مع الأيـــام .. نحو إدماج كامل لليمن في منظومتها الخليجية

> هشام محسن السقاف:

>
هشام محسن السقاف
هشام محسن السقاف
اعتمدت الولايات المتحدة الأمريكية خطة مارشال غداة الحرب العالمية الثانية لإعادة إعمار أوروبا ومساعدة البلدان التي تضررت كثيراً وأصيبت بمقتل في تلك الحرب، باشتراطات المنتصر ولكن برؤى ثاقبة لا تتجاهل قيمة التوازن المطلوب في أوروبا والعالم وحقيقة أن إهالة التراب على بلدان من الوزن الثقيل كاليابان وألمانيا لن تخدم السياسة الأمريكية في ظل بروز القطب السوفيتي المنتصر أيضاً في هذه الحرب والمتطلع إلى دور مواز للدور الأمريكي عالمياً. تذكرت ذلك، واليمن الواقعة في حاضرة بحيرة النفط العربي تدخل متطلعة إلى دور جديد في منظومتها العربية الخليجية إلى مؤتمر لندن للمانحين لدعم اليمن بمشاركة أساسية من دول مجلس التعاون الخليجي الست وهو ما يعول عليه أولاً وأخيراً لتأهيل البلد العربي المكمل لمنظومة البلدان الست بالاندماج في محيطه بمزاياه المتنوعة سواء القوى البشرية التي ساهم قطاع منها في النهضة التي شهدتها بلدان الجوار العربي عندما احتضنت هذه البلدان آلاف المهاجرين من أبناء اليمن الذين اندمجوا في مجتمعات الجزيرة والخليج بكفاءة وسمعة طيبة، ناهيك عن مئات الكوادر المؤهلة تأهيلاً عالياً وخاصة من مدينة عدن ممن غادروها قسراً غداة الاستقلال إلى ما يتمتع به اليمن من ثروات طبيعية وموقع استراتيجي فريد يتحكم بخطوط الملاحة الدولية وتنوع في مصادر ثراوته الزراعية والبحرية بحكم تنوع مناخه وامتداد شواطئه المطلة على البحرين العربي والأحمر، فهو بحق العمق الاستراتيجي للجزيرة والخليج ولا يمكن أبداً أن يظل بعيداً بفعل عوامل سياسية تستطيع السياسة الحكيمة لقادة هذه البلدان - ومنها اليمن- أن تتغلب عليها لأنها في الأساس ثانوية بحكم ظروف وملابسات التطور السياسي والاجتماعي لكل بلد، ولأن الحاجة أشد ما تكون ماسة في هذه الفترة تحديداً حيث التهديدات ومصادر الخطر التي تكتنف البلاد العربية وفي فلسطين والعراق والصومال والسودان. إلى ما هنالك من تصاعد ينذر بالتصعيد بين أمريكا ومعها بعض البلدان الأوروبية وإيران على خلفية ملفها النووي ووقوع المنطقة - الخليج والجزيرة العربية - في قلب الحدث وتداعياته، كل ذلك يحتم على دول مجلس التعاون الخليجي وفي المقدمة الجارة الأقرب لليمن (المملكة العربية السعودية) سرعة المبادرة والعمل على تأهيل اليمن وفق رؤى علمية مدروسة تضعه في محوره الطبيعي مع إخوته، بكل المتطلبات المتبادلة بين الجانبين، ووضع أجندة واضحة وقابلة للتنفيذ تعود بالنفع على الجميع خاصة وأن جميع البلدان المعنية (6 + 1) تتجه نحو إصلاحات سياسية جديدة عمادها المشترك دموقرطة الحياة العامة، كان اليمن أكثر تجذيراً لبنية نظامه السياسي، وتخطى هذه الإصلاحات بدعم قوي من القوى الدولية المؤثرة التي بدورها ترعى التوجهات الجديدة وتضع في استراتيجياتها تناغم التوجهات وانسجامها في بحيرة النفط العربية ( الجزيرة والخليج ) وإبعادها عن أي خضات أو هزات تؤثر على انسياب تدفق البترول إلى أوروبا وأمريكا.

لقد كان للعون الأخوي لدول الخليج والجزيرة العربية: السعودية، والكويت ثم في فترة لاحقة الإمارات العربية المتحدة وقطر، والمقدم إلى اليمن (بشطريه قبل الوحدة) وبعدها مما لا يمكن أن ينكره إلا جاحد، أثره في نفس كل يمني والاعتزاز به كآصرة من أواصر المحبة والإخاء بين الأشقاء، وإذا كانت الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة ككل تسمح باندماج أعمق وبهدم الهوة التي تفصل بين أبناء الجزيرة العربية وقد نادى بهدم هذه الهوة كثير من كتاب وأدباء ومفكري بلدان الجزيرة والخليج في السبعينات من القرن الماضي ، أما الآن فإن مقتضيات الحاجة لدى الطرفين واستيعاب دروس ما يجري من تحول مرئي وغير مرئي داخل الكيانات العربية السبعة وما يجري حولها من تحولات مذهلة يلزم الجميع الدخول في شراكة أبدية تفرضها الجغرافيا والتاريخ والسياسة باندماج اليمن في منظومته والسير وفق هذه الرؤية من مداخل عقلانية وعلمية الاقتصاد حجر الزاوية فيها ، ومؤتمر لندن للدول المانحة خطوتها الأولى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى