رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> 1- الحاج موسى أحمد الطيب:الولادة والنشأة:الحاج موسى أحمد طيب عيسى من مواليد (حافة حسين) العريقة بكريتر (عدن) يوم الاثنين الموافق الأول من إبريل 1940م تلقى دروسه القرآنية في كتاتيب المدينة العريقة ثم انتقل الى مدرسة الإقامة RESIDENCY SCHOOL وأكمل تعليمه في المعهد التجاري العدني الذي أسسه الحاج ياسين راجمنار وتولى عمادة المعهد الشخصية التربوية والرياضية والاجتماعية المعروفة الاستاذ مصطفى عبدالكريم بازرعة. ثم انتقل الحاج موسى بعد ذلك الى مدرسة القديس يوسف العالية ST.JOSEPH HIGH SCHOOL بكريتر (عدن).

الحاج موسى في سلاح الطيران الملكي البريطاني:
في العام 1958م التحق الحاج موسى بالقسم الإداري لسلاح الطيران الملكي البريطانيR.A.F وأصبح مسؤولاً إدارياً وأهّله لتلك المسؤولية دراسته في المعهد التجاري العدني التي شملت الضرب على الآلة الكاتبة والحساب التجاري BUSINESS ARITHG MATIC والاختزال SHORT HAND والجرعات الإضافية التي تلقاها في مدرسة القديس يوسف العالية التي تعارفت العامة على تسميتها مدرسة البادري وزامله في مرفق عمله عدد من أبناء المدينة وكان أبرزهم عبدالقادر بازرعة صاحب مكتب السفريات وكان وكيل الطيران الفرنسية.AIR FRANCE

من دار «الأيام» إلى المطبعة الشرقية:
كان الحاج موسى مشدوداً للعمل الطباعي في مرحلة يافاعته عندما كان طالباً فعمل في «المطبعة العصرية»، التي كان يملكها رجل الأعمال اليهودي المعروف سالم بنين وذلك قبل أن يلتحق بمجال الوظيفة الرسمية في سلاح الطيران الملكي، فكانت الغلبة لميله للعمل في المجال الطباعي فقدم استقالته من القاعدة البريطانية والتحق بدار «الأيام» مع العميد محمد علي باشراحيل، رحمه الله وعمل مع شقيقه عمر أحمد طيب (صفاف يدوي).

في العام 1963م اتخذ الحاج موسى قراراً بالعمل الطباعي لحسابه ومع آخرين وكانت «المطبعة الشرقية» ثمرة ذلك القرار وكانت عدن تعج بعدد كبير من المطابع منها: مطبعة شركة قهوجي دتشو وإخوانه ومطبعة فتاة الجزيرة لرائد النهضة محمد علي لقمان المحامي ومطبعة بالنجي دتشو ومطبعة النهضة اليمانية ومطبعة كاكستون ومطبعة الهلال ومطبعة الحظ ودار الجنوب للطباعة والنشر (حزب الرابطة) ومطبعة حزب الشورى اليمني ومقرها بالمعلا ومطبعة الكمال (عبدالرحمن جرجرة) أمام مسجد العسقلاني بكريتر ودار الحرية للطباعة والنشر في شارع الشيخ عبدالله بكريتر وفي الشارع نفسه كانت هناك دار الجماهير للطباعة والنشر ومطبعة السلام وكان صاحبها الشيخ الجليل عبدالله علي الحكيمي ومطبعة البعث لصاحبيها علي ومحمد سالم علي عبده الشخصيتين الوطنيتين البارزتين ومطبعة الشعب لرجل الأعمال والشخصية الاجتماعية والسياسية الحاج حسين إسماعيل خودابخش ومطبعة عيدروس الحامد ودار الأيام للعميد محمد علي باشراحيل ودار الأخبار لعلي محمد لقمان ومطبعة الوطن لمحمد سعيد الحصيني ومطبعة الكفاح لحسين بيومي والمطبعة الزينية لهبة الله علي وغيرها من المطابع.

المطبعة الشرقية بين المد والجزر:

رغم ازدحام المدينة بالمطابع سواء التجارية أو الصحفية إلا أن المطبعة الشرقية كانت لها حصة في السوق وتأثرت تلك الحصة بعد سنوات من نيل الاستقلال فمن ناحية كانت هناك أوامر صارمة بطباعة الأوراق الرسمية في مطابع دار الهمداني ومن ناحية أخرى كانت شركة التجارة الداخلية توفر مقادير يسيرة من محتاجات المطابع ومن أبرزها الورق التي كانت تلبي حاجة المطابع لأيام معدودات.

تحسنت أحول المطبعة الشرقية بعد قيام دولة الوحدة وأصبح لها حصة في السوق ، لأن المدينة شهدت توسعاً في الأعمال التجارية وأصبح الاستيراد مفتوحاً وقدم لي هذه الإفادة نجلا الفقيد أحمد ومحمد موسى طيب.

الترويح عن النفس في مقهى هنده:
اعتاد الحاج موسى أحمد طيب على اقتطاع جزء من وقته بعد ساعات من العمل المتواصل للراحة والترويح عن النفس بارتياد مقهى هنده الكائنة بالقرب من سينما برافين (سينما البينيان) بكريتر (كانت متخصصة بعرض الأفلام الهندية) وكان يلتقي في ذلك المقهى عدداً من أصدقائه ويحتسون الشاي ويلعبون الكوتشينة أو يتجاذبون أطراف الحديث ليعود إلى مطبعته وقد جدد طاقته وأراح بدنه وكان عبدالله محمد ناصر بخيت من أقرب الأصدقاء إلى قلبه وقد ربطتهما زمالة عمل وصداقة عمر وقد كان بخيت محامياً في محكمة الحوطة بلحج كما كان الأخوان سالم باجميل وسعيد راوح من ضمن الذين ربطتهم به علاقات طيبة.

هشام وتمام باشراحيل ينعيان الحاج موسى:
انتقل الحاج موسى أحمد طيب إلى جوار ربه يوم الاثنين الموافق 15 يناير 2001م عن عمر ناهز الواحدة والستين عاماً ونشرت «الأيام» تعزية بوفاة الفقيد حيث عبر الزميلان هشام وتمام باشراحيل عن بالغ حزنهما بوفاة الزميل الحاج موسى أحمد طيب أحد مؤسسي المطبعة الشرقية في محافظة عدن وتقدما بخالص مواساتهما إلى شقيقه عمر أحمد الطيب وولديه أحمد ومحمد وكافة أفراد الأسرة.

للفقيد أيضاً (3) بنات.

2- عوض باحكيم .. الولادة والنشأة:دوعن، موئل ولادة عوض باحكيم وكانت إحدى الألوية الستة التي تكونت منها السلطنة القعيطية وهي: لواء الشحر ولواء المكلا ولواء دوعن ولواء حجر ولواء شبام ولواء عرماء وكان العام 1945م عام ولادته. تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة وتلقى دراسته الثانوية وجزءاً من دراسته الجامعية في القاهرة وبغداد واستكمل دراسته الجامعية في جامعة عدن.

تداخلت المحطات في مشوار حياة عوض باحكيم وهي مؤشر جلي على عدم استقراره إما لظروف ذاتية أو أن ظروفاً موضوعية داكنة دفعته إلى ذلك فهو من ناحية التحق بالعمل الإعلامي محرراً في صحيفة 14 أكتوبر عام 1968م وحينئذ لم تكن جامعة عدن قد أعلن عنها بل ظهرت كلية التربية العليا بوصفها أول نواة للجامعة، فهل كان عوض باحكيم ضمن الدفعة الأولى، أم أنه استكمل دراسته الجامعية لاحقاً (راجع «الأيام» في عددها الصادر في 18 ديسمبر 2000م).

كما قرأت أنه عمل مذيعاً في إذاعة بغداد، وبعد عودته إلى عدن عمل في وزارة التربية والتعليم وقرأت أنه أخذ دورة طويلة في مجال الإخراج السينمائي في بغداد وقرأت أيضاً أنه التحق بوزارة الإعلام حيث عمل مذيعاً ومعداً ومقدماً لبرامج في اذاعة وتلفزيون عدن، وعمل بعدئذ محرراً في صحيفة «الثوري» وضاق به المقام فانتقل إلى شركة التجارة الداخلية ومنها انتقل للعمل في صحيفة «14 أكتوبر» حيث عمل محرراً وتحمل مسؤولية رئاسة القسم الثقافي في الصحيفة وهي آخر مسؤولية تحملها (راجع صحيفة «14 أكتوبر» في عددها الصادر في 13 ديسمبر 2000م).

عوض باحكيم والموقف من العمل الوطني والنقابي:
من المعروف أن الطلاب الدارسين في الخارج سواء من المحافظات الجنوبية أم الشمالية نشطوا من خلال تنظيمات سياسية حزبية أو طلابية في البلدان التي تواجدوا فيها وقد كان لمصر حصة الأسد من حيث استيعاب الطلاب اليمنيين الدارسين في ثانوياتها ومعاهدها وجامعاتها وقد نشط عوض باحكيم في حركة العمل الوطني أثناء فترة دراسته في القاهرة.

أما على الصعيد النقابي فقد حظي عوض باحكيم بثقة زملائه الصحفيين أكثر من مرة بوصفه عضواً منتدباً في نقابة الصحفيين اليمنيين وبرزت مواقفه الإيجابية لصالح حقوق زملائه أثناء الخلافات التي نشأت مع الإدارات والسلطات التنفيذية المعنية . (مرجعان سابقان «الأيام» و«14 اكتوبر») .

عزوفه عن القات أدخله عالم الألقاب:
كان الكتاب والصحيفة والمجلة هي هواجس عوض باحكيم وكثيراً ما تردد على أماكن عرضها أينما كانت ويلهث وراءها حباً في اقتنائها إن كانت معروضة للبيع أو قراءتها إن كانت في مكتبات عامة وجعل المطبوعة رفيقته وعاش معزولاً عن مجالس تجمعات القات ولذلك تمكن من ملء الفراغ الذي تركه متعاطو القات أيام الخميس خاصة فظهر عوض باحكيم على الشاشة الصغيرة بصورة منتظمة ولذلك أطلق عليه (عوض باخميس).

عوض باحكيم أسير وحدته:
عاش عوض باحكيم أكثر من عقد واحد من الزمان في وحدته بعد انفصاله من أم أولاده وقد وصفه جيرانه وفي مقدمتهم الفنان عبدالكريم توفيق بأنه كان رفيع الخلق باسم المحيا وطيب القلب نائياً بنفسه عن تكدير صفو علاقاته مع جيرانه واستمر على ذلك المنوال حتى اصطفاه ربه إليه يوم الاثنين 15 رمضان 1421هـ الموافق 11 ديسمبر 2000م ونعته صبيحة التالي قيادة وزارة الإعلام وفي مقدمتها الوزير عبدالرحمن الأكوع.

إبراهيم الكاف يشكل لجنة تأبين الفقيد:
أصدر إبراهيم الكاف رئيس مجلس إدارة مؤسسة «14 أكتوبر» رئيس تحرير «صحيفة 14 أكتوبر» قراراً بتاريخ 16 ديسمبر 2000م قضى بتشكيل لجنة تأبين الفقيد عوض باحكيم برئاسة معروف حداد وعضوية شكيب عوض وأحمد قاسم صالح وإقبال علي عبدالله وقد كرمت «الأيام» الفقيد بموضوع موسوم (المبدع عوض باحكيم في ذمة الله) الذي نشر في العدد الصادر يوم 18 ديسمبر 2000م.

للفقيد عوض باحكيم ثلاثة أبناء هم: 1- عبدالله ، الذي اشتهر بدماثة خلقه وحبه للعلم والذي قضى شهيداً عام 1990م أثناء عودته من معسكر العند أثناء تأديته لواجب التجنيد وقد أثرت وفاته كثيراً على كيان والده ووالدته (شقيقة الشخصية التربوية والاجتماعية المرموقة الأستاذ أحمد عبدالله باحكيم طيب الله ثراه - 2- محمد الذي كان يدرس طب الأطفال في مدينة بطرسبرج (لينينجراد سابقاً) بروسيا، 3- عبدالحكيم، الشغوف بعلوم الكمبيوتر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى