كلية التربية في لودر بعد ثمان سنوات على قيامها .. عميد الكلية لـ «الأيام»:ما تحقق اليوم من نجاحات وتطورات في الكلية هو استمرار لجهود مترابطة بذلت من قبل الأساتذة والعمداء السابقين

> «الأيام» سالم لعور

> رغم حداثة تأسيس كلية التربية بلودر، وهي كلية تتبع جامعة عدن وقلة الشواغر الأكاديمية الوظيفية التي تمنح سنوياً لهذه الكلية الريفية إلا أنها تعد واحدة من أبرز كليات جامعة عدن كونها أنموذجاً يشار إليه بالبنان من خلال أدائها الدور المنوط بها كصرح جامعي يستوعب أعداداً كبيرة من طلاب وطالبات مديريات لودر، ومودية ، والوضيع ، وجيشان، والمحفد ، ومكيراس وغيرها، ناهيك عن العطاء الأكاديمي المتمثل في الجهود الدؤوبة التي يقدمها كوكبة لامعة من أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة والمنتدبين رغم الصعوبات التي تعانيها الكلية.

وفي إطار الاستعدادات الجارية في الكلية للاحتفاء بالذكرى الثامنة لتأسيسها التقت «الأيام» د.صالح عبدالله البركاني، عميد الكلية، للاستيضاح منه حول تلك الاستعدادات والأداء الأكاديمي في الكلية وما تواجهه من صعوبات.

وفي حديثه لـ«الأيام» أوضح د.صالح البركاني، أن الكلية وهي بصدد الاحتفاء بالذكرى الثامنة على قيامها تجري التهيئة لإقامة أسبوع ثقافي شامل، يتم من خلاله استقدام عدد من المحاضرين من أساتذة جامعة عدن لإلقاء محاضرات في مختلف التخصصات، ومن الفعاليات والأنشطة إصدار مجلات حائطية وأنشطة رياضية وإقامة مسابقات فكرية بين الأقسام العلمية للكلية.

وسوف يتوج هذا الأسبوع الثقافي بإقامة حفل تكريمي لخريجي الدفعة الأولى نظام البكلاريوس والدفعة السابعة نظام دبلوم تخصص كيمياء.

إقبال كبير للفتيات على الكلية

وعن مستوى إقبال الطلاب على الكلية ذكر د.صالح البركاني، أن الإقبال الطلابي على الكلية يزداد عاماً بعد عام وكانت نسبة الإقبال عالية جداً لهذا العام 2006-2007م، بعد أن قامت قيادة جامعة عدن ممثلة بالأخ د.عبدالوهاب راوح، رئيس الجامعة بتوفير سكن طلابي داخلي وتأثيثه.

وتوقع عميد الكلية أن ترتفع نسبة الأقبال الطلابي على الكلية خلال الأعوام المقبلة وذلك بأعداد مضاعفة وخصوصاً اذا قامت جامعة عدن بتوفير الغذاء، نظراً لصعوبة المستوى المعيشي لأبناء الريف.

وقال إن مستوى إقبال الفتيات على الالتحاق بالكلية كبير مقارنة بمستوى الإقبال في الكليات الريفية الأخرى.

وتطرق د.صالح البركاني، في حديثه إلى عملية التأهيل التي تقوم بها الكلية لأعضاء الهيئة التدريسية المساعدة فيها، مشيرا إلى أن التأهيل ظل من المهام التي تم إنجازها على مستوى الكلية منذ استحداثها خلال السنوات الثماني الماضية.

وقال إن الكلية عند بداية تأسيسها كانت تعتمد بشكل رئيس على المعيدين في كل الأقسام من حملة البكلاريوس، وقد استطاعت خلال سنواتها الثماني الماضية أن تقطع شوطا كبيرا في جانب التأهيل حيث يوجد لديها اليوم 18 من حملة الماجستير ممن حرصت الكلية على تأهيلهم تأهيلاً أكاديمياً للدراسة داخلياً في جامعة عدن، معربا في هذا الصدد عن الفخر والاعتزاز في أن غالبية مبعوثي الكلية الذين درسوا داخلياً ـ بجامعة عدن ـ قد حصلوا على المراكز الأول في مختلف التخصصات لدرجة الماجستير.

وأضاف:«وحقيقة لعل أبرز الصعوبات التي واجهت الكلية منذ التأسيس هي مبنى الكلية إلا أنه ولله الحمد بفضل الجهود الصادقة المخلصة من قبل رجل البناء والتنمية بالجامعة الأستاذ دكتور عبدالوهاب راوح فقد تم حسم وحل تلك القضية التي عانينا منها لحوالى ثماني سنوات حيث إن العمل في مشروع توسعة بناء كلية التربية لودر جارٍ على قدم وساق.

جهود وبصمات هذا الرجل رئيس جامعة عدن ذللت كافة الصعوبات التي كانت تقف عائقاً أمام سير العمل في هذا الصرح الأكاديمي.

وبعد أن كنا نعاني من انقطاع التيار الكهربائي في النهار وما يسببه من إرباك لعملنا فقد فطن د.عبدالوهاب راوح لمعاناة الكلية وأصدر أوامره الصريحة بشراء مولد كهرباء وهذا بحد ذاته يعد إنجازاً يضاف إلى المنجزات التي تحققت للكلية في عهد قيادة د.راوح لها».

وقال إن من بين أبرز المشاكل التي تعانيها كلية التربية بلودر في جانب التأهيل مشكلة تأخير المستحقات المالية لساعات العمل الإضافي للمنتدبين في الكلية خصوصا وأن الكليات الريفية ومنها كلية التربية بلودر، تعتمد على الانتداب من داخل جامعة عدن وخارجها نظراً لحداثة تأسيسها وقلة الشواغر الأكاديمية التي يتم منحها سنوياً للكلية، مما يولد الإحباط لدى المنتدبين، الذين يظلون في انتظار مستحقاتهم لفترات طويلة تقارب الثلاث سنوات بل أكثر في أحايين كثيرة، مشيدا بما وصفه بالقرار الشجاع الذي اتخذه د.عبدالكريم راصع، رئيس جامعة عدن السابق، بشأن تخفيض رسوم الدراسات العليا لهؤلاء المتقدمين إلى 50% مما يساعد على تأهيلهم.

وقال:«أملنا كبير في أ.د.راوح، رئيس جامعة عدن كما عهدناه في حل قضايا كثيرة كانت متعثرة وأبرزها مشروع المبنى الجديد للكلية بالإسراع في التخاطب مع الجهات المالية لتوفير مستحقات هؤلاء المنتدبين في وقتها»، مؤكدا أن قلة الشواغر الأكاديمية الوظيفية التي تمنح سنوياً للكلية تعد من المشكلات الصعبة التي تعانيها الكلية خصوصا وأنها تعتمد على المنتدبين الذين قضوا سنوات طويلة في تقديم عطائهم الأكاديمي بالكلية منذ تأسيسها، داعيا قيادة جامعة عدن ممثلة في أ. د.عبدالوهاب راوح، رئيس الجامعة النظر الجاد في إعطائهم الأولوية في دخول المفاضلة والتنافس الشريف على الشواغر الأكاديمية مع مراعاة عامل السن كونهم قد أفنوا سنين عديدة في خدمة العمل الأكاديمي بالكلية منذ تأسيسها.

وأشار د.صالح البركاني إلى وجود صعوبة أخرى تعانيها الكلية وتتعلق بانعدام بعض الكتب والمراجع اللازمة والضرورية بالمكتبة الخاصة بالكلية وخصوصاً في التخصصات العلمية كالرياضيات وشحة المراجع الخاصة بقسم الإنجليزي والتي تكاد تكون معدومة، وكذا المختبرات حيث توجد بالكلية مختبرات متواضعة في قسمي كيمياء ـ أحياء والرياضيات ـ الفيزياء، ناهيك عن المشكلة الرئيسية للكلية المتمثلة بعدم وجود مبنى مجهز لمختبر الكيمياء من حيث حداثة الأجهزة وإجراءات السلامة.

وتوقع د.صالح البركاني أن تحل مشكلة المختبرات مع اكتمال المرحلة الأولى لمشروع توسعة مبنى الكلية الذي يجري فيه العمل حالياً.

مناشداً د.عبدالوهاب راوح، رئيس جامعة عدن إيلاء أهمية لمكتبة الكلية لصغر سعتها، ورفدها بالكتب التخصصية البحثية وابتعاث متخصصين للتأهل كأمناء مكتبات للتعامل مع الكتب وتبويـبهـا والحفاظ عليها.

وأشاد د.صالح البركاني بجهود القيادات السابقة للكلية، وقال إن ما تحقق اليوم من نجاحات وتطورات في الكلية هو استمرار لجهود مترابطة بذلت من قبل الأساتذة والعمداء السابقين كالأستاذ المؤسس لهذا الصرح الأخ سالم أحمد الجنيدي الذي يشغل حالياً عضواً برلمانياً بمجلس النواب والدكتور عدنان عمر الجفري وزير الشؤون القانونية والدكتور فضل أحمد ناصر امطلي والدكتور عبدالحكيم الميسري وفقيد كلية التربية لودر أستاذ دكتور حيدرة علي مطلاة الذي وافته المنية وهو يؤدي واجبه الوطني فيها، وغيرهم من المعلمين والمنتدبين والموظفين وقيادات السلطة المحلية في مديرية لودر ومحافظة أبين والأحزاب والمرافق والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية بشكل عام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى