كــركــر جـمـل

> عبد حسين أحمد:

>
عبد حسين أحمد
عبد حسين أحمد
لا يحق للإنسان الاعتراف بكل شيء.. فالاعتراف هو سيد الأدلة.. فإن كان قد فاتك أن تعترف ماذا حدث لك مما لا تحب وتكره.. ففي وسعك أن ترى ذلك في نفسك وعلى نفسك.. إن في داخلك مرآة صافية تعكس كل شيء في حياتك.. عن الذي حدث لك في الماضي وفي الحاضر، فلا تحجب شيئاً عن نفسك.. وعليك أن تعترف بذلك ولو كنت كارهاً.. والإنسان يتلقى المصائب في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها أي إنسان - ولست أنت وحدك - وعلى ذلك فالإنسان لابد أنه هالك إن انكفأ على نفسه.. ولم يحاول أن يقاوم.. أن يبتعد.. أن يهرب من هذه الكوارث التي تزداد كل يوم.. مما يؤدي إلى انهياره لأنه أصبح بلا حماية ولا رقابة.

< ولا بد أن الذي يدور حولنا كل يوم.. قد يصيب الإنسان بالسقوط والانهيار.. كيف نستطيع أن نقنع أنفسنا فقط بأننا قادرون على استخدام مواردنا بالطريقة الصحيحة؟.. وأن مواردنا موزعة بالعدل بين الناس؟.. وكيف نستطيع أن نقنع أنفسنا بأن هذه القروض والمنح والهبات والأموال يجب استخدامها فيما ينفع الناس؟.. في بناء المدارس والمستشفيات.. وأن يتوفر فيها كل ما يلزم من أدوت وأجهزة ومستلزمات وأدوية من الألف إلى الياء.. وبناء قاعدة متينة وشاملة للتنمية الصحيحة.. وتنفيذ المشاريع الاستثمارية.. وتسهيل الإجراءات اللازمة لها عبر مفهوم (النافذة) الواحدة.

< إن الحل الوحيد للخروج من أوضاعنا المتردية في التعليم والصحة والزراعة والصناعة وغيرها.. هو قيام دولة المؤسسات.. إننا في حاجة إلى المؤسسات التي تعنى بإدارة شئون الدولة بالنظام والقانون.. دون تدخل من مراكز القوى والقبيلة والعسكر.. ولن تقوم قائمة لبلادنا إذا هي ظلت تشكو من أخطبوط الفساد.. وآفة الفقر والبطالة.. ولا يمكن أن نظل مخدوعين في بلادنا بسبب (الخطاب السياسي).. وننسى مصائبنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ونغمض عيوننا عن (الواقع) الذي نعيشه ونتجرع مرارته كل يوم.

< إننا يجب أن نرفض التمثيليات الهزيلة الركيكة.. التي تعرض علينا في كل مناسبة.. ويجب ألا نقبل هذه (الفوضوية) في الإدارة والمال التي هي قمة السلبية والهروب من قيود العقل والمنطق والالتزام.. فالعقل وحده هو الذي سيخدم الوطن.. والمنطق هو الذي سيرد الاعتبارات والمفاهيم إلى قواعدها الصحيحة.. والالتزام هو الذي سيقودنا إلى الأمل والكمال.

< أما إذا أردنا أن نتخلص من الانحدار الذي أصابنا.. أن نترك الشعارات الفضفاضة والخطب الرنانة والكلام الجميل المعسول.. وأن نتوجه إلى بناء بلادنا بالعمل النافع والجاد.. وأن نستفيد من مواردنا والمساعدات الخارجية.. وأن نستغلها بالطرق الصحيحة.. وأن نعترف بأخطائنا وأن نصلحها قبل فوات الأوان.. إن مليار دولار فقط من الدول المانحة.. إذا صرفناه في إعادة تأهيل وإصلاح وتشغيل ميناء عدن.. والمنطقة الحرة.. وفتح بوابة مطار عدن الدولي أمام شركات الطيران العالمية.. كل ذلك سوف يرفد الخزانة العامة للدولة بالمليارات من الدولارات.. بشرط أن يقوم بإدارة هذه المرافق أبناؤها من أهل الخبرة والمعرفة والكفاءة من الكوادر المحصنة بالعلم والثقافة والقدرة والإخلاص والأمانة.

< الفساد كالسرطان.. ولا ينفع أن نداوي مرض السرطان بالحجامة!!<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى