تحول دون ظهور كفاءات جديدة يمكن أن تسحب البساط من تحت أقدامهم.. وحقاً كان إعلان الأخ الرئيس (تدوير المنصب) أو عدم أبدية الوظيفة العامة بل لمدة 4 سنوات إعلاناً في محله.. ويعد ضربة معلم انطلاقاً من أن الوظيفة العامة الأبدية.. مفسدة.

رئيس دائرة تعيينات المناصب القيادية

رئاسة مجلس الوزراء

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى