بالوعة عائمة في المدينة الحالمة

> «الأيام» شكاوى المواطنين:

> أحياناً تستفزك أشياء، تجبرك على جذب القلم لتكتب حتى وإن كنت لا تملك شيئاً من أدوات الصحفي المتمكن.. والأشياء الشنيعة على كثرتها في الحياة لا تملك حيالها إلا الدعاء لله سبحانه وتعالى ليفرج الكربة وذلك أضعف الإيمان.

منذ مدة كنت ضيفاً على أحد الأقارب في تعز، المدينة الحالمة التي أسائل نفسي إلى متى ستظل تحلم وهل ستفوق من أحلام اليقظة؟

كان البيت الذي استضافني من البيوت الواقعة مقابل معرض شهداء اليمن على طريق المطار القديم، وهو منزل جميل ذو طوابق عديدة وحجارة منجورة بلون أخضر، غير أن ما لفت نظري أن هذا الأخضرار لا يتناسق - بوحشية - مع منظر قاتم اللون للبالوعة المحيطة. وهكذا، طوال مكوثي في البيت كانت ملازمة لي رائحة نتنة تزكم الأنوف، تجعلك تحس وكأنك في منطقة حرب روائح سقط فيها للتو صاروخ مزود برأس حامل لغاز النشادر المضر حتى الموت بصحة المواطن. نعم، ورب الكعبة، رائحة لا تطاق ولا ينفع معها كل محلات العطارة تأذيت منها على قصر مدة مكوثي. مصدر هذه الرائحة، بالطبع، كان المطاعم الواقعة في بير باشا، فمخلفاتها تفيض إلى الشارع الخلفي في ما يشبه نهراً متدفقاً ولكنه يحمل روائح الموت لغرف نومهم ومقيلهم. وأسأل لماذا فوت هؤلاء السكان على أنفسهم فرصة الانتخابات ولم يحثوا على حل المشكلة مقابل منح أصواتهم؟

وللتعرف على تلك البالوعة أدعو من يهتم إلى الزيارة لموقع Google earth على الإنترنت والتحليق على منطقة بئر باشا في مدينة تعز فسيرى - كما رأيت من قبل - نبع البالوعة واضحاً من ارتفاع شاهق. لا تندهش فما تراه ليس سوراً عظيماً أو نهراً بل بداية مأساة تسمى بالوعة.

لو أن لي قوة المال لجمعت الصور والأوامر الموقعة من المسؤولين في البلدية والمجالس المحلية والمحافظة وجعلتها مادة إعلانية في صفحة كاملة مدفوعة الأجر.

عادل محمد عبدالله/ تعز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى