افتقرت إلى كثير من الخدمات الأساسية ومساعدة الجهات المسؤولة .. قرية الفلاحين .. والبحث عن موطئ قدم في مشاريع التنمية في عدن

> «الأيام» صالح عكبور

>
جانب من قرية الفلاحين
جانب من قرية الفلاحين
قرية الفلاحين إحدى القرى الواقعة في غرب مديرية دارسعد بمحافظة عدن، بحاجة إلى اهتمام من قيادة المحافظة والسلطة المحلية بالمحافظة.. فهي تفتقر إلى كثير من الخدمات كالصرف الصحي والتعليم والسفلتة والإنارة وغيرها من المشاريع التي تحتاج إليها لإيجاد تنمية شاملة لتطويرها وإيجاد فرص عمل لابنائها، كونها قرية تمتلك أراضي زراعية تحتاج إلى مشاريع في التنمية الزراعية لتغطية السوق المحلية بالخضار.

قبل زيارتي لهذه القرية لم أكن أدري أن في محافظة عدن مناطق زراعية باستثناء منطقة بئر أحمد، الأمر الذي خلق لدي قناعة بأن كثيرا من الإمكانيات في المحافظة لم يستفد منها لإيجاد تنمية شاملة حقيقية تسهم في تطوير المحافظة لصالح أبنائها، بدلا من استنزاف الأراضي في مشاريع فردية لا تخدم المدينة ولا أبنائها، الامرالذي يفشل معه أي مشروع تنموي عندما لا يجد الأرض المناسبة.

على طريق خط عدن تعز البساتين غربا نزلت من السيارة مخترقا مباني صغيرة من البردين في منطقة البساتين.. أوقفت سيارة صغيرة كانت بالصدفة متجهة إلى قرية الفلاحين، سارت السيارة بنا مخترقة بعض الممرات الترابية ثم توقفت بجانب (عشة) واسعة بها بعض الأسرّة توزع عليها عدد من أبناء القرية يتعاطون (القات)، وكان عاقل القرية الشيخ عوض محمد عوض العنتري يجلس على أحد هذه الأسرة .. بعد تبادل السلام والتحية.. بدأنا الحديث معه حول تاريخ القرية.

قرية الفلاحين وسلطنة العبدلي
بدأ عاقل القرية حديثه: «كانت القرية تتبع سلطنة العبدلي (محافظة لحج) وهي عبارة عن صحار حتى عام 1964م حيث أنشئت في هذه الفترة بعض المزارع بلغت حوالي 20 مزرعة مستأجرة من السلطنة حتى عام 1970، وفي عام 72م جاءت التعاونيات الزراعية وقاموا باستصلاح وتوزيع الأراضي على الفلاحين حتى عام 1974 حيث آلت الأراضي والمزارع لمؤسسة اللحوم التي بدورها كانت تشرف على المزارعين الفرديين ووقعت معهم اتفاقيات لدفع ضرائب مقابل استفادتهم من الأرض، واستمر الوضع حتى قيام الوحدة في عام 1990م وانتهت صلاحية المؤسسة وعادت الأراضي لوزارة الزراعة التي قامت بصرف عقود انتفاع بالأرض لصالح المزارعين، وما تبقى من الأراض الصحراوية تم التسابق في البسط عليها من أناس ليس لهم صلة بالأرض وأقاموا مزارع عليها».

المقهى الوحيدة في القرية
المقهى الوحيدة في القرية
محاصيل زراعية
واصل عاقل المنطقة، الذي يبلغ من العمر الثامنة والخمسين وهو متزوج وأب لثلاثة عشر من الأبناء، حديثه قائلاً: «سكان القرية التي تتوسط مناطق بئر فضل وبئر أحمد وجعولة والبساتين عددهم أكثر من أربعة آلاف نسمة يشتغلون بالزراعة، وفيها أراض تبلغ أكثر من 20 ألف فدان وهي تزرع الأعلاف والقطن والذرة الشامية والخضروات والطماطم والفجل والبصل والبسباس والليمون، وهذه المحاصيل تغطي جزءا من احتياجات السوق المحلية».

احتياجات القرية واستطرد عاقل القرية قائلا:

«القرية تحتاج إلى كثير من الخدمات الأساسية ومساعدة الجهات المسؤولة في المحافظة والمديرية في توفير هذه الخدمات للمواطنين، فكثير من المشاريع التي تنفذ في المديرية لم تشمل القرية، فلا توجد مشاريع في الصرف الصحي ونحن نعتمد على الحفر الراشحة برغم خطورة هذه الحفر وما يمكن أن تسببه من أمراض كالملاريا، برغم أن فواتير الكهرباء والمياه تشمل رسوم خدمات الصرف الصحي، ولدينا أيضا مشكلة الضعف في الكهرباء، ولم تصلنا خدمات التعليم والصحة، كما نفتقر إلى وجود الإنارة في الطرقات وشبكة الاتصالات.. وندعو الجمعيات والمنظمات غير الحكومية مساعدتنا في البحث عن مشاريع للمنطقة، كما نأمل من الإخوة في قيادة المحافظة والسلطة المحلية المنتخبة تلمس هموم قرية الفلاحين ومعالجة القضايا المرتبطة باحتياجات المنطقة».

بئر ارتوازية
بئر ارتوازية
إنشاء محطة كهرباء
المواطن محمد إسماعيل حسن تحدث إلينا قائلا:«كان هناك اتفاق مع المؤسسة العامة للكهرباء بإنشاء محطة تقوية لمنطقة قرية الفلاحين، ولكن مثل ما قال المسؤولون في المؤسسة إن كلفة إنشاء المحطة كانت كبيرة وطلبوا مساهمة المواطنين الذين هم فقراء وليست لديهم قدرة على المساهمة في المشروع.. وتم تغيير المشروع من محطة تقوية الى محول هوائي، وهذا المحول لا يكفي لسد احتياج المنطقة من الكهرباء .. ونحن مستعدون لتوفير الموقع لإنشاء محطة تقوية».

خدمات أخرى
المواطن صلاح يحيى عبدالله يقول: «المنطقة بحاجة إلى توفير خدمات الاتصالات وشبكة المياه والصرف الصحي اسوة ببقية مناطق المحافظة، بالإضافة الى سفلتة الطرقات وإنارتها، ونتمنى أن تدرج المنطقة في خطط المحافظة وإعطاءها مشاريع تلبي احتياجاتها، وتشغيل الشباب الذين تنتشر البطالة بين أوساطهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى