متقاعدون.. من (الطاقة)!!

> عبدالرحمن نعمان:

>
عبدالرحمن نعمان
عبدالرحمن نعمان
قد تتعب وتكد، وقد تسهر الليالي، وقد تواجه الصعوبات والعراقيل، لكنك لا تتردد، تواصل العمل مثلما يتواصل الليل بالنهار والعكس.. أما الهدف فهو مصلحة الآخر وتوقع مصلحتك بعد ذلك، أو في نهاية المطاف، عندما تتهيأ الظروف المواتية للآخر.. ذلك ما تأمل به.

< يحدث أن يكون قد ذهب كل ما قدمته في سبيل مصلحة الآخر هدرا.. ابنك فلذة كبدك، وهو أقرب الناس إليك ومن وفرت سبل الحياة الكريمة، تربية وعلماً.. من أجله، لا تتصور أن يكون جاحداً، لكن كثيراً ما يحدث أن ينحرف عن الطريق ويرد الجميل بالأقبح!!

< وحال مثل هذا لا يشبهه في حياتنا سوى آبائنا وأجدادنا بعضهم مازال حياً والبعض الآخر قد سبقنا إلى رحلة الخلود، هؤلاء هم المتقاعدون.

< إنهم مثل أي أب كافح من أجل ابن.. أو أبناء، صاروا عاقين بعد أن بلغ العجز وبلغت الكهولة في من أوصلهم أو ساعدهم على الوصول إلى ما هم فيه من حياة الترف والسعادة، غير مبالين بما سيكونون عليه يوماً بعد أن يكونوا قد وصلوا إلى ما وصل إليه آباؤهم، وغير مبالين - اليوم - بأن يكون خلفُهم شبيهاً بهم ويتعاملون معهم المعاملة نفسها.

< المتقاعدون.. مازالت رواتبهم متدنية وكثيرون ستصل رواتبهم إلى (20) ألفاً بعد أربع مراحل (أربع سنوات) ربما يكون قد وصل يومها سعر كيس الأرز أكثر منه.

< المتقاعدون.. محرومون من الإكراميات.. محرومون من الضمان الصحي والعلاج المجاني وأية امتيازات أخرى.

< المتقاعدون يلهثون خلف رواتبهم الفتات في قاعات البريد، يقفون طوابير حتى الوصول إلى النافذة وأكثرهم يسقطون مغميين قبل الوصول.

< المتقاعدون.. اليوم يتندرون على بالثورة بسبب ما يجري ممن يشوهون الثورة.. يقولون على لسانهم: قالوا لنا إن الثورة ستجعلنا نأكل التفاح من النافذة.. من (الطاقة) نافذة البيت!! ويعلقون بسخرية دامعة ومرارة وأسى: بالأمس كنا نستلم (الراشن) من النافذة (نافذة المؤسسة) أما اليوم فإننا نستلم (الراتب) من النافذة.. لم يتغير سوى أننا بالأمس كنا أقوياء نقدر على النافذة لكننا اليوم لا نقدر على حمل أرجلنا، أو (بالكاد) نحملها!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى