خطاب رئاسي طموح .. فهل من مرحب؟

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
يبدو خطاب الأخ رئيس الجمهورية الذي ألقاه أمام قيادات السلطة المحلية لمحافظات عدن، لحج، أبين والضالع في عدن يوم الأحد 3/12/2006م، متقدما بمراحل كثيرة على جميع خطاباته السابقة التي استمعنا إليها في حملته الانتخابية الأخيرة، ويبدو أيضا أن هذا الخطاب بمعانيه (الواضحة) و(الطموحة) قد تجاوز جميع أطروحات الحزب الحاكم المتعددة بشأن الإصلاحات السياسية والإدارية التي يكثرون الحديث عنها في كل المناسبة، كما أنه يشكل علامة (فارقة) غير متوقعة جاءت لتضع النقاط على الحروف، فيما يخص قضية تعتبر بمثابة (العمود الفقري) لأية إصلاحات سياسية أو إدارية يمكن أن تسهم في خروج بلادنا إلى بر الأمان.. ألا وهي قضية الحكم المحلي الواسع الصلاحيات.

رئيس الجمهورية الذي كان قد استنكر بشدة على (بن شملان) حديثه في أبين عن الحكم المحلي الواسع الصلاحيات وخاصة حينما تطرق الأخير إلى ما أسماه يومها بـ (الشرطة المحلية) جاء يوم الأحد 3/12 ليتجاوز بمراحل كثيرة مضامين خطاب بن شملان الانتخابي، ويتحدث عن صلاحيات أوسع للمحافظات في العام 2010م على وجد التحديد، وهي صلاحيات من (السعة) ما يجعلها تنتزع جميع صلاحيات السلطة المركزية للدولة ولا تبقي لها سوى ما يتعلق فقط بالقضايا السيادية كمسألة (الأمن القومي) على سبيل المثال لا الحصر.. وحرفياً (نكرر ونعيد) ما قاله رئيس الدولة للتأكيد عليه من جهة، ولوضع الخطوط الكثيرة تحت عباراته المثيرة للاهتمام، وحتى يبدو واضحا لمن فاته هذا الخطاب (التاريخي).. أو لمن أدمن المعارضة من أجل المعارضة فقط من جهة أخرى، إذ يقول فخامة الأخ الرئيس وبالحرف الواحد:«لن تبقى من مهام السلطة المركزية في عام 2010م إن شاء الله إلا المسائل ذات القضايا السيادية والمهام السيادية ذات الطابع الخاص بالأمن القومي للوطن» .

وباستثناء بيان حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الذي تلقف معاني خطاب الرئيس ورحب به، فإن باقي أحزاب المعارضة وحتى مؤسسات المجتمع المدني وخاصة المنتديات والمعاهد السياسية قد مرت مرور الكرام على أهم العبارات التي جاءت فيه، وهي عبارات تعاملت مع (الوعد السياسي) بتواريخ زمنية محددة.. الأمر الذي أضفى على الوعد صبغة (المسؤولية التاريخية) و(الأمانة الوطنية) التي حتما ستكون محط تساؤل ومتابعة من قبل المهتمين بها، في المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما أخفق المعنيون بها -لا سمح الله- في إنجازها بحسب وعودهم التي قطعوها على الملا في الموعد الذي حددوه بأنفسهم.. وهو موعد زمني يمكن تفهم مدته بالنظر لحجم المنجز الوطني المطلوب تحقيقه وتحويله من مجرد حلم بعيد المنال إلى حقيقة ماثلة على الأرض في كل محافظة يمنية.

إن هذا الوعد (الرئاسي) الطموح ليمن المستقبل، يؤكد للجميع الكثير من الحقائق المهمة التي يأتي في مقدمتها حقيقة كبيرة هي بمثابة المعضلة الوطنية أو العقبة الكأداء التي تعيد عجلة التقدم إلى الخلف كلما دارات وتحركت إلى الأمام!! وهي تلك التي تقول إن بعض القوى المتنفذة في دولة الوحدة لمرحلة ما بعد 94م، وخاصة العسكرية منها تتأخر كثيراً عن رئيس الجمهورية فيما يراه ويطمح بل ويسعى إلى تحقيقه لليمن الموحد، وتبدو هذه (القوى) على كثرتها، تشتغل كعوامل هدم مستمرة لمداميك الوحدة الوطنية بتصرفاتها الرعناء .

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى