مصالح متقاطعة.. عين على (بلحاف) وأخرى على (لندن)!

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
في محافظة شبوة.. تقع الكثير من الأحداث (الجسيمة) التي تبدو للوهلة الأولى وكأنها أحداث (تلقائية).. حيث تبدو الأطراف المتورطة فيها وكأنها قد انساقت خلف ردود أفعال، تبدو هي الأخرى طبيعية جداً، وغالباً ما ينتج عنها نتائج مباشرة (ضارة) وأخرى غير مباشرة ولكنها(ضارة جداً)، غير أن المتابع (الحصيف) المتمكن من قراءة ما بين سطور تلك الأحداث سيتوصل (حتماً) إلى نتيجة منطقية واحدة تدعم رؤيتنا التي تؤكد أن وراء (الأكمة) ما وراءها..! وأن الرجال الذين يتم ترشيحهم للقيام ببطولة الأدوار (العنترية) في تلك الأحداث من رجال القبائل، إنما ينساقون في ردود أفعالهم الفورية المتشنجة جهة مربعات لا تخدم مصلحة شبوة العليا بكل تأكيد..ولا تخدم سمعتها.. ولا تحقق الحد الأدنى من الشعور بالأمان للمستثمرين الكبار من الشركات العالمية، في حال أن فكر أصحابها وقرروا أن يأتوا إلى شبوة، كمستثمرين في قطاعات النفط والغاز، على سبيل المثال.

قبل أشهر قليلة فقط كانت مجموعة من السياح الفرنسيين تقبع في أحد الجبال الشاهقة الوعرة في منطقة (رفض) بمديرية الصعيد كرهائن تحت المساومة مع السلطة المحلية والمركزية معاً.. وكان ذلك الحدث يأخذ حيزاً غير يسير من اهتمام الإعلام العربي والدولي على وجه الخصوص في ظل وجود اهتمام إعلامي كبير بأحداث الانتخابات المحلية والرئاسية! وتساءلنا حينها.. لماذا نجحت عملية اختطاف (الفرنسيين) بتلك السهولة؟ ولماذا كانت الجنسية الفرنسية بالذات هي ضحية الانفلات الأمني بمحافظة شبوة؟ وقيل لنا بنوع من العتب.. أن تضخيم الأمور وتفسير أحداثها وفقاً لطلاسم الحسابات السياسية والاقتصادية المعقدة ليس بالوسيلة المثلى، للوصول إلى الأسباب الحقيقية للأختطاف، وقلنا برضى وقناعة بأن ذلك أمر ممكن وجائز أيضاً.

الآن يتكرر الحديث بشكل آخر.. وبصورة أخرى.. اذ تقرر الشركة النفطية الفرنسية- لاحظوا الفرنسية (سي جي جي) أن توقف جميع أعمالها في محافظة شبوة إلى أجل غير مسمى، وتقوم تحت أنظار الجميع بدءا من مجلس الوزراء مروراً بمكتب المحافظة ومجلسها المحلي (الجديد- المنتخب) وانتهاء بالأجهزة الأمنية بالمحافظة، بنقل جميع معداتها من مديرية عسيلان - موقع الامتياز- إلى مدينة عتق، كخطوة أولى للرحيل النهائي، وذلك على خلفية (الفشل الذريع) الذي جابه الشركة فيما يخص الجانب الأمني المطلوب تحقيقه للشركة حتى تعمل في أجواء ممكنة لا أقل ولا أكثر.. على خلفية حدوث معركة أمام بوابة الشركة، حدثت ما بين قبيلة (آل اسحاق) والقوات المسلحة انتهت بمصرع أربعة أفراد وإصابة خمسة أخرين من الجانبين!!

ولك عزيز القارئ أن تتخيل كيف يمكن أن يتصرف مدير عام الشركة (الفرنسي) القادم من بلاد (الشانزليزيه) وكيف يمكن أن تكون ردة فعله، حينما يخرج من مكتبه الأنيق، بموقع الشركة بمنطقة (شعوح) مديرية عسيلان، (مذعوراً) على أصوات (لعلة الرصاص) وشهقات الموت، ليجد أمام بوابة شركته النفطية بركة من الدماء يسبح فوقها أربعة قتلى وخمسة مصابين في اشتباك مسلح حدث ما بين طرفين بسبب قضايا أمنية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأمن الشركة الفرنسية ذاتها.. في الوقت الذي تدفع فيه هذه الشركة عشرات الملايين من الريالات اليمنية لجهات أمنية في صنعاء..!! بغية تحقيق الأجواء الآمنة لها في محافظة شبوة!!

إن مكمن الخطورة فيما حدث أو سيحدث - من وجهة نظري- لا يتعلق فقط بخسارة بلادنا لشركة نفطية جادة جاءت (لتعمل) لا لـ (تلعب).. ولا هو فيما يمكن أن تقوم به هذه الشركة من اتخاذ إجراءات قانونية ضدنا، لضمان حقوق المهدورة فيما لو قررت بشكل نهائي الخروج من الأراضي اليمنة، ولكن مكمن الخطر يرتبط بسمعة البلاد الاستثمارية التي تواجه حالياً امتحاناً عسيراً هو بمثابة (الفرصة الأخيرة) للخروج من (النفق المظلم) أمام مؤتمر المانحين في لندن!! فكيف تسمح الحكومة لمثل هذا العبث أن يحدث في وقت نحن أحوج ما نكون فيه لتحسين صورة بلادنا الاستثمارية أمام العالم؟؟

هذا السؤال الكبير.. سيجر معه بالضرورة السؤال الأكبر الذي يقول، هل يمكن للمصالح الخاصة (الضيقة جداً) أن تهدر الفرصة التاريخية أمام المصلحة العامة (الكبيرة جداً)؟ وبصورة أكثر وضوحاً.. هل يمكن للمصالح الخاصة المتنفذة، أن تتجاهل مؤتمر لندن وشروطه العسيرة، لتفتعل الأحداث- على هواها- في (عسيلان) كي يصل صداها إلى (بلحاف)؟ بهدف الحصول على نصيبها من المصالح الخاصة في منطقة مشروع الغاز العملاق! غير مكترثة بجميع متطلبات مؤتمر لندن!

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى