مع الأيـــــام .. مطار صنعاء الدولي الواجهة المخزية للبلاد

> محمد عبدالله باشراحيل:

>
محمد عبدالله باشراحيل
محمد عبدالله باشراحيل
تعتبر المطارات الدولية في أي بلد الواجهة التي تعطي القادم إليها انطباعاً أولياً عنها إيجابياً أو سلبياً بعد مشاهدته شكل المطار ومظهره، وملامسته نوعية الخدمات المقدمة إليه.. ومن منطلق أن الكتاب يُعرف ويُقرأ من عنوانه، فعن مطار صنعاء الدولي حدث ولا حرج أكان من حيث الشكل أو المضمون، فعند مروري به في شهر رمضان الماضي مع عدد من الإخوة القادمين من عدن والمتوجهين للعمرة، فوجئنا مع أذان المغرب بعدم وجود أي شيء نفطر به في المطار، وكان المتاح بسكويتاً وشاياً في محل شبيه بكشك وكان علينا الانتظار حوالي أربع ساعات قبل الإقلاع إلى مطار جدة. فهل يعقل أن يكون الحال هكذا في مطار يعتبر واجهة البلاد وعاصمتها ويستقبل طائرات أجنبية ويمر به مسافرون يمنيون وعرب وأجانب ويسمى «مطاراً دولياً»؟

وأيضاً عند عودتي من العمرة أواخر رمضان عبر صنعاء حيث وجدت الطائرة التي حجزت عليها والمتوجهة إلى عدن قد أقلعت، ولكن بتعاون المسئولين في مكتب اليمنية بالمطار مشكورين حصلت على المقعد الوحيد المتاح والمؤكد بالكمبيوتر في الدرجة الأولى على طائرة صباح اليوم التالي بعد دفعي فارق سعر التذكرة، فالمهم قضاء العيد مع أفراد الأسرة.. حضرت إلى المطار في الموعد المقرر وتفاجأت بمنظر جموع المسافرين إلى عدن وحضرموت والمتدافعين بصورة فوضوية أمام منصة التسجيل وميزان العفش، مع أصواتهم العالية المحتجة على إلغاء حجوزاتهم المؤكدة بالكمبيوتر دون علمهم، ومنهم مسافرون إلى حضرموت مروا وباتوا ليلة في فندق بصنعاء على حساب اليمنية. وقيل لهم في المطار «عليكم التحلي بالصبر فأنتم في قائمة الانتظار». ولا يقتصر المشهد على هذا فقط، بل أن عدداً من رجال الشرطة والأمن وموظفي اليمنية يتحركون هنا وهناك وبأيديهم تذاكر سفر أصحابهم أو زبائنهم يقومون بالوساطة لهم وعلى حساب المسافرين المؤكدة حجوزاتهم. والغريب أيضاً أنه عندما جاء دوري قدمت تذكرتي (درجة أولى) إلى الموظف المعني الذي أجابني «إن اسمك غير موجود في الكمبيوتر»، وبعد نقاش طويل معه أحالني إلى أحد المسؤولين الذي وعدني بالسفر على الدرجة العادية لعدم وجود مقاعد في الدرجة الأولى فقبلت مع احتفاظي بكافة حقوقي، وفي اللحظات الأخيرة، وقبل إغلاق قائمة المسافرين جاءني شخص يتضح من مظهره وحديثه اأنه مسئول في اليمنية قائلاً:«المعذرة على التأخير فهذه ربكة العيد وأطمئنك بأنك ستسافر على الدرجة الأولى حسب تذكرتك»، وسألني: هل ستكتب في جريدة «الأيام» عن ما شاهدته اليوم؟ فأجبته: ستقرأ ذلك إن شاء الله.

بعدها صعدنا إلى الطائرة والمشكلة أننا بقينا فيها أكثر من ساعة قبل إقلاعها ولم تتحرك حتى وصلت عائلة أحد المسئولين بالرغم من إعلان كابتن الطائرة إغلاق الأبواب أكثر من مرة.

والخلاصة أن المشهد العام في المطار مزر ومخز ينقلك ويشعرك وكأنك في سوق حراج السمك أو في المزادات الشعبية للخردة، وأبعد من أن يكون حتى مطار قرية، والابتزاز يمارس بشدة فيه مع الزحمة وخلال أيام العيد. وبصراحة أصبح الفساد في مطار صنعاء ظاهرة بارزة ومخزية لواجهة البلاد وعاصمتها. والأسئلة المطروحة الأخرى هي إلى متى سنظل نسافر إلى الخارج عبر صنعاء؟ وإلى متى سيظل مبدأ المركزية هو السائد؟ وإلى متى سيبقى مطار عدن الدولي على وضعه الحالي مقتصراً نشاطه على الخطوط المحلية وفي حدودها الدنيا أيضاً؟ وإلى متى سيبقى مفهوم الوحدة اليمنية، أن تعاني كل منطقة في اليمن الشعور بالوحدة؟

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى