الجسد الواحد

> جمال اليماني:

>
جمال اليماني
جمال اليماني
تحتضن العاصمة البريطانية لندن اليوم الأربعاء وغداً الخميس مؤتمر المانحين الذي سيكرس لدعم اليمن لكي تأخذ مكانها الطبيعي بين أخواتها دول مجلس التعاون الخليجي، بما يعزز العلاقات المصيرية بين اليمن ودول الخليج انطلاقاً من أواصر المحبة والإخاء والعقيدة.

ولعل رئاسة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح للوفد اليمني المشارك في مؤتمر المانحين في لندن تنطلق من أهمية هذا المؤتمر، الذي سيكون منعطفاً هاماً في تأهيل اليمن خليجياً، والزيارة التي قام بها فخامته للشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أمس عشية مؤتمر المانحين ولقاؤه بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز واتصالاته بإخوانه أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي قبيل المؤتمر ستعزز دعم المانحين لليمن.

بدخول اليمن مجلس التعاون الخليجي سيكتمل الجسد الذي ظل ينقصه عضو من أعضائه طيلة عقود من الزمن هي عمر مجلس الخير والعطاء، وسيكتمل جسد الأشقاء الذي تأخر اكتماله كثيراً، وحان الوقت لكي يقدموا لليمن كل ما فيه تنمية اقتصادها وبناء نهضتها ورخاء شعبها.

ويعتبر مجلس التعاون الخليجي من أنجح التجمعات على المستوى العربي وفي الشرق الأوسط لما لوشائج القربى والدين وعلاقات الجوار بين الأشقاء وكذا العروبة والعامل الجغرافي والتاريخي والأهم من هذا كله عدم التدخل في الشئون الداخلية للآخرين وحل الخلافات دائماً في إطار البيت الواحد واحترام وجهات النظر المختلفة.

ويأتي انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي في ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد، وفي ظل التحديات التي تواجه المنطقة والتي فرضتها قوى دولية من مصلحتها أن تظل الجزيرة والخليج في شتات وفرقة، وفي اعتقادي أن هذا الاندماج سيعزز من القدرة على مواجهة هذه التحديات ومكافحة الإرهاب والفقر والبطالة.

وينتظر الجزيرة والخليج مستقبل أفضل خلال الفترة القادمة، وانضمام اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي سيكون عاملا رئيسا في ازدهار هذه المنظومة الخليجية الناجحة، وسوف يعزز هذا من الاستقرار والأمن وهما من أهم عوامل التنمية. وليس هناك أبلغ من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى