مع الأيــام .. خواطر .. و.. تساؤلات

> محفوظ سالم شماخ:

>
محفوظ سالم شماخ
محفوظ سالم شماخ
في جلسة ضمت بعضاً من الأصدقاء دار الحديث حول موضوع الساعة وهو «محاربة الفساد»، وقد أثير في الحوار الكثير من الخواطر والتساؤلات.

من الخواطر ما ذكر بأن الفساد هو «الشيطان» نفسه، ومنذ بدء الخليقة البشرية والبشر في حرب مع ذلك اللعين الذي يتجدد باستمرار وينهج مناهج متعددة.. فاقترح أحدهم أن نفتتح المقالات بأعوذ بالله من الفساد اللعين.

وجاء الآخر بخاطرة وتساؤل حيث قال: «كلنا نعرف أن الفاسدين في الدوائر الرسمية لا يقنع الكثير منهم بأن يكون مدخوله مائتي ألف ريال يومياً.. أما البعض الآخر فبالملايين».. وكان يرد في خاطرته تلك على أحدهم حيث قال:«إن الحل هو في زيادة رواتب المواطنين إلى حد الاكتفاء»، فكان تساؤل الأول «كم يا ترى نعطي من مدخوله مائتي ألف ريال يومياً.. بل إن أحدهم خلال أقل من عامين جمع نصف مليار ريال عدا مصاريفه وبذخه..!!».

أطرق الحضور فترة ثم رفع أحدهم رأسه متنهداً وتساءل: إذن ما هو الحل؟ وكيف نطلب من المسؤولين الحل ونحن لا نقل معرفة عنهم وعجزنا عن الرد على تساؤل صاحبنا»، هنا رفع أحدهم رأسه وقال:«الحل هو أن نخصخص كل المؤسسات والوزارات الخدمية وما للحكومة إلا حصة معلومة»، فرد عليه الآخر «أي نعود إلى النظام الإمامي (القبال)»، فتكلم ثالث معلقاً ضاحكاً «إذن نعود إلى الوراء ولكن من طراز جديد»، ثم تكلم الرابع وهو يحك ذقنه الطويلة: «وأين خوف الله!؟.. ألم يسمعوا بالحديث النبوي (الراشي والمرتشي والرائش بينهما في النار)»، فرد آخر:«يا شيخنا هؤلاء لا يخافون الله والحرام عندهم أطعم من الحلال»، فقال آخر:«من لا يرتدع بالقرآن يرتدع بالسلطان»، فقال آخر: وبنبرة حادة:«وهل يقدر السلطان وحده، كلنا في الهم شرق»، وهنا قال شيخنا: «إنا لله وإنا إليه راجعون».

خلاصة الحوار أن معالجة أو إصلاح الفساد ليس بالأمر الهين.. شوك ولربما نار ولكن هل لدينا بديل لذلك، هل نقنن الفساد..؟ هل نتعايش مع الفساد؟ هل نودع أحلامنا في التنمية الحقيقية؟ أم هل أن البديل ثورة بكل المعاني تشمل حسابات الماضي قبل الحاضر والحاضر قبل المستقبل!.. دعونا نرجع قليلاً إلى الحملة الانتخابية الرئاسية والمحلية.. ألم يكن شعار المعارضة لمرشحها (أنه نزيه) وهل نسيتم تناول الرئيس القائد تعليقاً على ذلك؟ ألم تجد المعارضة من بين صفوفها من يحمل صفات المرشح الذي لا ينتمي إليها لكي تتبناه؟

الأمر بحاجة إلى التفكير العميق والعميق جداً، ليس من السلطة الحالية بل من الجميع وعلى رأس الجميع المعارضة ذاتها.. لماذا لا نتكاتف جميعاً لمواجهة هذا الغول.. أليس الوطن وطن الجميع؟ ألم تتعاون المعارضة مع السلطة في كل أنحاء الدنيا لمواجهة أي خطر يهدد الجميع؟ أم أننا في اليمن لنا خصوصيتنا التي نتميز بها ولهذا فنحن من الدول المتأخرة؟

تمنيت لو أن الشعب اليمني كله كان حاضراً جلستنا، ولهذا فإنني أضعه في الصورة لكي يشارك {إنَّ اللهَ لا يُغيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفُسِهم}.. وللحديث بقية..

والله الموفق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى