أوراق تاريخية حضرمية

> «الأيام» سند بايعشوت:

> احتفال الجالية الهندية بالمكلا .. في يوم الجمعة 15/8/1947م الموافق 28 رمضان 1366هـ احتفلت الجالية الهندية بالمكلا إظهاراً لفرحتهم باستقلال الهند وأقاموا مأدبة عشاء وإفطار حضرها جمع غفير من الناس وفي مقدمتهم السلطان صالح بن غالب القعيطي والمستشار المقيم وسكرتير الدولة، وألقيت الخطب الرنانة بالهندية والانكليزية والعربية وأطلقت الصواريخ النارية في الفضاء.

تأسيس الأحزاب السياسية
وعبر عظمة السلطان صالح بن غالب القعيطي في الحفلة الرسمية في ساحة القصر السلطاني عصراً في يوم الخميس 21/8/1947م الموافق 5 شوال 1366هـ عن فرحه العظيم بتأسيس الأحزاب السياسية في حضرموت ورجا أن تتحد هذه الأحزاب في الأهداف لتحقيق المصلحة العامة.

البكري في نادي الإصلاح بالمكلا
وفي مساء يوم السبت بعد المغرب بتاريخ 30/8/1947م الموافق 14 شوال 1366هـ حضر المدعوون الى نادي الإصلاح بالمكلا للاشتراك في حفلة التكريم التي أقامها تكريماً للأستاذ صلاح البكري، وافتتح رئيس النادي الشيخ عبدالله الناخبي (أطال الله في عمره) الحفل في تمام الساعة السادسة والنصف، وتلاه النابه عمر مثنى بمحاضرة وأعقبه السيد أحمد محمد بركات بكلمة ارتجالية ثم القاضي باجنيد بتعريف عن المحتفى به (البكري)، فأعقب الأستاذ البكري الجميع بكلمة شكر ثم تحدث طويلاً عن مشاهداته بالمكلا وأعلن عن رغبته في زيارة حضرموت الداخلية، واختتم خطابه بالإجابة عن أسئلة وجهت إليه من قبل الحاضرين في شتى المواضيع وبعد ذلك أعلن الرئيس انتهاء الحفلة وانفض الجميع في تمام الساعة الثامنة.

الحزب الوطني وإنشاء مجلس تشريعي
وفي مساء يوم الثلاثاء الموافق 2 سبتمبر 1947م الموافق 17 شوال 1366هـ اجتمع اعضاء الحزب الوطني بالمكلا في جلسة دورية للنظر في المسائل الموقوفة تحت الدرس ومعالجة الاقتراحات المقدمة، وكان برنامج الجلسة يحمل نقاطاً هامة منها مطالبت الحزب للحكومة بإنشاء مجلس تشريعي للأمة، وبعد الأخذ والرد في الموضوع وافقت الأغلبية الساحقة وكان في صف المعارضة عدد لا يتجاوز السبعة أشخاص، وكنت أحد المعارضين (صاحب المذكرات التاريخية.

وقد حضر هذه الجلسة الاستاذ البكري فرحب به الشيخ سالم باصديق في خطاب قرأه على الحاضرين فأجاب البكري على الاثر بكلمة شكر .

وبعد انتهاء الجلسة ألقى ملحوظاته وثنائه على الحزب وأعضائه لصراحتهم وديمقراطيتهم.

ترحيب بالبكري.. وتوديع مكي في غرفة المدرسين
وفي يوم الخميس 4 سبتمبر 1947م الموافق 19 شوال 1366هـ احتفلت غرفة المدرسين ترحيباً بالأستاذ البكري وتوديعاً للأستاذ عوض عثمان مكي، وكان الحفل رائعاً وحضره كثير من أغنياء البلد وسراتها وأدبائها، وبدئ في تمام الساعة السابعة بعد المغرب وتقدم من الخطباء بعد كلمة السيد علي بن يحيى رئيس الغرفة، الأستاذ عمر مثنى، ومحمد بن طاهر، وعبدالرحمن بكير، وتلا الجميع البكري شاكراً لأعضاء الغرفة احتفاءهم به ومودعاً زميله عوض عثمان مكي، وتلاه مكي شاكراً للمحتفين صنيعهم له ومرحباً بالأستاذ البكري بصفته عضواً في الغرفة، وبعد تناول الشاي والكعك انفض المدعوون في تمام الساعة الثامنة والربع.

وفي اليوم المذكور نفسه أقام رؤساء يافع مأدبة غداء تكريماً للاستاذ البكري في قصر السلطان في (النقع) أو ما يسمونها بـ(بنقلة النقع) حضرها عظمة السلطان والمستشار المقيم ورجال الدولة وجمع من أثرياء البلاد والوجهاء والأعيان.

احتجاج أعضاء الحزب الوطني
في يوم الخميس 18 سبتمبر 1947م الموافق 3 ذي القعدة 1366هـ اجتمع اعضاء الحزب الوطني واستعرضوا حادثة هجوم البوليس المدني على (دكان) الحزب والاطلاع على دفاتر معاملاته في يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 1947م وتقرر رفع احتجاج الى سكرتير الدولة عن هذه الحادثة.

زيارة لسكرتارية الحكومة
وفي صباح يوم السبت 21 سبتمبر 1947م الموافق 5 ذي القعدة 1366هـ زار السلطان صالح القعيطي سكرتارية حكومته واطلع على بعض الملفات واستصحب بعضها معه، وفي اليوم التالي قصد دار المحكمة الجديدة التي لم تفتح بعد فأوقف سيارته أمامها وقام بزيارتها قبل افتتاحها رسمياً.

عودة البكري من المشقاص
وفي صباح يوم السبت 21/9/1947م عاد الاستاذ البكري الى المكلا من رحلته الى المشقاص والغيل وكان ارتحل قبل أسبوع من تاريخه بصحبة ناظر معارف عدن وناظر معارف المكلا وقد عاد الأخيران في يوم 17/9/1947م.

افتتاح المحكمة الجديدة
وفي يوم الاربعاء 24 سبتمبر 47م الموافق 9 ذي القعدة 1366هـ افتتحت قاعة المحكمة الجديدة بالمكلا وتحولت إليها المحاكم القانونية.

السلطان جعفر بن منصور في المكلا
وفي صباح يوم الخميس 25 سبتمبر 1947م الموافق 10 ذي القعدة 1366هـ وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً وصل سمو السلطان جعفر بن منصور الكثيري الى المكلا، وكان موكبه مؤلفاً من (5) سيارات هو في مقدمتها ويحف سيارته علم أخضر محاطاً بأربعة من الهجانة القعيطية وأطلقت ستة مدافع تحية لسموه وكان في استقباله عظمة السلطان صالح بن غالب القعيطي ورجال دولته وأعيان البلاد في ساحة قصره، وعند نزوله من السيارة صدحت الموسيقى القعيطية وأدى الجيش النظامي التحية واعتلى الجميع إلى قاعة في القصر لأداء مراسيم التحية والتسليم وانفض الجمع في تمام الساعة التاسعة والنصف.

البكري يغادر إلى حضرموت الداخل
وفي مساء يوم الاربعاء بتاريخ 24 سبتمبر 1947م الموافق 9 نوفمبر 1366هـ غادر الأستاذ البكري المكلا الى حضرموت.

الشيخ الناخبي وخطبة الجمعة
وأدى سمو السلطان جعفر بن منصور الكثيري صلاة الجمعة 26 سبتمبر 1947م الموافق 11 ذي القعدة 1366هـ في المسجد السلطاني بالمكلا وكان في استقبال سموه مساعد سكرتير الدولة الأول الشيخ سالم باصديق، وقائد الأمن العام وكان موضوع الخطبة التي ألقاها الشيخ عبدالله الناخبي ذا فائدة مهمة وفيها لمحات سياسية وإنذارات لما سيكون في المستقبل إذا لم ينتبه الأهالي ويتخذوا التدابير لصد خطره.

احتفاء بالسلطان الكثيري
وفي عصر يوم الجمعة 26/9/47م الموافق 11 ذي القعدة 1366هـ احتُفي بالسلطان الكثيري في ساحة القصر السلطاني وكان حفلاًَ جميلاًَ ألقيت فيه خطبتان من الشيخ عبدالله الناخبي والسيد محمد بن هاشم، واستعرض فيه جيش المكلا أمام سموه واستعرضت الألعاب الرياضية من قبل طلاب المدارس، وفي صباح اليوم التالي زار سمو السلطان جعفر الكثيري دوائر الحكومة القعيطية والسجن وكان بصحبة سموه سكرتير الدولة وقائد الأمن العام. وفي صباح يوم الأحد 28 سبتمبر 1947م زار المدارس، وفي العصر زار المكتبة السلطانية، وفي صباح يوم الاثنين 29 سبتمبر 1947م لبى دعوة التجار إذ أقاموا له مأدبة غداء في (بنقلة النقع) حضرها جميع الوجهاء والأعيان ورجال الدولة وحضرها السلطان صالح والمستشار المقيم، وفي مساء يوم الثلاثاء 30/9/1947م تحرك موكب سمو السلطان جعفر الكثيري الى سيئون، عاصمة سلطنته.

البكري يتوجه إلى مصر
وفي يوم الجمعة 3/12/1366هـ الموافق 17 نوفمبر 1947م غادر الأستاذ البكري المكلا بالطائرة إلى عدن ومنها إلى مصر بصحبة ناصر بن عمر مخارش.

وأخيراً ورقة من المفكرة الحضرمية
هذه شهادات دونها يراع الأستاذ الراحل محمد سعيد عبدالله الحضرمي، المتوفى في عام 1991م، مدير المدرسة السعيدية بظفار والمدرس بمدرسة الفلاح لآل الدباغ بالمكلا وعدن .. وهي ترصد - أي هذه الشهادات - أبرز اعتمادات تلك الفترة الواقعة بين شهري اغسطس وسبتمبر من عام 1947م وتتلخص في تأسيس الأحزاب السياسية ووصول المؤرخ صلاح البكري والحزب الوطني وإنشاء مجلس تشريعي.

وإذا كانت الصحف الصادرة في حضرموت إبان تلك الفترة قد رصدت نتفاً من هذا التاريخ فإن السيد محمد سعيد الحضرمي يعد إحدى نخب تلك الفترة التي كتبت مذكراتها إلى جانب آخرين، وفي الطليعة منهم السيد عبدالله بن أحمد الناخبي، أمد الله في عمره.

وتعد هذه المذكرات جزءاً من منظومة العمل السياسي والثقافي والاجتماعي وسط اعتمالات شهدتها حضرموت وقيام دولتين هما القعيطية والكثيرية.وإذن فإن التاريخ ليس رجلاً ينظر إلى الوراء بل هو استلهام لماض تليد يستشرق أفقاً جديداً، ولعل هذا الأفق ربما يكون كتاباً أو مذكرات أو مفكرة سطرها هاوٍٍ.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى