وزير الدولة رئيس اللجنة الوطنية لنزع الألغام لـ«الأيام»:سيتم تطهير 22 مليون متر مربع بمديريات وادي حضرموت من الألغام قريباً

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
وزير الدولة قاسم الأعجم لدى لقائه مع الوكيل المساعد بحضرموت
وزير الدولة قاسم الأعجم لدى لقائه مع الوكيل المساعد بحضرموت
أجرت الحكومة اليمنية والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام منذ سنوات مسوحات أولية عن مستوى انتشار الألغام التي تعاني منها البلاد جراء الحروب الداخلية، وحصدت الألغام أعداداً كبيرة كضحايا بشرية وفي الحيوانات وأثرت هذه الوضعية على مسائل عديدة لعل الكوارث الانسانية أخطرها بل وانعكست على التنمية، وفي مسح أولي في يوليو 2000م لحجم مشكلة الألغام الأرضية في اليمن وفقاً وإحصائيات رسمية شمل المسح حينها 19 محافظة فيها 95 مديرية و594 قرية، 1085 منطقة ملغومة يجب تطهيرها وكانت المساحة التي أجري المسح عليها 923294881 مترا مربعا.

حضرموت تحتل 42% من المساحة الإجمالية لمناطق الألغام في اليمن
في سيئون امس الاربعاء عقدت جلسة رسمية بحضور الإخوة أحمد جنيد الجنيد، وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي والصحراء وفهد الاعجم، الوكيل المساعد ومنصور محمد العزي، مدير البرنامج الوطني اليمني للتعامل مع الألغام وعقيد ركن حسن علي سيف، مدير فرع البرنامج بالمحافظة ومدراء عموم مديريات رخية، زنخ ومنوخ، ثمود، رماه، العبر، حجر الصيعر، والقف، ومدراء عموم عدد من فروع الوزارات ذات العلاقة بالوادي كالاشغال، السياحة، هيئة الاستكشافات وغيرها.

وخلال الجلسة قام الأخ وزير الدولة عضو مجلس الوزراء قاسم الأعجم ومعه الإخوة من البرنامج الوطني بتسليم وكيل المحافظة أحمد الجنيد ملف المساحات المطهرة من الألغام والأجسام الغريبة الأخرى، والتي أضحت جاهزة للاستخدام لكل الأغراض التنموية أو للسكن أو للرعي، وأشاد الأخ الوكيل بجهود سرايا التطهير للالغام وجعل المساحات صالحة للاستخدام، مؤكداً أن السلطة المحلية ستكون عوناً وبكل الإمكانيات للبرنامج الوطني لتطهير ما تبقى، فيما أشار الأعجم، وزير الدولة إلى أنه يتوجب على الإخوة الحضور أن يضعوا خطة لأولوية العمل بالمناطق التي مسحت وأضحت جاهزة للعمل على تطهيرها ثم قدم الأخ منصور العزي شرحاً وافياً عن تاريخ الألغام باليمن ومناطق انتشارها وأسبابها والمناطق التي عمل بها البرنامج الوطني.

طبيعة العمل ليست بالهينة فالاخوة الذين يتعاملون مع نزع الألغام وإتلافها يعملون تحت ظروف صعبة، مخاطرين بحياتهم في سبيل الآخرين، ومن خلال شرح طبيعة عمل البرنامج (حضرت «الأيام» جزءاً من جلسات الأمس) اتضح لنا أسلوب العمل الذي لا يحتمل الأخطاء، وليس عملاً بيروقراطياً فالبرنامج عمل في 20 محافظة يمنية وظهر لنا من خلال الشرح أن في حضرموت ألغاما بلاستيكية لم يسبق لرجال نزع الألغام أن تعاملوا معها مما يتطلب وسائل جديدة ليس أجهزة الكاشف بل الكلاب الاستكشافية المدربة، وبلغ حجم ما تم تطهيره بحضرموت مساحة كبيرة فقد كانت ومازالت مسجلة بنسبة 42% كمنطقة ألغام من بين المحافظات الأخرى، ومسحت حضرموت تماماً كما يعتقد وما تبقى (أكثر من 20 مليون متر مربع) سيتم تطهيرها، وعموماً فإن البرنامج متوقع أن ينتهي بعد نحو عامين، ويقول المسئولون عن برنامج نزع الألغام إنهم كثفوا العمل بحضرموت لاعتبارات عديدة منها المساحة المترامية الأطراف، وباعتبارها منطقة زراعية، استثمارية، وسياحية وكل ذلك استوجب وبحسب المسؤولية الانتهاء من هذه المشكلة بأسرع ما يمكن.. اغتنمنا فرصة وجود الأخ الوزير قاسم الأعجم وسألناه عن مستوى العمل في اليمن أو المحافظة وماذا عن وضعية اليوم.. فقال: الحمد لله حتى الآن لم نُبلغ بأي إشكالية خلال الفترة الاخيرة أو تسجيل أي إصابات أو حوادث بشرية جراء الالغام بحضرموت .. وكانت الاسئلة:

< الأخ الوزير بالنسبة لبرنامج نزع الالغام في اليمن كيف تقيمونه من وجهة نظركم على مستوى المحافظات المستهدفة وهل المانحون والامم المتحدة ترى العمل يسير بالصورة المخطط لها كونكم هذا اليوم تسلمون ملفاً جديدا بمنطقة يمنية تم تطهيرها؟

- شكراً جزيلا.. نحن اليوم سلمنا مجموعة مساحات من المساحات التي تم إزالة الالغام منها هنا بمحافظة حضرموت وأصبحت جاهزة للاستخدام بأمان ومناطق آمنة نسلمها بشكل رسمي للاخ وكيل المحافظة بالوادي وللاخوان في السلطة المحلية، ويأتي هذا ضمن برنامج وخطة لنزع الالغام في الجمهورية. من ناحية التقييم فالشيء الذي يثلج صدرنا ويشجعنا هو أننا كنا قبل أربعة ايام في ندوة، وكانت لجنة مشكلة من الامم المتحدة وبرنامج نزع الألغام في جنيف أجرت عملية تقييم للبرنامج في اليمن وكانت النتائج تثلج الصدور، إذ احتل البرنامج المرتبة الاولى عالمياً، وما يميز البرنامج في بلادنا هو انتظامه بشكل مبرمج وعلمي ووفقاً لاستراتيجية وضعت من بداية العمل به منذ ثلاث سنوات، وهذا أعطى ثقة للمانحين في استمرارية العمل ودعمه، ونحن الآن نسير ضمن البرنامج ونتطلع إن شاء الله وبحلول عام 2009م أن نكون قد انتهينا من الاشكاليات المحرجة والخطرة جراء الإلغام، وإذا استمرت العملية بالشكل الذي نعمل عليه الآن واستمر الدعم الذي يقدم للبرنامج من الحكومة اليمنية والمانحين فإننا سوف نكون في ذلك التاريخ (2009م) إن شاء الله قد تجاوزنا 90% لتطهير اليمن من الألغام.. ما يتعلق بمحافظة حضرموت كما تعلم المساحة التي تم مسحها ويجب التأكد من خلوها من الالغام باعتبار حضرموت ذات مساحة كبيرة جداً، لذا فالمساحة التي تشكل خطرا- وإن كان بشكل منخفض - تمثل 42% من المساحة في الجمهورية في هذا الجانب، وخلال السنوات الماضية إنجزنا نسبة كبيرة وتبقى حوالي 22 مليون متر مربع، وهذه تتطلب خلال السنوات القادمة تطهيرها واحتسابها مساحات آمنة وعندما اقول 22 مليون متر معنى ذلك أننا لا بد أن نفحص هذه الملايين بالسنتيمتر، لأن عمل البرنامج لا يحتمل الأخطاء فأي خطأ معناه نهاية روح بشرية، وفي البرنامج أولويات للعمل يأتي بدرجة أولى الجانب الإنساني فيجب ان تطهر المناطق القريبة من السكان أو المساكن ومصادر المياه والمناطق الزراعية أو القريبة منها، ثم البعد الاقتصادي مناطق للاستثمار والسياحة أو التي ستقام عليها مشاريع كالطرقات .. نحن اليوم هنا سنضع برنامجا نهائيا مع الاخوان في المجالس المحلية ومديري المديريات أو السلطة التنفيذية بالمحافظة ومديريات وادي حضرموت والصحراء بحيث يكون العمل متناسقا وينسجم وفقاً وأسس كالاولويات ونعتبر أن المحصلة النهائية نجاح العمل.

< المواطن عندما يسمح أو يقرأ 22 مليون متر مربع ربما يتولد لديه رعب أن بمحافظته هذه المساحة الملغومة هل يعني أن المساحة جميعها ملغومة أم مشبوهة أم ماذا؟

- لا.. هذه المساحة هي كاملة نسميها الخطرة والتي مسحت وأصبح الاقتراب منها ممنوعا للاشتباه بوجود الألغام فيها، كانت المساحة 391 مليون متر مربع وتقلصت هذه المساحة وطهرت وأضحى الباقي 22 مليون متر، وفعلاً عندما نذكر هذه المساحة يعني منطقة خطرة حتى يتم تطهيرها، ما يرعب المواطن عندما تكون هذه المساحة أو هذه المنطقة مجهولة لكن ما ذكرناه هي مساحة كلها ممسوحة وعليها علامات ومؤشر عليها، وعليها أيضاً لوائح تحذر من الاقتراب منها، كما تقام أيضاً دورات توعية للمواطنين حول هذه المساحات.

أود القول أيضاً أن المساحة وهي بالمتر المربع برأيي لا تشكل مساحة كبيرة جدا فالمساحات الكبيرة والقريبة من السكان أو المزارع أنهيناها في المرحلة الأولى وأصبحت مناطق صالحة وآمنة للاستخدام ومناطق سياحية واستثمارية.

«الأيام» ترى نزع ألغام أخرى
في رأيي الشخصي أحيي دور العاملين في برنامج نزع الألغام في اليمن، وكما أن اللغم لا يرى وصلاحيته تستمر لسنوات تظهر بعدها النتائج المؤسفة فإنني أيضاً وبكل تقدير أطلب من الاخوين عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت وأحمد الجنيد، وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء بأن يزيلا ألغاماً ولكن من نوع آخر بإجراء عملية تطهير لعدد من الألغام - عفوا المسئولين لأن إزالتهم ستكون عوناً لهم وإبعاد خطرهم كألغام أمام المواطنين وإن كان بعض من هؤلاء المسئولين يبدون فقط أمام رؤسائهم الاحترام ولكنهم مع المواطنين يصنفون هذا ويعبثون ويفسدون إنهم مختبئون كالألغام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى