أيها المسؤولون في الأندية الرياضية: لقد دقت ساعة العمل

> «الأيام الرياضي» رياضة زمان:

> أيها الإخوة:في هذه الظروف العصيبة من حياة أنديتنا الرياضية، نرى الرياضة بصورة عامة كما عهدناها من قبل لاتزيد عن ممارسة لعبة واحدة وهي لعبة (كرة القدم)، والأوضاع لم يطرأ عليها أي تغيير منذ سنين مضت اللهم إلا شيء واحد ليس بالغريب، وهو سن الهيئة الإدارية السابقة للجمعية الرياضية قانوناً يقضي بضرورة مزاولة لعبة كرة القدم بالأحذية ومثل هذا القانون كان يجب أن يكون مفروضاً منذ تأسيس الجمعية الرياضية العدنية.

إن انديتنا الرياضية في صراع دائم مع التيار منذ أن ظهرت الرياضة إلى عالم الوجود في بلادنا، ولم تستطع الأندية التصدي لهذا التيار، والسبب هو تباعدها وتفرقها ووجود العناصر الهدامة فيها التي لم تفكر يوماً في المصلحة العامة بكل إخلاص وصدق ونزاهة.

أيها المسؤولون في الأندية الرياضية لقد دقت ساعة العمل، فاستيقظوا من سباتكم العميق، وابعدوا الغشاوة عن أعينكم، وعوا المسؤولية التي تتحملونها في أنديتكم واعملوا مخلصين متساندين .. فبالأمس القريب قامت نخبة من المسؤولين في الأندية الرياضية بتوجيه نداء شامل تدعو فيه الأندية الرياضية بصورة عامة إلى العمل الجدي لما فيه الخير والصلاح لجميع الأندية، والعمل على قيام جبهة رياضية موحدة تسمى بـ(المؤتمر الرياضي).. وإن هذه الخطوة الشريفة التي تبناها بعض المسؤولين في الأندية لتدل دلالة واضحة على صدق إيمانهم ووعيهم للرسالة الرياضية التي يتحملون لواءها نظراً للشعور العام الذي يسود الكثيرين من هبوط وفتور وتأخر في مجتمعنا الرياضي بصورة عامة.. وإن هذه المسؤولية ليست سهلة وإنما هي تتطلب الجهد الكبير والرجال المخلصين والسهر الطويل.. لا كما قد يتصوره البعض من أن القضية بسيطة، لا تتعدى جلسات تتلو جلسات، وكلام كثير، وكتابة البيانات والمحاضر.. ثم إذا بالقضية قد حلت وظهرت نتائجها سريعة إلى حيز الوجود.

إن على كل فرد منا أن يعي مسؤوليته، وأن نمد أيدينا إلى هذه الأندية بكل إخلاص، وبدون تخاذل أو خديعة، وأن نساهم معاً في إقامة هذا المؤتمر الرياضي وتدعيمه، ليكون الملتقى لجميع الاندية والوسيلة الفعالة لحل مشاكلها وتطوير نفسها، وأن تقف الأندية بالمرصاد لكل من تسول له نفسه العمل على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وليحكم على أنديتنا الرياضية بالركود، كما وجدت ضعيفة، متأخرة، فقيرة، لا تقدر على السير قدماً إلى الإمام.

والأهم من هذا كله، والذي يتطلب منا مزيداً من التركيز والاهتمام هو أنه في الوقت الذي نعمل فيه على قيام "المؤتمر الرياضي" سيتصدى له بعض الناس ممن يعتقدون أن قيام هذا المؤتمر ليس في مصلحتهم، وسيبذلون كل مجهود ممكن وبأساليبهم الخاصة لبلبلة الأفكار، وخداع بعض المسؤولين في الأندية عن طريق الكلمة (المغمغمة) والعبارات اللاهوتية المعسولة، والمواعيد المزيفة التي يدركون أنها سوف تنطلي على البعض، ولكننا إذا كنا حقاً مؤمنين بالقضية التي نعمل من أجلها، فإننا سنصارح أمثال هذا النوع من الناس بأننا أصحاب مبادئ، ولا يمكننا بأي حال من الاحوال المتاجرة بمبادئنا وقيمنا الأخلاقية بأي ثمن، وإن وقت المغالطة قد ولى وانقضى، بعد أن وعينا وأدركنا مسؤوليتنا.

فلنكن جنوداً مخلصين طائعين لأوامر مؤتمرنا الرياضي، وعاش المؤتمر،وعاش قادته وأبطاله الرياضيين. وإلى الأمام يارجال المؤتمر، وإلى اللقاء مرة ثانية.

السيد أبوبكر محمد أحمد

«الأيام» العدد 1418 في 31 أغسطس 1963م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى