> عدن «الأيام» خاص:

د. رؤوفة حسن الشرقي
د. رؤوفة حسن الشرقي
عقد منتدى «الأيام» مساء أمس الاربعاء ندوة استضافت كلا من الأخت د. رؤوفة حسن الشرقي، رئيسة مؤسسة برامج التنمية الثقافية، والتي قدمت ورقة بعنوان (أبطال وليسوا خونة)، والأخ د. أحمد غالب المغلس، أستاذ الفكر الاسلامي المساعد بجامعة عدن، الذي تمحورت ورقته المقدمة للندوة حول (القيم الأخلاقية ودورها في رعاية حقوق الانسان وحمايتها)، وذلك بحضور أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن.

وافتتحت الندوة من قبل الزميل نجيب يابلي بكلمة قال فيها: «باسم الناشرين الزميلين هشام وتمام باشراحيل، وباسم أسرة تحرير «الأيام» وقرائها المباشرين أو عبر شبكة الانترنت ورواد منتدى «الأيام» نرحب بضيفين عزيزين هما د. رؤوفة حسن الشرقي ود. أحمد غالب المغلس.

وبداية ندوتنا مع د. رؤوفة حسن الشرقي، وهي من مواليد مدينة صنعاء وحصلت على البكلاريوس من جامعة القاهرة عام 80م والماجستير من جامعة فيرمونت بالولايات المتحدة الاميركية في العام 84م والدكتوراه من جامعة باريس السابعة عام 1991م وكان عنوان الاطروحة (وسائل الإعلام الوطنية كأداة تنمية في الريف اليمني) عملت الدكتورة رؤوفة في كلية الإعلام التي انشأتها بجامعة صنعاء ثم انشأت مركز الدراسات النسوية وتدير وتشرف على مؤسسة برامج التنمية الثقافية، الدكتورة رؤوفة دخلت موسوعة الأوائل إذ لأول مرة تتبوأ امرأة مقعدها في منتدى «الأيام» لتكون متحدثة فهي أول امرأة تكسر هذا الجدار وتدخل الى منتدى «الأيام» لتقول إنها المصير المحتوم مهما تملص الرجل من ملاقاتها.

و د. رؤوفة كاتبة مجيدة في الصحافة وإذا طرحت موضوعا للعلاج فهي تتناول العلاج بالوخز بالإبر فهي متفننة تفنن الصينيين في الوخز بالإبر وهذا سلاح تتميز به، و د. رؤوفة ستتناول موضوعا شائقا عنوانه (أبطال وليسوا خونه) فهناك ناس غوبنوا وظلموا ودمغوا بالخيانة والعمالة الى آخر هذا القاموس من السباب والشتائم، وللأسف يتميز الوطن العربي في وضع الناس في خانات، وهذه سمة يتفرد بها العرب دون خلق الله، فإلى ورقة د. رؤوفة حسن المقدمة للندوة.

< د. رؤوفة حسن الشرقي: «يسعدني ويشرفني أن أكون إحدى الأوائل في هذا المنتدى الذي كنت قد ظننت أن عددا كبيرا من الرائدات قد حضرنه ولكن حصل لي شرف الريادة في الحديث بمنتدى «الأيام» من حيث لا أدري، ظني كان لأن لدي معتقدا ولا أدري كيف يكون أن «الأيام» هي صحيفة ودار وبيت للرجال والنساء من الطلائعيين والمثقفين والمهتمين بالتنوير والتغيير في اليمن ولهذا السبب كان ظني أن غيري قد سبقني فالحمد لله الذي حقق لي السبق، فشكرا لكم على دعوتي وشكرا لكم على قبولي في مكان ليس هو «الأيام» من شرعه ولكن هي الظروف في هذه البلاد من أدت بنا إليه وهو أن تصبح ملتقيات الرجال منفصلة حتى إن كانت ملتقيات خير وأن تصبح ملتقيات النساء ايضا منفصلة بقضها وقضيضها.. أن تسمحوا لي بأن أكون بينكم هو مؤشر بأن أمثالي من الذين لا يؤيدون جلسات القات نضطر للمجيءلأننا نرغب في اللقاء بالناس الذين لا مجال للقاء بهم دون ذلك، للأمانة ولأن الحديث حول جلسة قات ولكنه منتدى ثقافي، فإنني ومجموعة من الاصدقاء والصديقات في صنعاء نعمل الآن وقد بدأنا هذا العمل منذ مطلع شهر رمضان على مشروع ما نسميه بـ (الديوان المكتبي) وهو مكان يصلح لمن يريد أن يخزن القات ويصلح لمن لا يريد دون الإحساس بالحرج، فطريقة تركيب المكان تسمح بتلافي الحرج فربما فيما بعد إذا هذا التصميم الذي يتم تركيبه في الورش بعد أن تم تصميمه نجح ربما ينتشر في أماكن متعددة ويصبح مجالا لدعوة النساء للشراكة بأقل ما يمكن من الشعور بالتحرج.

الآن أدخل في موضوع هؤلاء الأبطال الذين لا أظن أنهم خونة.. وموضوعي مستوحى كنتاج للعمل الذي أقوم به وأعد لإقامته في محافظة عدن وهو: المعرض الوطني الثالث لرداء الدولة عن تاريخ اليمن المعاصر منذ العام 1948م وحتى عام 2004م، وأثناء ما كنت أعد لهذا المعرض واجهتني الكثير من المشكلات ففي ليلة افتتاح المعرض الأول الذي تم في صنعاء جاءني مسؤول كبير وهددني بإغلاق المكان إذا لم أزح من صالة العرض قطعة كان يرتديها أحد القادة السياسيين في التاريخ اليمني المعاصر في العام 1948م فلما اعتذرت عن عدم القيام بذلك لأن التاريخ في معرضي يبدأ من العام 48م وهذه الشخصية مفصلية وصايتها أو دجلتها أو الملبس الذي كان يرتديه هي قطعة نقلناها واستعرناها بضمانات كبيرة من المتحف الوطني وهي مهمة لهذا المعرض قال إنه سيغلق المكان فاضطررت أن أتجه الى شخصية كبرى أخرى في مفاصل الدولة، ووقف معي ذلك الرجل الآخر وقال إنه لا يمكن أبدا أن يقبل ان يخشى أحد من جبة رجل قد مات وأن التأخير لا يجب أن ينظر اليه على هذا النحو، وتمت الاتصالات يبدو على أعلى مستوى وعاد لي الرجل الأول قائلا إنه بعد تفكير سيسمح لي أن أعرض تلك الجبة، هذه كانت واحدة من البدايات ولكن قبلها بكثير عندما بدأت بالتفكير في المشروع جئت الى هنا «الأيام» والتقيت الاستاذ هشام باشراحيل وشرحت له فكرتي وقلت له إني لا أعرف أية مصدر لمعلومات وصور عن السلاطين والشخصيات القيادية السياسية في الفترة على الأقل من 48- 58م ففتح لي ارشيف هذه الصحيفة ومنحت لي أول سيديهات بها مجموعة من الصور، وحصل ان بعضها لم تكن الأسماء مكتوبة أسفلها كنت أنا وجميع العاملين معي في برنامج التنمية الثقافية نغوص في عرقنا من الخجل لأننا لم نعرف من تكون تلك الشخصيات ولأننا خلطنا ما بين السلطان من أقصى مكان وسلطان آخر من أقصى مكان آخر في جغرافية اليمن، تلك مرحلة تعديناها والآن صارت جميع الوجوه أليفة وقريبة وصرت قادرة أن أعطي محاضرات طويلة في تاريخ أسرة واحدة من أي من الأسر السبع عشرة للسلطنات والدويلات الصغيرة والإمارات التي كانت موجودة في المرحلة من 48-67م.

خلال تلك الفترة ايضا ونحن نعد للمعرض واجهتنا مشكلات أخرى فلم يكن التاريخ القديم وحده - وفي مسألة القديم نتحدث نسبيا وسنقسمه إلى أربع مراحل من 48 - 58م اشكاليات من نوع ما ومن 58 - 67م مشكلات كبرى أريد منكم المعونة فيها ولذا جئت بشعار (أبطال وليسوا خونة) ومن 67 - 90م الأمور سهلة بكل قسوتها وقسوة الناس على بعضهم البعض ولكن فيها وضوح ومن 90 - 94م مرحلة شائكة أخرى ثم من 94م وحتى اليوم المسائل حتى الآن تبدو سهلة، فإذن لن اطلب منكم معونة في المرحلة من 90 - 94م لأنني قد حللتها ولأن كل الشخصيات التي كانت خلافية موجودة في معرضنا ولم يعد هناك أي احتجاج على وجودها وقد قامت ضجة كبرى عندما عرضنا هذه الشخصيات في معرضنا الوطني الثاني الذي أقيم في المكلا، أما الفترة من 58 - 67م فهي المشكلة الكبرى وهذا ما افتح به الحوار.

هل الأشخاص الذين كانوا موجودين في تلك الفترة كانوا عملاء، كانوا أبطالا، كانوا خونة؟ هل الذين حاربوا الانجليز مثلا ولكنهم حملوا لقب سلطان أو شيخ صاروا خونة فيما بعد رغم حربهم تلك؟ مجموعة من الاسئلة أطرحها.. هل الذين قادوا أحزابا سياسية ورأوا أن العملية الديمقراطية مهمة في تلك الفترة وأن عليهم ان يدخلوها لكي يسلحوا أبناء بلادهم بقوة يستطيعون أن يواجهوا بها الإنجليز بالحوار عبر أروقة الأمم المتحدة وعبر المحافل الدولية وليس بالضرورة عبر الرصاص هل كانوا خونة؟ هذه مجموعة من الاسئلة جعلت عددا من الوجوه لا أمتلك الأداة لا العلمية ولا الأداة الداعمة ولا المعيار الذي على اساسه أقيس فأنا لا اعرف وأريد منكم العون.

ما الذي يعنيه أن يكون الإنسان بطلا؟ وأي زمن يجعله بطل؟ وأي زمن يعود فيجعله موبوءاً بالخيانة؟! هل كان سيف بن ذي يزن بطلا عندما وجد بلده تحت الاستعمار الحبشي فاتجه الى فارس وأحضر الفرس الى هذه البلاد كي يحرروها تحت رايتهم؟ هل كان بطلا خياليا أم بطلا حقيقيا أم لم يكن بطلا بل خائنا لهذه الدولة وهذه البلاد ومدخلا الاستعمار إليها؟ كيف يكون الناس، كيف تكون احكامهم في زمن ما، وكيف يحكمون في زمن آخر؟ ربما يكون من السهل جدا الحوار بهذا اليوم دون جروح دون حزن دون ألم دون قرب دون أن تصبح القضية شخصية إذا كان الأمر متعلقا بسيف بن ذي يزن، لكنه صعب إذا تعلق بشخصيات خلافية، شخصيات لا تزال على قيد الحياة، شخصيات قادة أحزاب وقادة نقابات وقادة حلف وتحالفات وحوارات في الفترة من 1958م وربما من قبلها، ولكن من أبرزها من 58م مع نشوء اتحاد الجنوب العربي في 1959م وكذلك مع نشوء دولة عدن المستقلة لوحدها وأيضا مع دخول المحميات التي كانت مستقلة في الاتحاد ثم مع تكون التجمعات التي كانت معارضة لهذا الاتحاد، من من هؤلاء أبطال ومن من هؤلاء خونة ومن من هؤلاء استطيع أن أضعهم في المعرض دون خوف ودون قلق ودون أن أرجم بـ (ليبل) الموالاة لمن كانوا انفصاليين او استعماريين أو راغبين في عدن للعدنيين أو غير قابلين لبقية اليمن من العرب أو غير الحاملين للمخلقة العدنية؟ وما هو الأمر بالضبط أو الوضع؟ أمر جعلني أقول ربما يكون منتدى «الأيام» الذي يجمع أغلب الرؤوس المستقلة والمفكرة والقادرة على الطرح والتعبير هو المكان الذي أستطيع ان أفتح فيه هذا الموضوع دون خشية، ومن استطعت أن أضعهم حتى الآن لهذه الفترة هم فقط من حملوا رئيس دولة أو رئيس وزراء لكن حتى هؤلاء عليهم خلاف لأن الدولة إذا كانت مثلا حكومة عدن لوحدها فماذا تكون وماذا يكون المندوب السامي وماذا تكون العلاقة مع المندوب السامي وهل يظهر المندوب السامي كجزء من التاريخ لأنه جزء فعلي من التاريخ؟ هل يظهر هناك أو لا يظهر في تلك الفترة؟ هل يظهر رئيس الوزراء للحكومة التي كان يدور فيها الحكم كل شهر برئيس جديد أو لا يظهر؟ هل يظهر جميعهم كرؤوساء أم لا يظهرون؟ هل يظهرون كقادة للسلطنات التي جاؤوا منها بدلا عن الدويلة الجديدة التي أنشئت أو لا يظهرون؟ كما ترون جئت إليكم حاملة اسئلة لا أملك إجابات وسأحاول في خلال المعرض الذي سيكون في يوم 20 - 30 من ديسمبر القادم أن أضع بعض الصور وأن أضع بعض المعلومات عن بعض من هذه الشخصيات ودون شك سأقصر لأن العمل ما يزال في بدايته رغم أننا منذ أربع سنوات ونحن في هذا المشروع، لكننا أخذنا وقتا طويلا حتى اكتملت لنا العشر السنوات الاولى من 48 - 58م والفترات الأخرى كانت لنا صعوبات فيها، أما هذه الفترة فأنا أحتاج الى عدن لكي تساعد فيها ولهذا فإن المعرض سيقام في عدن.

هذا ما أحببت أن أطرحه وأنا راغبة في أن أسمعكم أكثر مما أتحدث اليكم وأن أتلقى منكم النصائح في ما تقولون وماذا ترون وبماذا تنصحون كيف تسير هذه الفترة وكيف تعرض وشكرا جزيلا لإصغائكم».

< عقب ذلك كلمة أ.د. عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن، وقال فيها: «أولا أضم صوتي لكلمة الأخت الكريمة رؤوفة حسن لـ «الأيام» صحيفة ودارا وبيتا وأسرة، أسرة محترفة وممتهنة فن الكلمة استطاعت بالعقد القائم بينها وبين القارئ عقد الثقة والمصداقية المتبادلة والاحترام المتبادل أن تكون حاملة بالمعنى الحقيقي لكلمة الأيام بكل ما تعنى الأيام في لغة العرب من أحداث ومواقف ومشاهد.

أن تكون اليوم الأخت الكريمة الفاضلة الدكتورة رؤوفة متحدثة في هذا المنتدى وفي قضية حيوية (أبطال وليسوا خونة) أنا سعدت بحديثها أولاً وقدرتها على السرد الفني، وهي مذيعة سابقة لديها القدرة على الاداء المتميز والكلمة المتميزة.

أما موضوع (أبطال وليسوا خونة) فللأسف الشديد أن من يكتب التاريخ يكتبه بالطريقة التي تجعله منحازاً إليه، وقديما هناك حكاية تقول إن التاريخ يكتبه المنتصر، وهنا الانتصار نسبي قد يكون ظرفيا قد يكون وقتيا قد يكون وهميا، لكن كل ما في الأمر أنه اتيحت له الفرصة أن يمسك القلم ويكتب التاريخ، وهناك حكاية مشهورة عن الأسد والإنسان إذا صارع الانسان الأسد فهزم الأسد قالوا بطل وإذا هزمه الأسد قالوا عن الأسد متوحش لا لشيء سوى لأن الذي كتب التاريخ أو الحكاية هو الإنسان ولو أن الذي كتب الحكاية هو الأسد لعكس الصورة وجعل الإنسان هو المتوحش وجعل نفسه البطل، إذن أنا أرجو من خلال ما اشارت اليه الأخت الفاضلة أن نتعامل مع الاشياء بموضوعية وأن تكون معاييرنا في البطولة والخيانة معايير ثابتة ووطنية بحيث لا تكون الايديولوجية هي الآلية والمرجعية التي من خلالها نتعامل مع الاشياء.. أشكر الأخت رؤوفة وأرجو أن تكون رائدة في «الأيام» كما هي رائدة في مجالات كثيرة، والأخت اليمنية أن تكون في هذا المستوى وتحمل درجة الدكتوراه وبهذا المستوى من الثقافة والشجاعة الادبية والتمكن لا شك أنها رائدة وهي مفخرة لنا جميعا، أشكرك وأشكر «الأيام».

< عثمان باعباد: «أنا سعيد أن الأخوة في «الأيام» يفيدوننا بتقديم برامج ومواضيع طيبة ولأهمية بعض الموضوعات التي تطرح أقترح على الأخوة في «الأيام» إذا هناك امكانية ان يستمر النقاش حولها لأكثر من ندوة حتى يتم استيفاء كافة جوانبها.

هناك بعض الشعارات للأسف في اثناء التوظيف السياسي تلبس قميص عثمان كما يقال، مثلا في فترة معينة زايدوا على عدن للعدنيين واعتبروها موقفا انفصاليا بينما هو موقف وطني متقدم، ففكرة عدن للعدنيين في فترة معينة قبل الاستقلال الوطني تحديدا كانت تعطي الأولوية في التوظيف للوافدين من المستعمرات البريطانية الأخرى لذا رفع هذا الشعار لاعطائنا موقفا متقدما».

< خالد شفيق أمان: «فيما يتعلق بالمعرض نجده يتزامن مع الفترة من 58 - 67م وهي الفترة نفسها التي أسست فيها صحيفة «الأيام» من قبل عميد «الأيام» المغفور له بإذن الله تعالى محمد علي باشراحيل، فأنا أسأل هل المعرض تضمن سيرة أو نبذة عن هذه الشخصية التنويرية والنضالية التي أسهم كثيرا بالكلمة والموقف وكانت كلمة تشعل الحماس في نفوس الفدائيين وغيرهم وشكرا».

< أحمد منور شريف: «الملاحظة التي أريد ان أوردها هي أنهم ليسوا بأبطال وليسوا بخونة بل كان هناك وطنيون مناضلون في هذه البلد فكانت نقابات ثم مؤتمر عمالي ثم ثورة في اليمن في 62م ثم وطنيون مناضلون ذهبوا من عدن الى شمال اليمن وقاتلوا في المحابشة وقاتلوا في بني مطر وفي أرحب وفي عدة مناطق ثم عادوا إلى عدن إذا بثورة ضد المستعمر تقوم فجاهدوا المستعمر بوطنيتهم فأصبحوا لا أنهم وطنيون مناضلون في الشمال ولا أنهم وطنيون مناضلون في عدن وحرموا من كل شيء: من مستحقاتهم ومساكنهم ومن كل شيء، فنرجو الآن أن ينظر الى هذه القضية، فهناك الكثيرون مهضومون دون مساكن ودون معاشات ودون حقوق».

< د. فضل الربيعي: «حقيقة إننا جئنا الى فترة المرحلة الثالثة لا نفهم ما قيل عن المرحلة السابقة لها وهي المرحلة الصعبة التي أشارت اليها د. رؤوفة الا من خلال من كانوا في طليعة المرحلة الثالثة، وقد حملت لنا هذه المرحلة وتحديدا مرحلة الثورة كثيرا من الابطال واستلمنا تاريخ المرحلة السابقة من هؤلاء الناس الذين شببنا مع بعض واكتشفنا أن كثيرا من المغالطات قد تم تمريرها الينا وتم تنشئتنا على هذا الأساس، وبمعنى آخر نحن نعلم فلسفة الحكم التي أتى بها النظام آنذاك وهي رفض كل شيء سابق والتشكيك في كل شيء ولذلك تأصل في ثقافتنا ابتداء من تلك المرحلة وحتى اليوم تبادل التهم باستمرار ما بين مختلف الناس، فلسفة قائمة على اساس أن ثقافتنا التقليدية دعمتها ورسختها الفلسفة الصراعية الماركسية لإلغاء الأخرى وعلى هذا الاساس نعاني حتى اليوم من اشكالية كبيرة جدا، والفرصة الآن ما زالت أمام الناس المزايدين والاستحواذيين لتشويه كثير من معالم التاريخ وأرجو من د. رؤوفة أن تتوخى المعلومات عن الشخصيات التي لا يذكرها أحد حتى اليوم وأذكر منها على سبيل المثال شيخان الحبشي وسلطان لحج الذي ظل يقارع الاستعمار طوال ثمانين عاما وغيرهم من تلك الرموز الذين صوروا لنا في فترة من الفترات ولازالت في كتبنا على أنهم خونة».

< د. حسن حميد الغرباوي: «الدكتورة الفاضلة استحقت أن تكون ريادية ودخلت سجل الأوائل وأضيف اليها لقب هي اختارته لنفسها (بطلة) في اختيار الموضوع ولكن حتى تكون أكثر إنصافا واعتدالا ومقبولة الطرح جاءت بصيغة الاسئلة لكنها جزمت في العنوان (أبطال وليسوا خونة) فالأولى أن يكون العنوان (أأبطال هم أم خونة؟).

< الزميل هشام باشراحيل معقبا: «الدكتورة للواقع والانصاف وضعت عنوانها كما قلت انت وهو (أبطال أم خونة) ولكن نحن في «الأيام» لا نحب التشكيك بامر هؤلاء ونرى أن هؤلاء الذين كان يقال عنهم إنهم خونة ليسوا بخونة ولكن ظلموا زورا وبهتانا، وأنهم أبطال وعلى سبيل الذكر لا الحصر شخص مثل عبدالرحمن جرجرة ورث عن والده املاكا وعقارات في عدن وخريج الجامعة الاميركية وخرج من عدن لأنه كان وزيرا وبعد سنة ذهبت الى السعودية - وهو خالي نسباً - فوجدته يعمل مترجما في وزارة الإعلام من أجل أن يعيش، هؤلاء ابطال لأنهم وقفوا امام مد وتيار كان لا يرحم ويسفك الدماء وينتهك الاعراض ويجوع النساء والأطفال .. هكذا كانت الحالة الموجودة عقب الاستقلال مباشرة للأسف الشديد».

< حسين الدحيمي: «يجب أن يدخل في المعرض كل شخصية تبوأت مكان تنفيذ سواء أكان في الجنوب أو الشمال أو في فترة الاستعمار ومن يخونه يجب عليه أن يبرر فقد انتهى زمن التخوين، ايضا هناك حركات دستورية قامت في فترات سابقة مثلا أعتقد انه حصلت حركة دستورية في الحوطة قام بها بن عبدات وحصلت حركة دستورية في دثينة وسميت جمهورية وفي برلمان، قد يكون نقص هذه المعلومات لعدم وجود مؤسسات متخصصة في ذلك ونأمل أن تتكون مؤسسات متخصصة وكفؤة في هذا المجال».

< واختتم الجزء الأول من الندوة الذي دار حول ورقة د. رؤوفة حسن ومداخلات المشاركين بشأنها بكلمة من صاحبة الموضوع د. رؤوفة حسن الشرقي قالت فيها: «الموضوع فعلا طويل وشائك وفتح بابا للتفكير آمل ان تأتي مقالات وردود افعال خلال فترة الاسبوعين القامين التي تسبق إقامة المعرض كافية لأن تقود مؤسسة برامج التنمية الثقافية الى ان تتلمس طريقا اكثر وضوحا وتستعين بالاطروحات التي ستقال لكي تحسن مما هو موجود لديها حتى الآن.

لا بد ان يحدث تقصير، هذا أمر لن نمتلكه في الوقت القصير الذي بأيدينا والامكانيات البسيطة المتاحة لنا وعدم وجود مؤسسات بحثية كما قلتم لن نتمكن من أن نوفر كل المعلومات عن كل الفترات كما يجب، لكن نحن حاولنا أن نلتزم بمجموعة من المعايير، والمعايير هي أن يكون الثلاثة الاشخاص الأوائل في كل دولة او دويلة وهم القائد الاول سواء كان رئيسا أو سلطانا أو ملكا أو أميرا وأن يكون رئيس وزراء أو كبير وزراء او الوزير الاول عندما لا تكون تسمية رئيس الوزراء موجودة وأن يكون رئيس مجلس تشريعي ومجلس يشرع قوانين كيفما كانت تسميته مجلس شورى او مجلس نواب او مجلسا منتخبا او مجلسا معينا للاستشارة ان يكون هؤلاء الثلاثة هم الشخصيات الأولى التي نركز عليها وأعطينا استثناء للنساء فقلنا لن نجد رئيسات ولا ملكات ولا سلطانات ولا شيخات ولا رئيسات وزراء الى آخره فإذن نقبل بالشخصيات النسوية الثلاث الأول مع هؤلاء الثلاثة، واللواتي يظهرن في المجال العام بمعنى إن لم يظهرن في المجال العام لن نستطيع ان نبرزهن لأنه لا بد لهن ان يكنّ شاركن وظهرن في المجال العام، والنوع الثاني أن يكن تبوأن مناصب سياسية أو عليا في فترتهن فاحيانا قد يكن نائبات وزير كما حصل مع عايدة يافعي أو رئيس اتحاد نساء او وزيرة للدولة كما حدث في دولة الوحدة صار فيها وزيرة، عموما عملنا استثناءات لهؤلاء، لكن نحن نجد ان هذه المعايير التي التزمنا بها قاسية جدا فمثلا هذه المعايير فرضت حالة لم نعرف كيف نتعامل معها ولكن تعامل بها لاحقا بأريحية ولكن ليس بدقة علمية كحالة ان يكون الرئيس للدولة لا يسمى رئيس دولة ولكنه أمين عام للحزب ويمارس دور رئيس الدولة دون أن يسمى رئيس دولة إذن هو استثناء كما في حالة علي سالم البيض ففي حالته لم يكن رئيس الدولة لكنه وقع الاتفاقية بوصفه أمينا عاما للحزب بينما كان آخرون رؤساء للدولة مثلا في الفترة التي وقع فيها علي سالم البيض اتفاقية الوحدة على سبيل المثال كان امينا عاما للحزب وكان رئيس الدولة حيدر ابوبكر العطاس، إذن هناك رئيس دولة موجود وهناك رئيس حزب ليس مسمى رئيسا للدولة وليس مسمى رئيسا للوزراء ولا رئيسا لمجلس تشريعي ولكن وجوده حقيقي وهذه حالة كانت موجودة نتيجة أن الاحزاب السياسية كان قادتها يمثلون الشخص الأول، إذن اعتبرناه الشخص الأول حتى إن لم يأت بالمعايير التي اشرت اليها وهكذا بالنسبة لبعض السيدات اللاتي كان لهن أثر كبير في وقتهن، في كل الاحوال كما ترون برغم محاولاتنا للالتزام بكل المعايير فإن هناك بعضا من الاستثناءات التي تفرض نفسها ومع ذلك لا يزال المجال مفتوحا لنبحث في طرق أخرى لنتعامل ونتحادث مع تاريخنا دون حساسية، القضية ليست سهلة وليست بيدي وحدي ونحن جميعا نفكر معا كلنا رؤوس موجودة هنا للتفكير وكلنا لدينا معايير ومقاييس ونملك من الموضوعية ما يكفي أن لا نخون بعضنا وأن لا نظن السوء في نية بعضنا وعندما يأتي المعرض ويكون فيه جانب تقصير فإن ذلك لن يكون عمدا وإن لم يكن فيه تقصير فأشكركم من الآن على الاستجابة للتعاون معنا، وخلال انعقاد المعرض ستكون هناك فعاليات يومية سيكون خلالها شرح وتفسير وستكون هناك إضافات وستكون هناك شخصيات ستأتي وتقدم رأيها لأن كل الشخصيات لا يجب أن تحب بالضرورة ولا تكره بالضرورة ولا تخون بالضرورة ولكن من حق الناس أن يأتوا ويعبروا عن وجهة نظرهم كيفما شاؤوا فستكون هناك قاعتان قاعة فيها المعرض وقاعة فيها الفعاليات، والفعاليات ستكون يومية وإن شاء الله تكون «الأيام» أحد المصادر اليومية الحية لما يحدث في ذلك المعرض باعتبار أن أملنا دائما كبير بأن «الايام» وهي راعية لكثير من نشاطاتنا منذ وقت مبكر وهي حريصة أيضا على أن تمر هذه الفعالية بكل خير.. في النهاية أشكركم على صبركم وشكرا على كل الردود التي قلتموها».