في المؤتمر الطبي اليمني السعودي بتعز:الإيدز لم يعد قاتلا بل مزمناً وأكبر مشكلة اجتماعية (الوصمة والتمييز)

> «الأيام» عبدالواحد محمد عبدالله:

>
د.فوزية غرامة
د.فوزية غرامة
أكد الأطباء السعوديون بان مرض فقد المناعة المكتسبة (الايدز) لم يعد قاتلا بل مزمناً ويمكن علاجه، وقد توفر العلاج في السعودية في أربعة مراكز تابعة لوزارة الصحة,جاء ذلك في المؤتمر الطبي الثاني اليمني السعودي للمناعة والحساسية والذي عقد بجامعة تعز للفترة من 14-16/11/2006م وساهم في تنظيمه كل من مجموعة شركات هائل سعيد انعم ومجموعة شركات العيسائي في السعودية واليمن بمشاركة اكثر من 600 طبيب وطبيبة.

وقال الدكتور طارق مدني أستاذ كلية الطب جامعة الملك عبد العزيز مستشار وزير الصحة السعودي:

«بدأ برنامج الايدز في السعودية منذ اكتشاف أول حالة عام 84م. آخر التطورات هو افتتاح اربعة مراكز علاجية في المملكة: الرياض، جدة، الدمام وجيزان، تم تزويدها بجميع الامكانيات الذي يحتاجها المريض من قياس نسبة الفيروس بالدم ، قياس عدد الخلايا بصورة دقيقة، احدث علاجات متوفرة لدينا الآن بالمملكة .

ويستطيع المريض بالايدز الآن أن يأخذ العلاجات وبفضل الله عز وجل ينخفض الفيروس تماماََ ويصبح مختفيا من الدم فترجع خلايا المناعة للطبيعة ويعيش المـريض طبيعيـاً كغيـره مـن غير المصابـين.

د. سامي الحجار
د. سامي الحجار
هذا حدث كبير حصل في علاج مرضى الايدز لذلك نشجع على توفير هذه العلاجات لمرضى الايدز لأنه فعلا أصبح المرض الآن قابلا للعلاج. أي لم يعد قاتلا. المشكلة الوحيدة انه لا يمكن أن نوقف العلاج ان وقفنا العلاج يرجع المرض ينشط مرة أخرى".

وأكمل الدكتور سامي الحجار رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى الملك التخصصي الحديث عن تجربة بلاده بالقول:" شهدت السعودية تقدما كبيرا في مجال الدراسات البيئية لتقصي مدى انتشار المرض بالإضافة إلى تبني التوصيات العالمية بعمل برامج متكاملة بالمريض المصاب بالايدز".

الاستفادة من العلاج ونفور الأطباء من مرضى الايدز

استعرضت الدكتورة فوزية غرامة مدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز في محاضرتها تجربة اليمن التي وصفتها بانها ليست بالقليلة في مجال مكافحة الايدز ، كما اشارت الى ضرورة الاستفادة من تقدم وسائل علاج الايدز في السعودية وقالت ينبغي لنا ان نقوي اواصر التعاون في هذا الاتجاه. في المقابل طرحت د.فوزية مسألة الحماية المهنية للمريض بالايدز عند الاطباء والعاملين الصحيين في المستشفيات.

د.جميل المغلس
د.جميل المغلس
المعلن هو الرقم 1821 حالة لكن ثمة رقما تقديريا بعدد حالات الإصابة بالفيروس منذ اكتشافه في اليمن بعام 1987 يصل إلى نحو 12 ألف حالة. والسبب هو خوف المرضى من العاملين الصحيين والاطباء بسبب (الوصمة والتمييز). وطرحت الدكتورة أنيسة عبود نائب عميد كلية الطب جامعة عدن في محاضرتها امام اكثر من 400 طبيب وطبية في قاعة كلية طب جامعة تعز حالة مريض ايدز يعاني من مشكلة (الوصمة والتمييز)، فقد قالت ان مريضا (48) دخل المستشفى وهو يعاني من مرض وعند فحصه تم اكتشاف مرض الايدز فرفض المستشفى علاجه ورفضت معه كل المستشفيات الحكومية بعدن.

وتقول د.فوزية غرامة ان مشكلة (الوصمة والتمييز) هي اكبر مشكلة في الجانب الاجتماعي لمرضى الايدز، واضافت: " فللعدوى بفيروس الايدز مشكلتان مشكلة الوصمة التي يعاني منها المريض والتمييز ايضا. التمييز ضد مرضى الايدز لا يمارس من قبل افراد اسرهم والمجتمع فحسب لكنه يمارس ايضا وللأسف من قبل العاملين في الحقل الصحي في مختلف المؤسسات برفضهم تطبيب اي مريض يكتشف انه مصاب او حامل للفيروس ما يضطر الكثيرين الى اخفاء حالة الاصابة والذهاب لتلقي العلاج في المستشفيات الخاصة. إذا عرفنا ان هناك شخصا مصابا لا يعني ان هذا نهاية المطاف . يجب التعامل مع المريض بشكل طبيعي انساني لا داعي للتمييز ضد هذا المريض".

ضعف شديد في برامج التعليم الطبي

خلال 3 ايام من العمل المتواصل ناقش المؤتمر اكثر من 37 ورقة عمل ومحاضرة في ثلاثة محاور: المحور الاول مرض نقص المناعة المكتسب الايدز ،المحور الثاني امراض المناعة الذاتية والثالث أمراض الحساسية. واخذ مرض الايدز الحيز الاكبر من نقاش الاطباء.

د. أنيسة عبود
د. أنيسة عبود
والشخص الذي كان له الفضل في جمع اطباء البلدين هو الدكتور جميل عبد الولي راوح المغلس استشاري المناعة ورئيس خدمات علم المناعة الإكلينيكية المركز الطبي الجامعي - كلية الطب - جامعة الملك عبدالعزيز ، حاصل على بكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز ،ماجستير جامعة لندن كلية الطب ، زمالة- الجمعيات البريطانية للعلوم الطبيه لندن ودكتوراه - المناعة الطبيه- جامعة جلاسجو- اسكتلندا.

في رده على سئوال حول الدافع لمجهوده الحالي، قال الدكتور جميل: "جاءت فكرة المؤتمر بعد زياراتي العديدة الى مختلف المراكز الطبيه الحكومية والخاصة في المحافظات اليمنية ولاحظت ان هناك ضعفا شديدا في برامج التعليم الطبي المستمر لدى مختلف الشخصيات الطبية وأن معلومات العديد من الاطباء جدا بسيطة ولا تتواكب مع التطورات الطبية الحديثة. ولذلك كان لزاما علينا ان نهتم بهذا الجانب المهم الذي يركز على تطوير المعلومات الطبية في مختلف التخصصات من خلال الاستعانة بكبار العلماء والاستشاريين السعوديين واليمنيين لوضع البرامج العلمية الحديثة وايصالها الى عقول الاطباء وأطباء المختبرات من اجل ان يقدموا خدمات طبية تشخيصية حديثة الى جميع المرضى الذين يرتادون مختلف المستشفيات والمراكز الطبية وان يكون هناك تركيز على التواصل بين المراكز الطبية في اليمن وايجاد ترابط عميق وبرامج للتعليم والتدريب والبحث العلمي والاكاديمي واستراتيجيات لمنع وانتشار الامراض الوبائية في اليمن والسعودية وتبادل الزيارات".

الدكتور جميل المغلس من مواليد عام 1963م، مقيم في جدة بالسعودية، ويزمع اقامة المؤتمر الطبي الثالث في عدن.

د. طارق مدني
د. طارق مدني
بقي ان نقول إن المؤتمر نجح في جمع اطباء البلدين للمرة الثانية للتباحث في حين اهمل الاعلاميون فبقوا مثل "الاطرش في الزفة" لا يستطيعون فك طلاسم المحاضرات الطبية باللغة الانجليزية.

والمزعج ان آخر فقرة في الحفل الختامي حفلت بمهرجان توزيع اكثر من مئة درع تذكاري للمسئولين والحزبيين وعدد كبير من الحضور، فعبس وجه المؤتمر، والاجدر ان يكرم اصحاب أفضل الابحاث والمحاضرات، فقد لفت انتباهي محاضرتا د.انيسة عبود ود.طارق مدني باللغتين العربية والانجليزية فبدا انهما يستحقان افضل الجوائز.

ما قيل لا يقلل من أن المؤتمر شكل فرصة هائلة للأطباء للتعرف على أبحاث علمية طبية حديثة، والاهم من ذلك ، كما قال د.حرب البلوي رئيس مركز المناعة والحساسية في جدة ، هو الشعور بان هناك اهتماما كبيرا وتقديرا لجهود ومساهمات الاطباء والباحثين في المؤتمر.

وعموماً حقق المؤتمر نجاحا غير متوقع بفضل جهود القطاع الخاص في دعمه حتى النهاية، فمرحى لهذه الجهود المتميزة لرفع شأن النهضة العلمية والطبيب حتى يأتي يوم لا يجهد فيه المريض بماله وصحته للبحث عن علاج في دول الجوار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى