دعوة الأخ الرئيس لتدوير الوظيفة

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
الدعوة الكريمة التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في رمضان الماضي والتي دعا فيها إلى ضرورة تدوير الوظيفة العامة، لاقت استحسان الجماهير قاطبة لأنها أتت في وقتها من رجل يعرف خفايا الأمور وما يدور في مؤسسات الدولة، وقد شعر فخامته أن الناس يتطلعون لرؤية الجديد منه بعد نجاحه الساحق في الانتخابات ونيله ثقة الشعب.

ولم تأتِ دعوته من فراغ وإنما بعد أن زاد الكيل وفاحت روائح بعض المسؤولين في بعض مؤسسات الدولة، حيث مرت السنون بسرعة وتغير وجه العالم الذي أصبح يدار بحكومات إلكترونية بينما بقيت الإدارة اليمنية في مكانتها أسيرة لمجموعة من البشوات الجدد، حيث تحنط هؤلاء في أماكنهم منذ عقود طويلة، خدمتهم ظروف البلاد المتغيرة باستمرار، للسيطرة على المؤسسات العامة ومن حولهم الأقرباء والأصدقاء يحافظون على أسرارهم وتجاوزاتهم التي اعتادوا على ارتكابها، واضعين حول مناصبهم أسواراً حديدية عالية، يصعب على أي شاب عادي الوصول إليها مهما كانت شهادته وكفاءته، لأن بعض الوظائف في بعض المؤسسات أصبحت مشفرة للقائمين عليها، الذين يتصرفون في هذه المؤسسات وكأنها ملكية خاصة بهم وبالمقربين منهم، ويتجاهلون الدعوات المتكررة من فخامة الأخ الرئيس بضرورة إصلاح الأمور واضعين أذناً من طين وأخرى من عجين ويتصرفون بمزاجية بعيدة عن اللوائح والأسس ويقومون بترتيب الأفراد في هذه المؤسسات أو تلك حسب القرب والبعد والمصلحة الشخصية، شعارهم هذا أحبه وهذا لا أحبه.

فلا قيمة لديهم لكفاءة ولا لشهادة علمية ولا لأقدمية، وفي بعض المؤسسات الكبرى يتم تجاهل أصحاب الشهادات الجامعية ( بكلاريوس، ماجستير) ليبقوا موظفين عاديين مهمشين منذ عشرات السنين، ويتم ترفيع من هم دون الثانوية ومن في حكمها، المهم (الفهلوة والحركات) وهذا أمر غريب لكنه مع الأسف موجود في واقعنا ويعيشه معظم الموظفين في مؤسسات الدولة، حيث يمارس البعض بدلاً من التطوير الإداري التطهير الإداري وتطفيش الكفاءات وأحياناً ترحيلها إلى أماكن بعيدة عقاباً لها لأنها لم توافق المسؤول على أفعاله ولم تعره اهتماما أكبر من حجمه.

وعندما يتحدث الناس بفرح وتفاؤل عن جهود الأخ الرئيس وعن دعواته للإصلاح وتدوير الوظيفة العامة، فهم يعبرون عن مشاعر صادقة دون زيف، وما يريدونه هو تفعيل هذه الدعوة الكريمة ووضع الآلية لتنفيذها بعد أن حان الوقت لفتح الطريق وإزالة عوائق كثيرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى