مع الأيـــام .. من أجل الكرامة

> علي هيثم الغريب:

>
علي هيثم الغريب
علي هيثم الغريب
نسمع ونقرأ باستمرار عن المتقاعدين والموقوفين عن أعمالهم وأمثالهما. أولئك الذين كانوا يعملون في ظل حكومة الجنوب السابقة بتفان من أجل خير الوطن وبكل جهد ودون أي مقابل سوى رواتبهم. أود القول- بعيداً عن أي موقف سياسي لتلك المرحلة- إن فرق العمال والمزارعين كانت في حقيقة الأمر عبارة عن شعب عبأته الدولة بطرقها الخاصة لبناء المنشآت والمدارس والمستشفيات وتصليح الأراضي وغيرها من أجل تلبية احتياجاتهم. وعمل الناس بتفان بصرف النظر عن أن ما كلفوا بتشييده لا يملكونه.. كانوا يعملون ويبنون ويزرعون على أمل أن تتحسن أحوالهم أو يأتي نظام يفتح أمام هؤلاء الأبواب المغلقة ويسلمهم ما حرموا منه وأفنوا حياتهم من أجله.

فمن المنطق اعتبار مئات الآلاف من الموظفين من أبناء محافظات الجنوب ملاكاً حقيقيين لكل مزرعة أو ورشة أو مصنع أو وظيفة وأن يتم إعادة اعتبارهم كمشتركين في بناء الوطن.. ومن هنا أود الإشارة إلى ما يجب تحقيقه وإصلاحه من أجل العدالة وكرامة الوحدة اليمنية. وإذا ساعدت الحكومة على تحقيق الاقتراحات التي سأستعرضها فستسجل في تاريخها صفحة نبيلة. أقترح :

(1) منح حقوق مقعدي ما بعد حرب 94م وفق نظام المعاشات الجديد. (2) منح الموظفين السابقين الذين عملوا على تشييد المباني والورش والمصانع والمزارع وغيرها حقوق الشراكة في تلك المنشآت العامة وتقليدهم شهادات العمل المخلص أثناء تلك المرحلة القاسية والصعبة. (3) إضافة ملحق لسجلات العمل لكل موظفي أبناء محافظات الجنوب السابقين يكتب فيه اسم العمل الذي أدوه قبل حرب 94م. إذ ستكون لهذا العمل أهمية من حيث قانون رواتب التقاعد.

مما يؤكد عدالة هذه الاقتراحات أن (141) مزرعة كانت تزرع جيداً ومئات المؤسسات الحكومية والمصانع الصغيرة والورش وكذلك الأسطول البري والأسطول البحري وتجهيزات مطار عدن الدولي وغيرها، كان كل عمل في تلك المنشآت من العمال والمهندسين الذين تم الاستغناء عنهم بعد الحرب. نعم إنه لأمر صعب أن يكرس شعب بأكمله من أجل البناء وليس من أجل البرهنة على صحة نظرية الحكم. ثم يأتي من يقول له: لم تكن محقاً في عملك، لذا لا تستحق شيئاً. إنه لأمر في غاية الصعوبة ولا يحق برأيي إدانة أحد بسبب ذلك أو حرمانه من أملاكه وحقوقه المكتسبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى