جامعة لحج .. هل تخرج من جعجعة التصريحات إلى طحين الواقع؟

> «الأيام» عشام عطيري:

>
مدخل كلية الزراعة
مدخل كلية الزراعة
لا شك أن التعليم الجامعي يمثل قمة التعليم العام ومن هذا المنطلق اهتمت الدولة اهتماماً خاصاً بالتعليم الجامعي ،من خلال التوسع في فتح جامعات عدة لتفتح الطريق لأكبر عدد ممكن من أبناء البلد لتأهيل أنفسهم في تخصصات تشمل مناحي الحياة المختلفة.

محافظة لحج من المحافظات الرائدة ليس في التعليم فقط ولكن حتى في مستوى نشره على مناطق مختلفة سواء في لحج أم حتى محافظات أخرى.

أهمية لحج وتاريخها وثقافتها جعلت الرئيس يعلن قبل نحو ثلاث سنوات أن جامعة لحج هي المنجز القادم الذي تسعى الدولة لتحقيقه في القريب العاجل.

محافظ لحج الأخ عبدالوهاب الدرة ومنذ ان وطأت قدماه أرض المحافظة يبشر بالبدء في انجاز هذا الحلم الكبير والمشروع لأبناء لحج.

«الأيام» التقت مجموعة من المثقفين والاكاديميين وطرحت عليهم السؤال الآتي: هل حان الوقت لإنشاء جامعة لحج؟ والاجابة تقرأ في الاستطلاع الآتي:

< د. عارف محمد عباد السقاف:

إن الوضع التعليمي للسكان هو الركيزة الأساسية لبناء المجتمع والتعليم هو حق لكل فرد، هو الأساس لإحداث التنمية الاقتصادية والبشرية على أسس ثابتة ومن هذا المنطلق فإن محافظة لحج تتميز بالريادة التعليمية بل هي واحدة من أولى المناطق التي شهدت انطلاقة علمية قوية، وتعد فكرة إنشاء الجامعة نقلة حضارية يعتز بها كل المواطنين اليمنيين الشرفاء المحبين لوطنهم. كما ستوفر فكرة إنشاء الجامعة فرص التعليم الجامعي للأعداد المتزايدة للطلبة من خريجي الثانوية العامة من أبناء المحافظة وسترفع كفاءة العاملين والموظفين في مؤسسات وأجهزة الدولة والقطاعين العام والخاص وذلك من خلال المساهمة في برامج الإعداد والتأهيل أثناء الخدمة وفي ضوء تحقيق هذا الحلم الكبير لأبناء محافظة لحج سوف تشهد المنطقة حركة تعليمية كبيرة وتبقى هذه الجهود ثمرة من ثمار قيادتنا السياسة وحكومتنا الرشيدة والدور المثمر لوزارة التعليم العالي التي تسعى دوماً للرقي بمستوى التعليم العالي في بلادنا كما أن تأسيس هذه الجامعة سوف يسهم بشكل كبير في تنمية المحافظة وتطويرها وزيادة الفرص الاستثمارية بها والتخفيف من معاناة الطلاب وأسرهم في التنقل من محافظة إلى أخرى لطلب التعليم الجامعي.

كما أشير إلى أهمية إنشاء الكليات المختلفة ذات التخصصات العلمية التي تواكب سوق العمل في المنشآت الصحية والتعليمية والثقافية والأهلية والدينية. كما أنه من الضروري والمهم اختيار الموقع المناسب لبناء الحرم الجامعي وباعتقادي أن منطقة صبر هي المكان المناسب لذلك.. وأشير إلى أهمية إعطاء الأولوية لأبناء المحافظة لإدارة الجامعة وتوفير فرص العمل لهم، كما يجب ألا ننسى الدور الناجح والمهم الذي قامت به العديد من الكليات الموجودة في محافظة لحج في تأهيل الكوادر المتخصصة ومنها كليات التربية في صبر ، وردفان ، ويافع ، وطور الباحة والدور المهم لكلية ناصر للعلوم الزراعية التي تأسست عام 1972 والتي كانت وماتزل إحدى الكليات الأساسية التي تأسست على عاتقها جامعة عدن الموقرة المشهود لها بالنجاح على الصعيد العربي والعالمي.

< الأستاذ فيصل محمد عباد:

في الحقيقة نقول إن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله قد أولى عناية مركزة لتطوير التعليم العالي في بلادنا حيث قطعنا شوطاً طويلاً لا يستهان به في ذلك ، وظهرت مؤشراته جلياً وأسهمت في تطوير عجلة التنمية في بلادنا وبناء المجتمع اليمني الجديد في شتى المجالات، وبالنسبة لإنشاء جامعة لحج إذا كانت القاعدة الاساسية من الكليات الموجودة حالياً في المحافظة تتطلب إنشاء جامعة بعد دراسة علمية دقيقة بأهداف محددة وواضحة وجلية أمام مجمل الامكانيات المالية والمادية والبشرية فالضرورة هنا ملحة جداً لإنشاء الجامعة مع وضع المحاذير والتحسبات لاستمرارية هذه الكليات أو أن بعض المساقات فيها سوف تغلق على فترات زمنية محددة ومتفاوتة ، حيث إنها ستضخ أعدادا هائلة من الخريجين بتخصصات قد لا تلبي متطلبات التنمية ، هذا من جانب ومن جانب آخر فتح مساقات وإن لم نقل كليات لتخصصات تلبي متطلبات التنمية واحتياجات تطوير المجتمع.

كما يجب أن نضع في الحسبان أهمية التعليم الفني (المهني والتقني) والذي يمثل حجر الزاوية لخدمة متطلبات التنمية وتلبية احتياجات المجتمع وذلك بتخرج كادر الوسط المؤهل والمهني لسوق العمل وذلك عامل رئيس للقضاء على البطالة والفقر ، وبلادنا بأمس الحاجة إلى هذه الكوادر وهنا تتطلب الضرورة توجه الطلاب إلى المعاهد المهنية والتقنية بدلاً من التوجه إلى التعليم الجامعي.

< أنيس منصور حميدة:

يجد طلاب ومخرجات الثانوية العامة في مديريتي القبيطة والمسيمير تعبا شديدا وإنفاقا مضاعفا حيث يذهب طلاب هاتين المديريتين إلى جامعات بعيدة، مثل جامعة صنعاء، عدن، تعز، ويجدون مشقة في السفر وعدم وجود المسكن الجامعي وذلك بسبب عدم وجود جامعة في محافظتهم القريبة منهم لحج ، بل انني أعرف طلاباً يعانون من غربة الأهل في عام دراسي كامل وعدم وجود سكن جامعي قريب منهم.

الحقيقة أن وجود جامعة في لحج سوف يخفف عن كاهل الطلاب الراغبين في الدراسة الجامعية من المديريتين المعاناة والمنغصات، وهو مطلب ضروري في ظل التقدم العلمي وكذا لما تمتاز به هذه المحافظة التي رفدت الميدان اليمني بالمبدعين والمثقفين كان يفترض أن يكون لها السبق في انشاء جامعة لحج.

< د. حسن صالح حسن:

إن لدى محافظة لحج الكثير من المقومات الأساسية لإنشاء جامعة ولكن إصدار قرار بإنشاء هذه الجامعة تأخر كثيراً وهذا التأخر هو إجحاف في تاريخ محافظة لحج الحافل بسجل من الإبداعات الإنسانية في شتى مناحي الحياة ، وكذلك كوكبة من الأدباء والشعراء والمناضلين الذين أشعلوا دماء أجسامهم نوراً لتضيء للأجيال من بعد رحيلهم دروب العلم والمعرفة أكانوا من أبناء (الحوطة، الصبيحة، ردفان، يافع.. الخ) ولكن ترى اليوم أن قوافل من هذه الأجيال (مخرجات الثانوية العامة) يذهبون إلى طريق المجهول وخاصة بعد أن أصبحت الدراسة في جامعة عدن تشكل عبئاً حقيقياً للالتحاق بها.

واجهة كلية الزراعة
واجهة كلية الزراعة
ثقتنا بعد الله -عز وجل - برئيسنا علي عبدالله صالح ليجعل حلم أبناء محافظة لحج بإنشاء جامعة لحج منجزاً محققاً وشعلة تضيء دورب العلم والمعرفة للأجيال بدلاً من الذهاب إلى طريق المجهول وخاصة أن أبناء محافظة لحج قدموا الكثير من التضحيات في سبيل ثورتي 26 سبتمر و14 أكتوبر وتحقيق الوحدة اليمنية والديمقراطية.

< د. محمود مهدي كرد:

كي ننشئ جامعة يجب أن نهيئ كل الظروف المناسبة لقيام الجامعة من أبنية ومعدات وأجهزة وكادر التدريس، كما يجب التفكير في الاستفادة من مخرجات هذه الجامعة وتوفر سوق العمل كتوظيف الخريجين وهذه مشكلة تعاني منها البلد فترة طويلة لهذه أعتقد أن الوقت لم يحن لإنشاء جامعة في لحج ويكفي أن جامعة عدن تغطي احتياجات المحافظات القريبة منها مثل لحج وأبين وحتى لا تتحول الجامعة مجرد ديكور للمحافظة أما الفائدة المتوخاة فتأتي في الدرجة الثانية، ونتمنى أن تتحسن الظروف قريباً ونعمل على إنشاء جامعة ومراكز بحوث في كل المحافظات.

< سند حسين شهاب :

المعطيات التاريخية والموضوعية تؤكد أن لحج رائدة في التعليم وأن التعليم في لحج في العصر الحديث قد بدأ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إضافة إلى قيام أبناء لحج بفتح جبهات تعليمية كثيرة في مناطق متعددة سواء في بعض مديريات لحج نفسها أم في بعض المحافظات الأخرى كـ(أبين والضالع وشبوة وغيرها...) كما تؤكد هذه المعطيات أن كلية ناصر للعلوم الزراعية بلحج شكلت إلى جانب كلية التربية بعدن النواة الأولى لقيام جامعة عدن.. وعليه فإن هذه المعطيات إلى جانب معطيات أخرى شكلت هوية لحج التاريخية والثقافية كفيلة بدفع الجهات المسؤولة إلى البدء في إنجاز هذا المشروع التنموي الكبير الذي سيتشرف هو بأن يكون موقعه هذه المرة في هذه المنطقة الجغرافية المتميزة وليس العكس وإذا كان لنا من رأي فإننا نقترح أن تقوم الجهات المسؤولة بتشكيل لجنة تحضيرية من عدد من الأكاديميين والمثقفين من أبناء لحج من العناصر الكفؤة والنظيفة والبعيدة عن المصالح الذاتية للبدء في تحديد متطلبات قيام هذا المنجز الذي سيشكل عند قيامه نوعاً من رد الاعتبار لهذه المدينة المغبونة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى