المحطة الأخيرة .. عناوين الحياة ومواقفنا

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
6 أعوام وأكثر مضت منذ أن احتفلت البشرية بحلول الالفية الثالثة.. تلك السنوات حملت الكثير من الأحداث المتلاحقة والمتسارعة سرعة زمننا الحالي نفسه,أيام وشهور وسنون تنقضي من أعمارنا وليس لأحد الاستطاعة على الوقوف أمام هذا الثابت والقدر الالهي المحكم.

إذن ومادام الأمر هكذا ونحن بني آدم في جيئة وذهاب، نقطع المسافات وأحياناً في داخلنا فقط بغرض بلوغ أهداف كنا رسمناها ونظرنا إليها باعتبارها أهدافا أو أحلاما لا بد من بلوغها أو محاولة ذلك، فالمهم هو الحركة المستمرة والتفاعل وإذكاء روح المبادرة مادام العالم يدور بسرعة من حولنا وبدورانه يتغير، فطالما وحدت الحركة والاستمرارية، فهي بالطبع لن تكون فقط جغرافيا ولا فكريا وسياسيا، انما على مستوى العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وبهذه أو معها تتكون عناوين الحياة ومصادر البقاء والمواجهة وإثبات الذات.

ومادامت الحركة التي يشهدها العالم بأجمعه إلى الأمام، وطالما أن أحداً لا يمكنه الوقوف أمام تيارها السريع والجارف، فنحن إذن يجب أن نواكب حركة التغيير نحو الأفضل، ومن الطبيعي ان اللبنات الأساسية لذلك يبادر بوضعها الأوفياء المخلصون ممن تعز عليهم تربة بلادهم ايماناً منهم أن ذلك لن يأتي من الغير وإن انتظرنا لأن الانتطار ربما يطول. إن الأيام لا تمهل أحدا والزمن صعب جداً فعلينا أن نتقدم ولا ندع فرصة أو مجالاً للمبايعة أو المراضاة وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. وعليه فلابد من :

رص الصفوف ووحدة الرأي والكلمة، عدم النبش في الماضي وسنواته العجاف، التفكير بروح العصر ولغته، بناء جدران الثقة فيما بيننا، التفكير الجيد والإيمان المطلق بأن الأعمار فانية، القناعة والاقتناع بالرأي الآخر والاستماعإاليه بروح صادقة، زرع طريق المستقبل بروح الأمل والتفاؤل وخلق فرص الحوار مهما قد يكون من تفاوت أو اختلاف لأن الحوار كما يقول الكاتب أنيس منصور هو الجسر إلى الحقيقة.

وفي تقديري أن من الأولويات الرئيسية لبدء الحوار البدء من نقاط الالتقاء والابتعاد عن النبش في الماضي لأن الثمن سيكون وقتها أكبر بكثير مما نتصوره، وأن قيمنا وأخلاقياتنا المستوحاة من ديننا الاسلامي الحنيف تعلمنا دائماً وأبداً أن الحوار والجدال مشروع في حياتنا اليومية بل ومطلب ضروري للتقدم والبقاء بشرط أن يكون عقلانياً بعيداً عن التعصب وبهذا يقول الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا بعد جدال» وواضح أنه كان جدالاً أعمى ولم يكن حواراً أهدى، كان جدالاً مذموماًَ وليس حواراً محموداً بل متعصباً بعيداً عن المنطلق والعقل، ومن هنا علينا أن نسلم أن المستقبل آت لا ريب وأن أساسه الحاضر وعبر ودروس الماضي، ومهم أن نعمل سوياً ونعطي كل ذي حق حقه، وليعلم أولئك الذين لازالوا يعيشون خلف أسوار الماضي المتصدعة أن الآخرين لم يعودوا صغاراً تنطلي عليهم شعارات الأزمنة الغابرة!

فبفضل من الله قد تبين الرشد من الغي والحمد لله القائل {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها }صدق الله العظيم(الأنعام 122)

إذن فأمامنا الخيار، فإما أن نتعايش مع الزمن ومتغيراته نسير معه ونواكبه وإما العكس وهي النهاية الحتمية لأن عجلات قطار الزمن المسرع ستدك قضبان الجامدين.

وهذا الكلام لا يخص أحداً بعينه، دون الآخرين انه يخصنا جميعاً مادمنا قد صرنا أصحاب هدف ومصير معروف وواحد ولنحذر مجالات التراجع ولندع ونبدأ بالمراجعة فهي الاعتراف بالواقع.. بالحاضر.. والنظر بعيون الصقر صوب المستقبل.. مستقبلنا جميعاً فالفرصة أمامنا وعلينا استغلالها قبل أن تتقطع بنا السبل والعياذ بالله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى