تضمن زيارة لليمن لمدة ثلاثة أيام عام 1962 .. كتاب توثيقي عن جهود نجيب محفوظ في مجال السينما

> القاهرة «الأيام» سعد القرش:

> قبيل الذكرى الخامسة والتسعين لميلاد الروائي المصري الراحل نجيب نحفوظ يصدر كتاب يسجل دوره في مجال السينما وفيه يقول المؤلف إن أفلام محفوظ تؤرخ بما قبلها وما بعدها في تاريخ السينما العربية.

ويضع المخرج التسجيلي المصري هاشم النحاس مؤشرات أولية في مقدمة كتابه (نجيب محفوظ.. ترنيمة حب) منها أن محفوظ الذي ولد يوم 11 ديسمبر 1911 أرسى قواعد المدرسة الواقعية في السينما المصرية وهو "أول أديب عربي يكتب للسينما" إذ كتب فيلمه الأول عام 1945 بعنوان (مغامرات عنتر وعبلة) للمخرج صلاح أبو سيف. وصدر الكتاب بالعربية والإنجليزية ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الذي انتهت دورته الثلاثون الجمعة الماضي وأهدي المهرجان إلى روح محفوظ الذي لايزال العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الآداب.

وأرفق بالكتاب الذي يقع في 108 صفحات متوسطة القطع قرص مدمج مسجل عليه مادة أقرب إلى فيلم وثائقي قصير يؤرخ لجانب من تاريخ السينما المصرية في ضوء أفلام مأخوذة عن رواياته ومنها أن ملصقي فيلمي (السكرية) و(الشحات) في مطلع السبعينيات كتب عليهما "بالألوان الطبيعية" وكان اسم محفوظ في الستينيات يمثل علامة ثقة للمشاهد حيث كان اسمه أكثر إغراء من عنوان الفيلم ومن الممثلين في أفلام منها (قلب الليل) و(وبين القصرين) و(خان الخليلي) و(القاهرة 30) و(ميرامار).

وتضمن القرص المدمج مشاهد من فيلم وثائقي عن محفوظ سجل بعد فوزه بجائزة نوبل عام 1988 وفيه يقول "في هذه اللحظة من العمر أرى أني أقمت حياتي في الدنيا على أساس الحب. حب العمل وحب الناس وحب الحياة وأخيرا حب الموت."

كما عبر في الفيلم عن حبه لبلاده والكاميرا تستعرض بانوراما لنهر النيل ومدينة القاهرة قائلا "مصر هي المولد والمنشأ والمعاش وهي ليست مجرد وطن محدود بحدود ولكنها هي تاريخ الإنسانية كله... وأحب الإقامة فيها ولا أتركها إلا مطرودا أو منفيا."

ولم يترك محفوظ مصر إلا ثلاث مرات كان فيها مضطرا.. الأولى ضمن وفد رسمي إلى يوغوسلافيا عام 1959 في ظل انتعاش حركة عدم الانحياز التي ضمت أيضا مصر والهند. ثم سافر إلى اليمن عام 1962 وكتب قصة قصيرة عنوانها (ثلاثة أيام في اليمن). وكانت الأخيرة عام 1990 إلى العاصمة البريطانية لندن لإجراء جراحة في القلب.ويعد محفوظ أكثر الأدباء العرب حضورا في السينما.واهتم النقاد بسينما نجيب محفوظ أكثر من اهتمامهم بأي مخرج أو ممثل مصري.ففي ديسمبر عام 2002 بمناسبة عيد ميلاده أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابي (السينما في عالم نجيب محفوظ) لمصطفى بيومي و(نجيب محفوظ في السينما المكسيكية) لحسن عطية حيث أنتجت السينما المكسيكية فيلمين عن روايتي (بداية ونهاية) و(زقاق المدق) الذي قامت ببطولته سلمى حايك. وفي عام 1997 صدر كتاب (نجيب محفوظ في السينما المصرية) لهاشم النحاس الذ ي أخرج عام 1989 فيلما وثائقيا عنوانه (نجيب محفوظ ضمير عصره).

ويرى النحاس في كتابه الجديد أن محفوظ ترك "بصمته السينمائية الواضحة التي تمثل علامة فارقة بين ما قبلها وما بعدها في تاريخ السينما العربية."ويقول إن إسهامات محفوظ السينمائية بلغت 63 فيلما آخرها (سمارة الأمير) 1992 ومنها 25 فيلما بين سيناريو أو قصة سينمائية مباشرة أو قصة وسيناريو معا أو إعداد سينمائي أما بقية الأفلام فهي مأخوذة عن أعماله.ومن هذه الأفلام (لك يوم يا ظالم) و(المنتقم) و(ريا وسكينة) و(الوحش) و(الفتوة) و(جميلة) و(الناصر صلاح الدين) و(الاختيار) و(بداية ونهاية) و(القاهرة 30) و(اللص والكلاب) و(الكرنك) و(أهل القمة) و(المذنبون) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(السمان والخريف) و(ثرثرة فوق النيل) و(بين القصرين) و(قلب الليل).ويرى النحاس أن دور محفوظ في السينما لا يقل أهمية عن دوره في أدب العربي المعاصر "بل إن وجوده في السينما يفوق وجوده في الأدب... أفلامه تمثل في قمتها أرفع مستويات السينما العربية" مشيرا إلى أن واقعية محفوظ تتسم بنزعة نقدية حتى لا يخلو أي من أفلامه من نقد اجتماعي.

وحظيت بعض روايات محفوظ بإعادة إنتاجها أكثر من مرة. ففي عام 1964 أخرج حسام الدين مصطفى فيلم (الطريق)عن رواية تحمل العنوان نفسه ثم قدمت لها السينما عام 1986 معالجة أخرى في فيلم (وصمة عار) لأشرف فهمي الذي قدم أيضا معالجة جديدة لرواية (اللص والكلاب) في فيلم (ليل وخونة) عام 1990 بعد أن أخرجه كمال الشيخ في فيلم يعد الآن من كلاسيكيات السينما المصرية.

وفي الثمانينيات انتبه المخرجون إلى الطاقة الإبداعية في (ملحمة الحرافيش) التي قدمت في ستة أفلام هي (المطارد) لسمير سيف و(التوت والنبوت) لنيازي مصطفى و(الجوع) لعلي بدرخان و(أصدقاء الشيطان) لأحمد ياسين و(الحرافيش) و(شهد الملكة) لحسام الدين مصطفى.

وتحولت ملحمة الحرافيش إلى مسلسل تلفزيوني كتب له السيناريو والحوار محسن زايد الذي سبق أن قدم معالجة تلفزيوية لثلاثية محفوظ. وكان مسلسل (حديث الصباح والمساء) آخر تعامل زايد مع إبداع محفوظ.ويقول النحاس في ختام كتابه إن إضافة محفوظ إلى الرواية العربية لا تختلف كثيرا عما أحرز للسينما من احترام "كما حقق الانتشار لمعظم ما حمل اسمه من أفلام. لعل أهم ما حققه للسينما هو إسهامه الواضح في اكتساب هذه السينما هويتها." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى