رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> الشيخ عبدالله علوي القربي وولده محمد في ذاكرة الشيخ عبدالله الرماح .. البيضاء:دخلت البيضاء التاريخ عندما كانت عاصمة لمخلاف سرو مدجح، والتي انتسب لها الشاعر الاسلامي المعروف الاشتر النخعي، وانتسبت لها ايضاً دولة بني طاهر المدحجية الكهلانية (858-923هـ) وبنو طاهر أصلهم من قبائل ناحية جبن، بلاد رداع المدحجية الكهلانية وقد عرفوا ببني معوضة، نسبة الى جدهم الشيخ معوضة بن تاج الدين (راجع: اليمن الانسان والحضارة: القاضي عبدالله بن عبدالوهاب الشماحي).

تنقسم البيضاء الى (13) مديرية وهي: 1- البيضاء، 2- رداع، 3- السوادية، 4- آل عوض، 5- الصومعة، 6- جبن، 7- الطفة، 8- الزاهر، 9- ذوناعم، 10- نعمان، 11- حرضة، 12- ناطع، 13- مسور.

الولادة والنشأة:الشيخ عبدالله علوي القربي من مواليد البيضاء في العقد الاول من القرن الماضي ونشأ فيها، وبعدما شبّ عن الطوق انتقل الى أرض الصومال، حيث مارس هناك العمل التجاري حتى أربعينيات القرن الماضي، حيث عزم على الانتقال الى عدن بعد وفاة شقيقه أبوبكر علوي القربي في أرض الصومال، وفي عدن التقى ابن منطقته الشيخ سالم الرماح (والد الشيخ عبدالله سالم الرماح).

قال لي الشيخ عبدالله الرماح: «مارس الشيخ عبدالله علوي القربي العمل التجاري في عدن وشقيقه الشيخ صالح في المناطق الشمالية. كانت معلا دكة نقطة الانطلاق لكل التجار وفيها بدأ الحاج هائل سعيد أنعم وآل باشنفر وبازرعة وغيرهم ومنهم الشيخ عبدالله القربي ووالدي الشيخ سالم الرماح، رحمهم الله جميعاً».

شراكة الشيخين القربي والرماح في عمارة المغويين:
يضيف الشيخ عبدالله الرماح، نائب رئيس غرفة عدن لشؤون التجارة: «حصر الشيخ عبدالله علوي القربي نشاطه التجاري في قطاعي المواد الغذائية والعقارات، إلا أن مكتبه كان في الزعفران وكذلك مساكن آل القربي كانت في الزعفران وكان عددها ثلاثة بيوت وبنوا مسكناً رابعاً في الزعفران. أقول للأمانة إن بيت القربي كان من ضمن البيوت التي تضررت كثيراً من قانون تأميم المساكن عام 1972م، فقد كانوا يملكون عمارات وبيوتاً في كريتر والتواهي والمنصورة».

«كانت العلاقة - والحديث للشيخ الرماح - بين الشيخ عبدالله القربي وبين والدي، يرحمهما الله يسودها الود والتعاون والصداقة المتميزة بالاحترام والثقة والتزاور المتبادل، ودخلا في شراكة عقارية بشراء عمارة في كريتر (جوار المنزل القديم للفنان أحمد بن أحمد قاسم، رحمه الله) وكانت العمارة معروفة عند العامة بـ (عمارة المغويين) أي الذين يستدرجونك دون أن تشعر الى مراميهم والمقصود بالمغويين أعضاء البعثات التبشيرية، وكانت تلك العمارة مدرسة تديرها البعثة التبشيرية الدنماركية، ولا يزال المبنى قائماً حتى اليوم ومملوكاً لورثة الشيخين القربي والرماح».

الشيخ القربي إلى جوار ربه
بدأ الشيخ عبدالله علوي القربي عده التنازلي عندما تعرضت ممتلكاته للتأميم في أغسطس 1972م وتدهورت أوضاعه الصحية في متوالية حسابية، وغادر إلى بريطانيا لتلقي العلاج دون جدوى فعاد أدراجه الى عدن وبعد فترة وجيزة حمل الناعي نبأ وفاة الشيخ عبدالله علوي القربي عام 1984م بعد مشوار كفاحي طويل حفر خلاله اسمه كرجل أعمال معروف وشخصية اجتماعية معتبرة.

للشيخ عبدالله القربي (13) ولداً: (6) من الذكور هم: محمد، أحمد (الحداد)، صالح، أبوبكر (وزير الخارجية الحالي)، طه وحامد و(7) بنات.

2- محمد عبدالله القربي:الولادة والنشأة:محمد عبدالله علوي القربي من مواليد 31 أكتوبر 1932م، ونشأ في كنف والده في الصومال وكان في السابعة من عمره عندما عزم والده الشيخ عبدالله القربي على شد الرحال إلى عدن، وفي مدارسها تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة. قال الشيخ عبدالله الرماح: «درسنا المرحلة الثانوية سوياً في السودان في ثانوية كامبوني الشهيرة، وكانت تتبع بعثة تبشيرية ايطالية وكان الأهالي يتقبلون دخول أولادهم ذلك النوع من المدارس وذلك لمحدودية التعليم العام من ناحية ولنوعية التعليم في تلك المدارس، وكانت منتشرة في أكثر من بلد عربي». وكان الشيخ الرماح محقاً فيما قاله فلو أخذنا عدن على سبيل المثال لوجدنا أكثر من أربع مدارس منها: مدرسة القديس يوسف العالية والمدرسة الدنماركية بكريتر ومدرسة القديس أنطونيو ومدرس الإخوة في التواهي ومدرسة كيث فولكنر في الشيخ عثمان، التي استوعبت عشرات التلاميذ الذين أصبح لهم شأن في المستقبل ولم يعتنق أحد من السكان المسيحية، لأن مسألة تغيير دين الإسلام كانت تعتبر من الكبائر عند السكان المحليين.

محمد عبدالله القربي صاحب نظارات بيرسول
كان محمد عبدالله القربي، من رجال الأعمال المعروفين والذي اتسعت دائرة شهرته باتساع دائرته الاجتماعية، وكان عضو غرفة عدن منذ ستينات القرن الماضي وكان أحد نجوم منطقته الزعفران في كريتر وبرزت تلك النجومية بأفخر أنواع النظارات التي زخر بها معرضه وارتبطت سمعة نظارات بيرسول الإيطالية في شخص محمد عبدالله القربي.

تعززت مكانة محمد عبدالله القربي كرجل أعمال عندما شارك في الوفود الثلاثية الأطراف المشاركة في مؤتمر العمل الدولي السنوي في جنيف بسويسرا، وكانت وفود الدول الاعضاء في منظمة العمل الدولية (ILO) ولا تزال تتكون من الحكومات (وزراء العمل) وأرباب العمل (الغرف التجارية) والعمال (الاتحاد العام للنقابات) وكانت مشاركة القربي في الوفد الثلاثي بصفته أحد ممثلي أرباب العمل (غرفة عدن) وكان الوفد برئاسة وزير العمل.

القربي في ذكريات الشيخ الرماح
أفادني الشيخ عبدالله سالم الرماح بأنه وزملاءه التجار ومنهم القريب الى قلبه محمد عبدالله القربي، تكيفوا كثيراً مع القيود التي كانت تفرض عليهم في جوانب الاستيراد، وقال: «كان ترخيص الاستيراد يفتح لنا مرة واحدة فقط كل ستة أشهر بكوتا متواضعة لا تتجاوز (20) الى (30) ألف دولار، ووجدنا انفسنا مضطرين للتعامل مع الشمال وكنا نستورد البسكويت والحلويات من شركة هائل سعيد أنعم وكنا في البداية نصرفها للتجار بحسب أوامر وزارة التجارة، وبدأت القيود ترفع عنا بالتدريج».

محمد عبدالله القربي في دائرة الرياضة
كانت الرياضة مسكونة في قلب محمد عبدالله القربي، وكان من أبرز مشجعي وأنصار نادي الاتحاد المحمدي (MCC) أقدم ناد رياضي في الجزيرة العربية، إذ تأسس عام 1905م ومن أبرز مؤسسيه: محمود علي جعفر وياسين خان وحسين حاشي وأحمد بده وسعيد سالم بامدهف، وكان من أبرز لاعبيه مصطفى عبدالكريم بازرعة وعبيد بارزيق وياسين بربراوي ومحمد عمر الزيدي والسيد أبوبكر محمد أحمد وصالح الربيح وحسن عوض هورية ومحمد صالح عمر وعبدالله كوكبة وأحمد صالح عبداللاه.

أفادني الصديق العزيز عبدالجبار سلام: ظل القربي مهووساً بحب نادي الاتحاد المحمدي حتى قرار الدمج عام 1975م، إلا أن عشقه لكرة القدم جعله يجد سلواه في نادي التلال الرياضي وكانت علاقة القربي بالمجتمع الرياضي متميزة بالود والعطاء ونسج علاقات صداقة مع قيادات الحركة الرياضية المتعاقبة.

محمد عبدالله القربي رجل الواجب
كان محمد عبدالله القربي لا يتردد في تقديم المساعدة عامة وفي حدود دائرته الاجتماعية خاصة، وقد أفادني صديقي العزيز علي محسن الترب بأن القربي أدى واجبه مع زوج شقيقته الشخصية التربوية والاجتماعية الكبيرة الاستاذ أحمد عبدالله باحكيم رحمه الله، عند إصابته بسرطان في البنكرياس فتكفل بنقله جواً الى بريطانيا لتلقي العلاج وتوفاه الله هناك ونقل جثمانه الى عدن ليدفن في مقبرة كريتر.

تاريخان في حياة القربي قاسمهما المشترك شهر أكتوبر
تكرر شهر أكتوبر في أبرز محطتين من محطات محمد عبدالله القربي، فمثلما كان اكتوبر شهر ولادته فقد كان اكتوبر ايضاً شهر وفاته فقد انتقل رحمه الله الى جوار ربه في 25 اكتوبر 1996م عن عمر ناهز الـ 64 عاماً.

لمحمد عبدالله القربي بنتان وولدان هما: 1- د. عبدالله ، رئيس قسم الأسنان بالمستشفى العسكري العام بصنعاء، 2- طارق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى