ورحلت أم الجميع

> إسكندر عبده قاسم:

> بدأت الصباح بشراء صحيفة «الأيام» كعادتي.. وبدأت أقرأ عناوينها.. وتوقفت قليلاً وأنا عند هذا الخبر المحزن.. «أرملة عميد «الأيام» في رحال الخالدين» وعرفت حينها أن أمنا جميعاً قد رحلت! وأن الموت علينا حق.

قد لا يعرفها جيداً الكثير من كتاب «الأيام» وجلساء منتدى «الأيام» مثلما عرفناها نحن أوائل كتاب صحيفة «الأيام» وتلاميذ مدرسة «الأيام» منذ صدورها.

تلك المرأة الفاضلة المجاهدة المؤمنة المحبة للخير دائماً وحتى وهي تعيش ظروفاً صعبة هي وزوجها الرجل الفاضل المجاهد والمناضل محمد علي باشراحيل، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

لقد عرفناها وهي تطلق يديها لفعل الخير وهي في شبابها تساعد الطلبة الفقراء أمثالنا نحن الأيتام آنذاك حيث كانت تدفع لنا رسوم المدرسة هي وزوجها رحمهما الله وحتى سراويل وقمصان المدرسة كانت ترسلهم لنا إلى مدرستنا الثانوية (Junior Secondray) جونير سكندري سكول ويسلمنا إياها الاستاذ الفاضل إبراهيم روبله، وهذه المدرسة تقع بجانب مبنى «الأيام» وقد تحول الى منزل الآن.

وبرغم حاجتها الماسة آنذاك لمن يساعدها ويساعد زوجها الفاضل بعد تركه لوظيفته في شركة البرق واللاسلكي ولكنهما رحمهما الله كانا يحبان دائماً فعل الخير وحتى آخر يوم في حياتهما فلقد عشنا معها تلك الظروف وأكلنا من صنيع يديها.

رحلت السيدة الفاضلة سعيدة محمد عمر عبده أحمد الشيبة بعد رحلة طويلة قضتها في خير هذا البلد وأبنائه وحتى آخر لحظة في حياتها فهي الأخت وهي الأم المجاهدة والمناضلة التي أنجبت خيرة الأبناء هشام وتمام، وها هي صحيفة «الأيام» صامدة صمود الأبطال تخليداً لها ولزوجها ولما قاما به من أعمال خالدة من أجل هذا البلد وكرامته وعزته.. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى