استراحة «الأيام الرياضي» .. بين الكلام والعمل

> «الأيام الرياضي» محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
طوال أيام وجزء من ليالي النصف الأول من الشهر الحالي ديسمبر 2006م استمتع الكثيرون بمتابعة الألعاب الآسيوية (أسياد الدوحة 2006م) التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بمستوى رائع من التنظيم والتجهيزات تدعو للفخر.

رأينا خلال تلك الأيام إنجازات رياضية رائعة لكثير من لاعبي دول آسيا في مختلف الألعاب، ورأينا دموع الفرح تنهمر من أعين الأبطال والبطلات وهم يسمعون النشيد الوطني لبلدانهم حين يقلدون ميدالياتهم الذهبية.

كانت الصين ذات المليار وربع المليار نسمة، صاحبة النصيب الأكبر في عدد الميداليات، وكانت الدولة الثانية مملكة البحرين ذات الستمائة ألف نسمة تقريباً ولم نشاهد حضوراً يذكر لبلد الحكمة والإيمان ذات العشرين مليون (مخزناتي)، فيهم عدد ليس قليلا من العاطلين عن العمل والمقعدين والفائضين و و و.. وعدد لا يستهان به ممن يحملون المباخر صباح مساء ويهرونا بانجازات مثل زبد البحر تعداداً وواقعاً ،كثيرة ولا نرى لها أثراً على الأرض.

ما شاهدناه في الدوحة 2006م أعاد إلى الأذهان أموراً كثيرة كل منها حجة على أجهزتنا العتيدة، فالبطولات الرياضية ليست مرتبطة بعدد السكان للدول المشاركة ولا بمساحتها ولا بطول جلوس مسئوليها على كراسي السلطة، ولا حتى بثرواتها، فالبحرين أقل بنسبة (1 إلى 2000) نعم واحد إلى ألفين بالنسبة لسكان الهند مثلاً وهي من أقل بلدان آسيا مساحة ولم يمض على ملكها وحكومته سوى بضعة سنوات في الحكم وهناك دول أكثر منها ثروة ومع ذلك تسيدت عرب آسيا في حصتها من الميداليات وحلت ثانية على مستوى قارة آسيا.

قطر هي الأخرى صغيرة مساحة وسكاناً ولا لزوم لتكرار باقي المؤشرات حتى لا نمرر طعم القات على فطاحل الاستراتيجيات في بلادنا، لكن ذلك يعني إغفال الإشارة إلى جودة التنظيم القطري للبطولة ومستوى المشاركة القطرية وحتى حصتها من الميداليات.

الإنجازات الرياضية ليست ضربة حظ لكنها نتاج لأداء منتظم ومستمر ولمنشآت رياضية حقيقية لكل الألعاب بما فيها ألعاب الظل، وتوفير الإمكانات المادية والبشرية اللازمة لتوسيع قاعدة ممارسي الرياضة وصناعة الأبطال وتسليط الأضواء عليها بنفس قدر تسليط الأضواء على الورش والندوات العصماء التي لا تبقي نقوداً ولا تحدث تراكماً.

لا تتهمونا بلبس النظارات السوداء فما شاهدناه في أسياد الدوحة 2006م شاهده أيضا غير اليمنيين، ثم إن الأعمال لا تقاس بالتهليل والتطبيل الإعلامي ولكنها تقاس بنتائجها ومستوى مشاركتنا كانت أقل من بائسة وهي امتداد ونتاج طبيعي لعمل أقل من المستوى بمراحل كثيرة ليس في مجال الرياضة فحسب ولكن في غير مجال.

ما نحتاجه هو قليل من الكلام وقليل من التصوير المتلفز وقليل من الاستراتيجيات الورقية وكثير من الشعور بالمسؤولية تجاه وطن وأجيال لم تدخل الألفية الثالثة بعد وقد لا تدخلها في عهدنا أو قد تدخلها وهي في حالة أقرب إلى حالة (الأطرش في الزفة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى