الديمقراطية بين الإسلام والغرب

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> صدر عن مركز عبادي للدراسات والنشر بصنعاء كتاب «الديمقراطية بين الإسلام والغرب» لأستاذنا امذيب صالح أحمد، وقد سبق للمركز أن أصدر لأستاذنا «الحاكمية يمانية والإدارة إمامية» و«التنمية البشرية في المفهوم الإسلامي»، ويقع كتاب «الديمقراطية بين الإسلام والغرب» في (321) صفحة شملت (6) أبواب بإجمالي (32) فصلاً وملاحق ضمت رسالتين، الأولى: رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للأشتر النخعي، والي مصر بشأن مفهوم تنظيم سلطات وصلاحيات الحكم المحلي في الخلافة الراشدة، وكانت الثانية: رسالة طاهر بن الحسين التي عممها الخليفة العباسي المأمون على ولاته بشأن مفهوم تنظيم سلطات وصلاحيات الحكم المحلي في الخلافة العباسية.

لا جدال في أن الكتاب سِفْر (بخفض السين) منهجي لتأصيل مفهوم الديمقراطية، لأن سيرة ومسيرة المؤلف على امتداد عقود سبعة زخرت بالمواقف والأعمال الطلابية والوطنية فهو من جيل القامات: عبده حسين أحمد وسلطان عبده ناجي وحسين مهيوب سلطان وسعيد علي الجريك وعلي جعفر محمد ناصر ووهبي معروف عقبة ومحمد عبدالواحد ومحمد أحمد الصباغ وغيرهم.

لا يسمح المجال بحصر المواقف الوطنية لأستاذنا امذيب صالح، سواء داخل الوطن أو خارجه، ومن مواقف البدايات كانت مشاركته في الإضراب الذي أعلنته نقابة المعلمين في عدن عام 1958م وتعرضه للفصل وغادر أرض الوطن إلى مصر لتلقي دراساته العليا وعرفته الأوساط الطلابية رئيساً للاتحاد الطلابي لأبناء الجنوب وبتلك الصفة التقته لجنة تصفية الاستعمار، التابعة للأمم المتحدة عام 1963م.

خبر أستاذنا امذيب وعاصر التقلبات والمنعطفات التي عاشها وطنه الصغير ووطنه العربي الكبير وراقب عن كثب بالمعايشة والقراءات الرياح والأعاصير التي عصفت بالشرق والغرب وتمر كل تلك المتغيرات وهو في مركزه الإشرافي على إعداد كثير من قوانين ونظم العمل والخدمة المدنية في دولة الجنوب قبل الوحدة والإشرافي على تنظيم وإدارة الأمانة العامة في عدن قبل الوحدة والأمانة العامة في صنعاء بعد الوحدة.

إن الاعتراف بوجود أزمة هو الخطوة الأولى المساعدة لإيجاد الوسيلة التي تؤمن للأزمة خروجها من عنق الزجاجة ولذلك خاض أستاذنا امذيب وغاص في أغوار أزمة العرب والمسلمين وأمم العالمين وسبر أغوار الديمقراطية شكلاً ومضموناً ونظاماً وآلية في قراءة مقارنة بين الإسلام والغرب.

تطرق الباب الأول من الكتاب إلى المفهوم العام للديمقراطية في فصول ثلاثة توزعت في عدة مفردات ومفاصل، فيما وقف في الباب الثاني أمام الخلفية العقائدية والتاريخية للديمقراطية في عشرة فصول وتفاصيل في تطوير وتدهور مضمون الديمقراطية وتأثير رياح الحضارة الإسلامية على تطوير مفهوم الديمقراطية في الغرب، أما الباب الثالث فقد تناول المفصل في مضمون الديمقراطية في الإسلام في ثلاثة فصول.

انتقل أستاذنا امذيب من تفاصيل المضمون إلى تفاصيل الشكل للديمقراطية في الإسلام في ستة فصول لامست فضاءات السلطة بأنواعها التشريعية والتنفيذية والقضائية ولامست الأوعية الرقابية وقضايا أخرى كثيرة.

تناول الباب الخامس «المفصل في مضمون الديمقراطية المعاصرة» في فصلين، تطرق الفصل الأول إلى مضمون الديمقراطية المعاصرة وأورد الفصل الثاني نصوص حقوق الإنسان وحرياته المقررة عالمياً، أما تفاصيل شكل الديمقراطية المعاصرة فقد وردت في الباب السادس، توزعت في سبعة فصول ضمت عدداً كبيراً من مفاصل شكل الديمقراطية المعاصرة استهلها بتشكيلات هيئات السلطات الدستورية الثلاث والتعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة والحياد الحزبي لأجهزة الدولة المدنية والتوازن بين الحكم المركزي والحكم المحلي ومفهوم الخدمة العامة في الدولة وأهدافها والفرق بين الوظيفة العامة والسياسية والحق العام لا يعطله حق خاص وأنواع الرقابة والعلنية والشفافية والصحافة وقضايا أخرى عديدة.

أقترح أن يقرر الكتاب على الأحزاب قاطبة، سواء الحزب الحاكم أو أحزاب المعارضة لتأصيل مفاهيم الديمقراطية وتجذير أساليب عملهم، كما أن الكتاب سيشكل جرعة قوية وناجعة ونافعة لعموم أفراد المجتمع، لأن آفتنا الكبرى هي تدني الوعي العام. لأن الكتاب يبصرنا وبعلمية وموضوعية أننا في واد ونظام الحكم الرشيد في وادٍ آخر، ولذلك فأقتناء الكتاب واستيعابه ضرورة ملحة الآن .. الآن وليس غداً

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى