مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية الصعيد لـ«الأيام»:نعيش في التربية والتعليم قانون حكم الطوارئ لا يثاب العامل ولا يعاقب المذنب وطلابنا على مفترق الطرق.. يقوم مكتب التربية والتعليم بإنزال لجان إلى المديريات تزيد التعليم تعقيدًا

> «الأيام» محمد عبد العليم

> مكتب التربية والتعليم بمديرية الصعيد محافظة شبوة واحد من مكاتب التربية والتعليم بالمديريات والذي ما يزال يشكو من عدد من الهموم في العديد من الجوانب التعليمية والتربوية منها العجز في المعلين والمعلمات وسحب أعداد منهم ونقلهم خارج المديرية وعدم الالتزام بالكفاءة.. وغيرها من التساؤلات التي طرحتها «الأيام» في هذا الحوار الساخن مع الأخ مصطفى حسين أبوبكر مدير مكتب التربية والتعليم بالصعيد.. وإليكم ما دار فيه.

< كيف تقيمون العمل الدراسي خلال هذا العام الدراسي الحالي؟

- إننا نراه رورتينا عاما يتبع كل سنة دراسية لا يزيد بل ربما الى النقصان في المعلمين والمعلمات اكثر من تغطية الاحتياج، هذه هي العادة وقطع العادة عداوة كما يقال فبدأ التوسع في المدارس من استحداث مدارس جديدة وأيضاً الإقبال على الدراسة جيد جداً ولكن مدارسنا خالية من المعلمين المتخصصين فهذه هي السنة السادسة على التوالي ونحن في متابعة مستمرة لتوفير المعلمين ولكن دون جدوى، مدارس التعليم الثانوي لم يكتمل المعلمون فيها إطلاقاً وخاصة في مواد الفيزياء والرياضيات والعلوم بل لا تدرس هذه المواد بالشكل المطلوب الا عن طريق التطوع الذي لا يستحق الذكر بينما حملة هذه التخصصات تراهم على الأرصفة في متابعة مستمرة للتوظيف ولكن لم يوفقوا كل عام فهذا هي مشكلتنا .

< وماذا عن العجز في المعلمين والمعلمات في المدارس الريفية؟

- تعاني العجز يشكل كبير حيث انه يوجد خريجون ولديهم الكفاءات ولكن لا يتم توظيفهم رغم ظروفهم المالية الصعبة ونحن قلنا مراراً وتكراراً انه لا يمكن ان تحل هذه المشكلة لأبناء المنطقة لانه لا يوجد هناك امتياز خاصة للمعلمين للذهاب إلى المناطق البعيدة فلماذا لا تحل هذه المشكلة من قبل مكتب التربية و التعليم بالمحافظة مع الخدمة المدنية، لماذا لا يكون هناك استثناء لأبناء هذه المناطق التي مايزال التعليم فيها معدوما بينما بنيت فيها أحدث المدارس وعلى طراز خاص ولكنها مهجورة بسبب عشوائية الوظيفية العامة وعدم اتباع سياسة معينة وحكيمة لتغطية هذه المدارس واذا لم يكن باستطاعة التربية والخدمة المدنية حل هذه الإشكالية فلماذا تبنى هذه المدارس طالما المعلمون من أبنائها لا يتم توظيفهم.

< ماذا عن توزيع المعلمين وتقييمكم لذلك؟

- ناهيك عن تدخل الإدارة العامة في مسألة نقل معلم أو معلمة من مكان إلى آخر حسب المصلحة من الاحتياج دون الرجوع إلى المديرية أو حتى إشعارها فلا نعلم بالنقل إلا من الشارع أن فلانا تم نقله فهذه عشوائية يجب التخلص منها وفساد إداري تتحمله إدارة التعليم وشئون الموظفين اضف إلى هذا كله الهواة الواسعة بين الإدارة العامة مع المديريات فهل يعقل أو يصدق منذ ست سنوات لم تدع الإدارة العامة إلى اجتماع المجلس التربوي للمديريات والجلوس مع المدراء والمناقشة وتداول الآراء ورفعها الى الإدارة والمقترحات وحل الإشكاليات فنحن لا نلتقي ولا نتعارف حيث تقيم بعض الصناديق المانحة ورشة عمل أو دورة لمدة ساعات محدودة .. فلا توجد هناك أي أوامر أو متابعة أو إشراف أو توجيه من قبل الإدارة العامة ومع هذا لا يتركوننا نحل مشاكلنا بأنفسنا بل يتدخلون عبر لجان المتابعة المنزلة كل عام والتي لم ينفذ لها قرار أو التوجيه ربما يأتي مباشرة يعتمد وهذا لا يساعدنا على الإطلاق .. بل يزيدون الطين بلة ويخربون ما تم بناؤه في المدارس حيث إن عمل هذه اللجان يأتي بعد منتصف العام ويأتون بقرارات وتوجيهات وسحب معلمين ملتزمين وتعذيبهم بوقف مرتباتهم أو تعليقهم بينما المعلمون الذين يستحقون ذلك تراهم في منازلهم أو على أعمالهم فهذه اللجان تبرئ القاتل وتشنق جثة المقتول.

< ماذا عن اللوائح المدرسية ومدى تطبيقها؟

- اللوائح الوزارية والإدارية والمدرسية معطلة تماماً لا يتم العمل بها فنحن نعيش قانون حكم الطوارئ، كل شي لا يتم بالشكل المطلوب ولا يثاب العامل ولا يعاقب المذنب فمستقبل أولادنا بين مفترق طرق، فهذه حياة أمة، ضياع التعليم يعني ضياع الأمة فكيف تتخيل مجتمعا بدون علم؟ كيف اذا حل مكان العلم الجهل، مجتمعنا يمد بالجهل المركب مما يساعد على تفشي الجريمة وكلما زاد الجهل زادت الجرائم والقتل بين الناس فلا نستطيع أن نسعد بحياة كريمة عزيزة إلا بالقضاء على الجهل والتوجه نحو مدارس البناء والنمو والتطور في كافة المجالات، هذا كله إذا أردنا أن نعمل له ونجعله يتطور يجب علينا أولاً ان نترك الحزبية في مجال التربية و التعليم وأن نتعامل مع الكل وفق اللوائح والأنظمة وأن نبحث عن الكفاءة لا عن المكافآت وتصفية الحسابات.

< حدثنونا عن التعليم في مدرس البنات؟

- أما التعليم في مدارس البنات فحدث ولا حرج فقد أقبلت الطالبة الإعدادية البدوية على التعليم بكل قوة وجسارة ولكن هربت منها أجهزة الدولة وتحررت الجاهلة من العادات ومن التقاليد وكسرت القيود ولدينا مدارس بنات مكتملة من (1-9) ومن (1-12) خاصة تعليم البنات ولكن بعضها لا يوجد فيها إلا معلمة أو معلمتين فالتوظيف في جانب النساء بعد عملية التوظيف يتم إرسال معلمة أو معلمتين خلال العام الدراسي بينما يتم سحب أضعافهن الى خارج المديرية إلى المحافظة، هذه حالتنا طيلة هذا الأعوام ونحن الآن الى الدرك الأسفل اذا لم يحصل تدخل من السلطة المحلية في المحافظة والمديرية والجلوس مع الإدارة العامة وحل هذا العجز العام وعشوائية التوزيع والتوظيف فذوو النفوذ يقوونم بتوظيف أسماء وهمية لا نراهم على الاطلاق ثم يتم نقلهم إلى خارج هذه المحافظة أو المتابعة لهم دون إرسال أحد منهم الى المديرية وأمام هذا فإننا نطالب بالتدخل السريع من قبل مدير عام التربية وتكوين لجنة مؤتمنة وإرسالها الى جميع المديريات وتحديد العجز والعمل على حله لأن التعليم في جانب البنات يمر بأسوأ مراحله وهذا طريق إلى الانحطاط والانتهاء فتعليم البنات يلفظ أنفاسه الأخيرة وإن كانت هناك طرق خاصة تتبعها المديرية مع الاتفاق مع مدير عام التربية فهي عملية تحديد فقط وإسعاف أولي وفق الإمكانيات.

< الأخ المدير المبنى المدرسي في المديرية كيف هي حالته؟

- المبنى المدرسي لم تكن هناك أي خطط منتهية الى الاستحداث والتوسع فالذي نحتاجهلا ندركه والذي ليس لنا به حاجة قريباً تراه بأحدث البناء والتطريز إضافة إلى عدم وجود سياسة معينة لعملية البناء والهدم فبعض عمليات الصيانة والتوسع تتم في منتصف العام مما يشل الحركة التعليمية ولا توجد هناك رقابة من المجالس المحلية على هذه العملية فهذا متروك للمقاول وحده كيف يشاء وبوتيرة بطيئة .

< ماذا تقولون في ختام هذا اللقاء؟

- إن السبب الرئيس والأهم في تدني التعليم هو القرارات السياسية فترى أدنى المناصب الإدارية والسياسية بقرار سياسي فحسب دون مراعاة.

وفي ختام هذا اللقاء فإننا ننصح بأن العلم صرح شامخ مضيء يسعد به الكل وأن ثمار هذا الجهد لا تنحصر على شريحة معينة بل يعود نفعها على المجتمع ككل وأن تكون الأحزاب في جميع مؤسسات المجتمع المدني داعمة وناصحة ومشرفة على العملية التربوية وأن يتم تفعيل مجالس الآباء في هذا المضمار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى