الجار قبل الدار!!

> مشتاق عبدالرزاق:

> عبارة جميلة تحمل معاني أجمل وأروع، كنا نسمعها دائماً، ولكن- وآه من لكن هذه - لم تعد في زمننا الحالي ذات أهمية لانه - وللاسف الشديد- وتبعاً لتغير الناس- البني آدميين- لم تعد للجار أي قيمة أو علامة في ظل نسيان وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بالجار حتى ظن أنه سيرث!!

ونحتار كثيراً وتقفز فيأاذهاننا عديد أسئلة: كيف تغيرت وتباعدت المسافات بين الجيران؟ كيف كانت العلاقات في الماضي وكيف صارت الآن؟ لماذا تتغير سحنة الواحد منا عندما يرى جاره مقبلاً عليه؟ لماذا اندثرت الصور الجميلة واختفت المعاني النبيلة بين الجيران.

إننا نرى الآن الكثير من الجيران لاي بالون بجيرانهم كما لا يهمهم السؤال عنهم وتفقد مواطن راحتهم.. بل إننا أصبحنا نسمع الكثير من القصص المحزنة التي تصيبنا بالألم والحسرة.

هناك امراة عجوز لا يحلو لها طعم الحياة إلا بالصراخ دائماً وأبداً في وجوه جيرانها، وشتمهم وسبهم بأقذع الألفاظ، وبمناسبة ومن دون مناسبة.. وهناك رجل يرفع شعار (يا ويله ويا سواد ليله) أمام أطفال الجيران إن اقتربوا بضعة أمتار من منزله. وهناك نساء يتعمدن وضع القاذورات والزبالة أمام أبواب ونوافذ جيرانهن.. وهناك وهناك!!

قال لي صديق: إن جارنا الذي بني منزلاً بالقرب منا سقطت من العمال على سطح منزلنا بعض الاخشاب، فأوقف العمل على الفور وجاء على استحياء لكي يعتذر، وأراد أن يصلح ما أفسده وقوع الاخشاب إن كان هناك ضرر لكننا شكرناه وقبلنا اعتذاره!!

وأضاف الصديق: منذ ذلك اليوم وإلى الآن صار ذلك الجار لا يغفل السؤال عنا، ويا له من جار ونعم الجار!!

إذن.. متى نشعر بقيمة العلاقات الإنسانية وضرورة الاهتمام بالجار والتعرف إليه؟ لأن الجار قد يكون الأقرب من بعض الأهل بحكم موقعه المكاني وقربه لنا، وبذلك نتبع وصية رسولنا الكريم وقرآننا الحكيم حول حقوق الجيران.. اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها.

فواصل سريعة

«عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به».

أن تكون مع، ليس هذا المهم.. أن تكون ضد، هذا هو الأهم!!

قال أحدهم:(سامح أعداءك ولكن لا تنس أسماءهم، فسوف يواجهونك مرة أخرى)!!

يقول السباعي- رحمه الله:(ليس عليك أن يقتنع الناس برأيك.. ولكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق)!!

والجار قبل الدار.. والسلام ختام.

Mushtaqrazzack @yahoo.com

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى