طلاب العمارة بالجامعات السعودية وجامعة حضرموت لـ «الأيام»:إعجاب بالعمارة الطينية والغزو الاسمنتي المسلح يجهضها

> «الأيام» سند بايعشوت

>
صورة جماعية للطلاب
صورة جماعية للطلاب
لم تكن هذه الزيارة هي الأولى لوفد من الأكاديميين السعوديين إلى بلادنا بل سبقتها عدة زيارات قام بها في فترات سابقة كل من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، أول رائد فضاء عربي، الأمين العام للهيئة العليا للسياحة بالسعودية وسمو الأمير د. خالد بن عبدالله بن مقرن آل سعود، رئيس مجلس إدارة جمعية العلوم والعمران السعودية.

هذه الزيارة تأتي في إطار المساعي الخيرة التي يبذلها رجل الأعمال المعروف الشيخ م. عبدالله أحمد بقشان، باصطحابه مع كل زيارة مكوكية يقوم بها إلى محافظة حضرموت عدداً من المستثمرين ورجال الأعمال وكذا الأكاديميين.

زيارة نوفمبر 2006م ضمّت كلاً من الإخوة د. زاهر عبدالرحمن عثمان، مدير عام مؤسسة تراث السعودية التي أنشأها ويرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان ود. جميل السلفي، أستاذ العمارة بأم القرى ود.محمد حسين إبراهيم، مدير تحرير مجلة «عمران» المتخصصة بعلوم العمارة وبعض الطلبة المنضوين في إطار أقسام الهندسة والعمارة في عدد من جامعات المملكة.

وقبيل مغادرة الوفد السعودي عائداً إلى بلاده اطلعوا على آثار العمارة الطينية في مدينة شبام التاريخية ومشاريع الأهالي، كما جالوا في وسط المدينة زائرين جامع هارون الرشيد وبيت جرهوم التابع للهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، وقرنوا ذلك بزيارة دار الزميل علوي بن سميط كأنموذج للبيت الشبامي وسكن الأهالي، ثم تعرفوا على مسجد معروف باجمال.

وفي سيئون اطلعوا على محتويات قصر سيئون من عادات وتقاليد وآثار واطلعوا على الرفع الهندسي للقصر، ثم قاموا بزيارة لمنزل دولة رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال كأنموذج لفن العمارة الطينية برفقة معلّم البناء المشهور محفوظ بن عوض بن يعمر باحريش، الذي أسهم آباؤه وأجداده وأعمامه في بناء قصور تريم المشهورة.

وفي تريم اطلعوا على بيوت آل الكاف، وزاروا قصراً بالمحيضرة، وقد رحّب بهم السادة محمد وعبدالقادر بن حسين الكاف، ثم زاروا قصور دار السلام والمنصورة وعشّه، مكللين زياراتهم بمئذنة جامع المحضار فمكتبة الأحقاف وما تحويه من مخطوطات ونفائس وكذا قصر الرناد، مؤكدين أهمية الحفاظ على تلك القصور وما تحويه من إرث حضاري وإنساني. وقد عبر الوفد الزائر عن غبطته بما شاهده في مدينة سيئون وشعوره بالدفء للمشاعر الأخوية الصادقة.

وفي الهجرين تفاجأ طلاب العمارة وأعربوا عن استغرابهم من هدم المسجد الجامع ومسجد طاهر باداس وإعادة بنائه بالإسمنت، رغم أن المدينة طينية وتقع على سفح جبل، وقد استمعوا إلى شرح مفصّل من المعلم يسلم عسكول.

لقاءات وانطباعات
< لإلقاء المزيد من الضوء على انطباعات الوفد الزائر كان لـ «الأيام» هذه اللقاءات.. كانت البداية مع عبدالرحمن منذر عبدالكريم البرقاوي، طالب بجامعة الملك سعود كلية العمارة والتخطيط، الذي تحدث عن انطباعاته قائلا: «كنت أتوقع أن تكون حضرموت بلدة صغيرة، لكني اكتشفت أنها واد ومجموعة مدن، تغيرت الصورة تماماً».

مضيفاً أن حضرموت تتميز بالعمارة التاريخية وبعضها موجود من عهد العباسيين والأمويين.

< أما أحمد حسن جاد، من جامعة أم القرى (سنة تخرُّج) تخصص عمارة إسلامية فقال: « سمعت عن حضرموت الكثير وهذه أول مرة أزورها، فلما رأيتها تغيرت الفكرة ووضحت الصورة.. لكن أهم مميزات العمارة الطينية هو المحافظة على التراث وصيانته».

معرباً عن سعادته بزيارة مدينة شبام التاريخية المحاطة بسور أثري وعماراتها ذات الارتفاع الشاهق.

< نائف النجار، قسم عمارة جامعة الملك عبدالعزيز قال إن أول ما لفت انتباهه هو «استخدام الأفكار القديمة، أقصد العادات وأسلوب الحياة والبناء» مضيفاً أن ما أثار إعجابه هو مدينة شبام، وهي ناطحات سحاب في الزمن الذي بنيت فيه.

< وليد أحمد الغامدي: «كانت شبام معروفة لدينا فقط لأنها معروضة في التلفزيون. إن أهم مميزات العمارة الطينية هو توثيق وتسجيل الماضي والحفاظ عليه، أما الذي يمثل العمق الأثري إلى جانب شبام فهو مصنعة باصرة وقصور تريم».

< محمد عبدالرحمن المحمود، جامعة الملك فيصل بالدمام: «معروف عن اليمن مبانيها التقليدية القديمة، لكننا سمعنا عن المباني الطينية في شبام.. والمباني الطينية عبارة عن حياة اجتماعية كاملة، وبالمناسبة فإن العمارة الطينية محلية (تكون دائماً محصورة في إقليم معين)، ومن هنا يحدث التميز في البناء الطيني في كل منطقة، وأتمنى من الباحثين المختصين استخلاص نظام إنشائي من الطين عن شبام».

< محمد أحمد باعشن، من جامعة حضرموت: «أتوجه بالشكر إلى الشيخ م.عبدالله أحمد بقشان على استضافتنا كخريجين من جامعة حضرموت، وبالطبع أنا واحد من أبناء حضرموت لكن معلوماتنا ضحلة عن العمارة الطينية ذلك لأن الطين مادة مستدامة أي أنها بعد الهدم يتم إعادة استخدامها».

< سامي عبدالله المعلم، المستوى الخامس جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا: « أهم شيء استفدناه من هذه الزيارة هو زيارة مناطق لم تكن معروفة لنا من قبل مثل الهجرين والمشهد ووادي دوعن».

< علي هادي باجبير، جامعة حضرموت يوافق زميله سامي المعلم في التعرف على مناطق جديدة إضافة إلى الإنماط العمرانية المتعددة.

< محمد علي باطاهر:« استفدنا التعارف بيننا وبين إخواننا السعوديين، وبالمناسبة إخواننا السعوديون كانت انطباعاتهم أكثر عن هذه الزيارة».

< م.أمين مبروك بن مهنأ، جامعة حضرموت: «هي فرصة أن يلتقي المرء بمهندس معماري من دولة أخرى، خاصة في مجال العمارة الطينية غير المكلفة ولا المضرة بالبيئة».

الخلاصة
- قدم الأكاديميون والطلبة السعوديون واليمنيون الشكر والتقدير للشيخ م. عبدالله أحمد بقشان، الذي هيأ الأجواء الملائمة لهذه الزيارة، والشكر موصول للسلطة المحلية بمحافظة حضرموت.

- كانت انطباعات الطلاب السعوديين واليمنيين جيدة وطالبوا بتكرار مثل هذه الزيارات.

- عدد من طلاب جامعة حضرموت لم يكونوا يعرفون وادي دوعن مثلا وهو داخل محافظتهم لأن دراستهم في معظمها نظرية.

- هذه الزيارة أتاحت لكلا الجانبين الاطلاع عن كثب على واقع العمارة الطينية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى