الصحافة العربية تمر في اسوأ مراحلها على الاطلاق اذ يختلط الحبر بالدم

> بيروت «الأيام» وكالة الانباء اللبنانية:

> تابع مؤتمر "الصحافة تحت الحصار"، الذي ينظمه الاتحاد الدولي للصحف بالتعاون مع "النهار" اعماله التي افتتحها امس في البيال بمهرجان تكريمي للنائب الشهيد جبران تويني في الذكرى الاولى لاستشهاده، بجلسة أولى عقدها بعد الظهر في فندق لو رويال في ضبيه برئاسة مدير المعهد الدولي لأمن الصحافة رودني بيندر، الذي تناول القضية الأكثر الحاحا التي تواجه الصحافيين والاعلاميين في العالم واكثر تحديدا في الدول العربية، تحت عنوان "المهنة القاتلة - صحافيون في خطر".

واشار بيندر في بداية الجلسة الى "الفترة العصيبة التي نمر فيها كصحافيين اذ قتل 144 عاملا في مجال الصحافة والاعلام في سنة 2006 التي تعتبر من الأسوأ على هذا الصعيد، ومنهم 60 صحافيا قتلوا في العراق اضافة الى زميلينا سمير قصير وجبران تويني في لبنان.

أما المفارقة فهي أن عددا قليلا جدا من المجرمين الذين ارتكبوا أعمال القتل هذه تمت محاكمتهم، فيما الارهابيون سواء من الدول أو الأفراد أو الشرطة المتواطئة فلا يزالون أحرارا".

المداخلة الأولى في الجلسة كانت للأمين العام لاتحاد الصحافيين العرب صلاح الدين حافظ، الذي أشار الى أن الصحافة العربية "تمر في أسوأ مراحلها على الاطلاق، حيث يختلط الحبر بالدم في صورة لم تشهدها من قبل"، لافتا الى أن "ليس الخطر الذي يهدد حاضر الصحافة العربية ومستقبلها هو الاغتيال والقتل المادي للصحافيين فقط، ولكن أيضا القتل والاغتيال المعنوي عبر محاكمة الصحافيين ومصادرة الصحف، وهو أمر اتسعت دوائره في الفترة الأخيرة بنسبة لافتة، مما يعبر عن ضيق الأنظمة الحاكمة بالهوامش الضيقة لحرية الصحافة وحصار حرية التعبير عن الرأي.

وهناك 17 دولة عربية تطبق قوانين تقضي بعقوبة الحبس في قضايا الرأي والنشر.

وها نحن نرى أن متعة جلب الصحافيين الى المحاكم وتوقيع العقوبات بحقهم تنساب من المغرب الى العراق، مرورا بمصر التي يحاكم فيها هذه الأيام 4 من رؤساء تحرير الصحف الخاصة بتهم قد تصل الى سجنهم..." عقبات لا تنتهي ولخص حافظ 6 عقبات تقف حاجزا دون أداء الصحافة العربية رسالتها الاعلامية بصدق وحرية ومهنية: "ـ عقبات سياسية ناشئة عن طبيعة أنظمة الحكم السائدة في معظم الوطن العربي.

وهي طبيعة سلطوية واستبدادية، لا ترى للصحافة دورا إلا في إطار التبعية والموالاة والترويج الدعائي.

ومن يخرج عن الطاعة يعاقب بالفصل أو الاعتقال أو السجن أو الاغتيال المادي أو المعنوي.

ـ عقوبات قانونية، حيث تزخر التشريعات العربية بمئات النصوص التي تفرض عقوبات تسلب الحرية، وخصوصا عقوبة السجن، في قضايا الرأي والنشر.

وذلك من قوانين الصحافة والمطبوعات الى قوانين الطوارئ والعقوبات والاجراءات الجنائية والأمن القومي والقوات المسلحة.

ـ عقبات اقتصادية، بحيث أصبحت الصحافة صناعة ثقيلة تتطلب استثمار أموال طائلة لاقتناء المعدات التكنولوجية الحديثة، والاشتراك في مصادر المعلومات الدولية، ولتدريب الكوادر المهنية وتأهيلها، وهو ما لا يتوفر الا للحكومات أو احتكار رجال الأعمال.

وهذا يضعف قدرة الصحف المستقلة الحقيقية على النشوء والارتقاء والاستمرار.

ـ عقبات ثقافية واجتماعية تتمثل في خضوع معظم الدول العربية لمثلث الفقر والأمية والطائفية، في ظل تراجع المنظومة الثلاثية التي تشكل العقل ونعني منظومة التعليم والثقافة والاعلام.

وهذا مثلث يعوق في وضعه الراهن دور الصحافة المطبوعة وقدرتها على التأثير في الرأي العام، بينما يفسح في المجال أمام الاعلام الالكتروني والاذاعي والتلفزيوني.

وخير نموذج على ذلك وضع الصحافة المصرية على سبيل المثال لا الحصر، إذ إن هناك عشرات الصحف اليومية والأسبوعية، القومية والحزبية والخاصة، تتصارع على مليوني قارئ فقط في بلد يبلغ عدد سكانه 75 مليون نسمة.

ـ عقبات مهنية تتمثل في تراجع الحرفية وضعف الأداء الصحفي مهنيا وفكريا ومعلوماتيا، رغم الفرص الواسعة للاطلاع والتعلم المتاحة أمام الأجيال الحالية.

وقد جاء هذا التراجع نتيجة ضعف نظام التعليم ووسائل التثقيف في المجتمع من ناحية، ونتيجة اهمال دور الصحف في تأهيل الصحافيين المبتدئين، فضلا عن تراجع دور التنظيمات النقابية خصوصا في تدريب أعضائها من الصحافيين.

ـ الضغوط والتحديات الخارجية، وهذا عنصر جديد جاء في إطار العولمة والانفتاح المتبادل عبر وسائل الاعلام والاتصال العابرة للحدود والقيود، والتي وفرت وضخت المعلومات الهائلة عبر القنوات والشبكات العنكبوتية، الأمر الذي فرض على الصحافة العربية تحديات لم تعهدها من قبل.

فحاول بعضها التأقلم مع هذه التحديات ومجاراتها والاستفادة من إيجابياتها، وبات البعض الآخر أسير العجز وفقدان القدرة والرغبة في التقدم".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى