باختصار .. فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال

> عبدالله الأصنج:

>
عبدالله الأصنج
عبدالله الأصنج
هذا الواقع العربي الإسلامي المعيب يدمي القلوب وينذر بعواصف سياسية لا مفر منها. لقد خذلت بعض الحكومات شعوبها وتهاونت حكومات أخرى في حماية أبسط حقوقها المشروعة سيادية وسياسية واقتصادية وأمنية. وبات الوطن العربي والإسلامي في أكثر من مكان على امتداد المعمورة نهباً للسفهاء والفاسدين المنخرطين في طابور خامس يمسك بزمام الأمور وبمفاصل السلطة ويتحرك في الشأنين الداخلي والخارجي وفق ما يرسم له من دولة الوصاية. فالكرباج الأمريكي المسلط على أكثر من حكومة وحاكم لم يعد بخاف على كل من له سمع وبصر. وهكذا تراجعت مواقف قادة وزعماء في مواجهة مسئولية عدم التفريط بالحق العام والخاص، واستسلم كثيرون لتبعات تفشي فساد مقيم. لقد خيم الصمت من جانب آخر على النخب العربية والإسلامية فأذعنت لمسلسل تمتد حلقاته غير المباركة لعزل حاكم ومحكوم عما يوجبه الله وتنص عليه دساتير السماء والأرض، وأصبحت إرادة الأمة وقرارها المصيري حبيسة شكوك وأوهام ومخاوف من عدو خارجي يتربص بها الدوائر وتؤججها فتنة داخلية من صنع غلاة تطرف ديني وعملاء التحالف للتطرف الصهيوني الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي.

وحلت بالمسلم السُّني والمسلم الشيعي وبالمسيحي الماروني والأرثوذكسي وحتى القبطي المصري لعنة السياسة الضالة.

والمحزن القول إن عقلاء الأمة وحكماءها قد أخفقوا في وضع حل لأزمات خطيرة تنامت وتفاعلت وما تزال تستعر في فلسطين والعراق ولبنان وفي الجزائر والصومال والسودان، وسمع العالم كلاماً بلا معنى ولا مضمون يجري على لسان كبير عربي في المشرق والمغرب يحذر من فتنة بين أهل السنة وأهل الشيعة، وكبير آخر ومن ورائه ثلة من الكبار يعلنون تضامنهم وحمايتهم للسنيورة من معارضيه وهم يلتقون في الدفاع عن السنيورة وجنبلاط وجعجع مع بوش وأولمرت وشيراك بعذر التصدي لهراء هلال شيعي قادم.

وباختصار شديد يرى عقلاء العرب والمسلمين بأن أسلمة السياسة شر يهدد الحكومات والمحكومين ويلقي بهما في شراك أعداء الأمة. وما يجري في الجزائر والصومال وفي فلسطين والعراق ولبنان والسودان يندرج تحت تدبير تدميري محكم رسمته جهات خارجية متربصة بالجميع.

وإذا كانت صيحات مباغتة انطلقت منذ عدة أشهر من واشنطن فالأردن ومصر تحذر من محاولات إقامة هلال شيعي وتجعل من إيران الإسلامية وليس إسرائيل مصدر خطر على شعوب المنطقة مجازاً وحكوماتها بالتحديد، فإن التدخل في الشأن الداخلي اللبناني من جانب إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وحصار حكومة حماس المنتخبة وإطلاق يد أثيوبيا في الصومال والصمت أمام التدخل السافر للأمم المتحدة في السودان بعذر الغيرة الأممية على كارثة إنسانية بدأت في جنوبه وامتدت إلى دارفور.. والسكوت على كوارث إنسانية أبشع وأشمل ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.. كل هذه وغيرها تعكس مدى العجز والفشل وربما التواطؤ الذي وقع فيه النظام العربي في مجمله.

صحيح أن سوريا ارتكبت أخطاء جسيمة في لبنان وفي المدن السورية ولكن لم يعد للنظام السوري حضور يذكر في لبنان فلماذا التركيز على عزلها وملاحقتها والتمادي في تضييق الخناق عليها وعزلها عربياً ودولياً؟!

وصحيح أن أهل السنة في العراق ضحايا استهداف التطرف الشيعي بزعامة الصدر والحكيم.. ولا غفر الله للانقلابات العسكرية العراقية التي أرست أركان السلطة والجاه في يد تنابلة السنة وأقصت أهل الشيعة والأكراد. وجاء دور سلطة أكراد وشيعة اليوم للتنكيل بالسنة.

وصحيح أن في لبنان وفاقاً وتوافقاً بين عقلاء وحكماء وزعماء شيعة وسنة وموارنة ودروز.. وأن تدخل حكومات عربية عاجزة لا تملك استراتيجية سياسية في تناول الشأن اللبناني الداخلي لن يزيد الأطراف اللبنانية المعنية إلا خبالاً.

والحاجة ملحة مع اليقظة والجدية والصدق والفهم لشروط اللعبة السياسية الخطيرة المحيطة بالوطن العربي بالدرجة الأولى دفاعا عن حق البقاء للأمة في فلسطين والعراق ولبنان والصومال والسودان والجزائر بدلاً عن التخبط في أجواء تراشق الأطراف اللبنانية باتهامات الموالاة لإيران وسوريا أو لواشنطن وباريس وتل أبيب.

والعود أحمد لموقف عربي يتأسس على المصداقية في القول والعمل.. والعهد قريب بقرار عربي دعا لرفع الحصار عن حكومة حماس ولم ينفذ.. وفي الدعاء لنجدة عصا عمرو موسى وإحياء اتفاقية الطائف وإطفاء حرائق أهل السنة والشيعة ولملمة الموقف العربي في إطار ميثاق التضامن والدفاع المشترك وفي فمي ماء.. وهل ينطق من في فيه ماء.

وزير خارجية اليمن الأسبق

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى