يوم من الأيــــام .. صحراء الثقافة بالمكلا الى متى؟

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
صارت أيامنا فارغة يأكلها القحط وتغزوها رمال الصحراء مثلما تغزو بعض أحياء باعبود بشرح باسالم، اختفت وإلى الأبد الأيام الثقافية الروائية والسينمائية والفرق الزائرة التراثية والفنية والمسرحية، كل شيء جف فجأة، وظهرت لنا رمال ورياح تعصف بكل شيء، نشعر بالأسى الحقيقي المملوء بالدموع ونحن نقرأ عن إقامة أسبوع الفيلم الأوروبي ومهرجان الفيلم المصري بصنعاء ونطلع أيضاً على أسبوع خصص للأفلام اليابانية، ثقافات وأفكار وفنون، حضارات وشعوب وأقوام لم نعد نحن جزءاً منها، أبعدت كل حضرموت وبعض المحافظات التي لا تستطيع أن تدافع عن نفسها، أو أنها تعبت واحترمت مكانها في الظل واستمرأت هذا فنامت! إننا نتساءل إلى أين يقودنا الحرمان الثقافي والأدبي والفني، ومن يدوس الثقافة عندنا؟

كانت توجد لدينا دار سينما تليدة منذ ستينات القرن الماضي وشكلت مدرسة ثقافية بحق، وكونت معارف وأفكار للشباب في حضرموت ومدينة المكلا ولدينا سينما في الشحر كل ليلة، وسينما في الغيل كل ليلة، وسينما في القطن كل ليلة، وسينما في سيئون كل ليلة، وفي هذه الدور شاهدنا العالم وارتبطنا بثقافات ومهرجانات، رأينا الثورة الجزائرية وبورسعيد، والحرب الكورية، وزوربا اليوناني، وزد الفرنسي والحرب والسلام لتلستوي، وبين القصرين وكل الثلاثية ومصرع جون كينيدي، والأب الروحي وقصة المافيا وأفلام من الصين واليابان والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومهرجانات العلاقات الثقافية الثنائية وزيارات الفرق الفنية من بلدان عربية وصديقة.

كل هذا صمت فجأة، كنا من دون مراكز ولا تسميات ولا هذه الإمكانيات المتاحة اليوم، نعم كنا نفترش الأرض في ساحة بمدينة المكلا ويبدأ العمل الحقيقي الصادق، المقصد هو مضمون الفعل وتنشيط الفكر والمعلومات والتلاقي الثقافي، ثم رأينا أن كل هذا ربما هو غلط وعلينا شطبه من حياة الناس!

نحن نسمع الآن عن زيارات لفرق فنية وغنائية وتراثية من المغرب ومصر وألمانيا وروسيا والصين، ونقرأ عن إقامة أسابيع للأفلام الوثائقية والروائية، إلا أن حصة حضرموت وربما عدن وأبين ولحج لا تتوفر! نحن نعلم عن وفود فنية وأدبية وثقافية تذهب والوجوه نفس الوجوه والجوازات نفس الجوازات، أما ما عداهم فلا حظ لأننا جميعاً نسكت، يسكت اتحاد الأدباء بساحل ووادي حضرموت ولا ينطق ويكتفي بقليل من الأمسيات لعل فيها بعض العزاء، وبعض التوقيعات كاحتجاج لطيف خوفاً من المواجهة والحفاظ على ما تلاها من المصالح! وأخوتنا في عدن معاناتهم بالمثل إنهم يتحدون الصعب ومع هذا كل أبواب الثقافة الرسمية مقفلة إلى ما لا نعلم.

لدينا اليوم مركز ثقافي بالمكلا وهو بكامل التجهيزات الفائقة وأنا أعلم هذا، لاستضافة الأفلام والفرق وحتى التسجيل الغنائي، إلا أننا ندفع به إلى النسيان والإهمال ولا تفعيل للدوره، أعيدوا لنا دار السينما وهي دعوة لآخرين لفتح دور سينما لنا، افتحوا أبواب المركز للحفلات والبرامج الفنية ، لعلنا لا نصرخ في فراغ! ويا حسرة على زمن بكيت عليه يوم رأيت ما يفعل بنا غيره والسلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى