مع الأيــام .. جزيرة (الإعلام) في اليمن هل تتحقق؟

> محمد سعيد سالم:

>
محمد سعيد سالم
محمد سعيد سالم
«البحر لا يمكن أن يضمن يوماً حدود جزيرة!»ونحن في بحر حياتنا في اليمن، أوجدنا جزراً جميلة قابلة للازدهار والتطور!جزيرة الديمقراطية ، جزيرة حرية التعبير، جزيرة التعددية والانتخابات، جزيرة الأمن والاستقرار..وجزر أخرى، قابلة للنمو إذا تعززت إرادتنا نحو ذلك!!

لكن بحر حياتنا السياسية والإعلامية بحر متلاطم الأمواج وكما قال الفلاسفة: «البحر لا يمكن أن يضمن يوماً حدود جزيرة!!».

من حقنا أن نخشى على جزرنا الجميلة من نزعات الأنانية والخصومات الحاقدة، والمعايير الضيقة في بناء الوطن، وتوسيع تطبيق آليات للولاءات الحزبية والمناطقية في الوظيفة العامة، أو في ممارسة الديمقرطية وتشكيل هيئات إدارات هذا الوطن.

نريد أن تتسع حدود كل جزيرة جميلة في (يمن الوحدة، ووحدة اليمن). فحرية التعبير مثلاً لا معنى لها إذا ظلت متاحة في حدود جزيرة تخص الحاكم، وأخرى تخص المعارضة. لا بد أن تكون لدينا جزيرة كبرى اسمها (حرية الإعلام).

أما جزيرة الأمن والاستقرار، وهي من أجمل جزر هذا الوطن، تبقى هلامية، غير قابلة لاستقدام الخير لأهل هذا الوطن، إذا لم يطمئن لها المواطن على مستوى قوته ومعيشته، وساد في إطارها حكم التاجر الجشع، والخارجين عن القانون، وتراجعت في إطارها سلطة القضاء ونزاهته وهيبته. وظل أصحاب رؤوس الأموال في حالة شك مزمنة من استقرار المناخ الاستثماري وقابليته للتطور ، خاصة وأننا نتهيأ لتأهيل الكفاءة اليمنية في مجالات الاقتصاد والتنمية المختلفة، وبدعم دولي .

وعند جزيرة الانتخابات والتعددية يقف الإنسان اليمني مزهوا بما تحقق، وهو يتطلع إلى الكثير من أشقائه في المنطقة العربية وهم يتخلفون عنا في هذه المنافسة الشريفة، ولكن ستبقى هذه الجزيرة مجرد مساحة صغيرة لا تنتج سوى محصول (الحبوب الديمقراطية) الخالية من (الفيتامينات)، ومقويات الكيان الديمقراطي الذي يحتاجه كل أعضاء الجسد اليمني، الباحث عن ذاته الحضارية الأصيلة والمعاصرة.. ماتزال الجزر الجميلة في بحر حياتنا في اليمن صغيرة وماتزال تربتها في حاجة إلى (سماد) من العمل الوطني الجاد والمخلص والصادق، ليكون الوطن كله جزيرة كبرى (رائعة الجمال)، تتعدد في إطارها مكونات خصبة لبيئة وطنية وسياسية وإنسانية واقتصادية وفكرية، قادرة على مواجهة أي أمواج متلاطمة تبتلع الجزر الصغيرة والمتناثرة.

لا أحد يريد العودة إلى ماضي الشمولية، ولا إلى تشكيل السلطة عبر الانقلابات والمؤامرات لأن ذلك هو البحر الذي لا يضمن حدود أي جزيرة. وسبيلنا إلى منع ذلك في اليمن هو الحوار وعدم اعتبار اليمن جزيرة قابلة للبيع أو الشراء أو الاستئثار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى