النبأ المفجع والوداع المهيب

> المحامي يحيى غالب أحمد:

> سبق أن كتبت على صدر صحيفة «الأيام» الغراء في إحدى كتاباتي أن هناك تعاقداً نفسياً مبرماً بيننا وبين «الأيام»»، هذا التعاقد خلقته ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، مررنا بها ، خصوصاً بعد حرب صيف 1994م المؤلمة وكانت «الأيام» متنفساً ، وصوت الحق الوحيد لابناء الضالع وزبيد والشعيب وجحاف وغيرها من المناطق التي عانت ظروفاً صعبة واحداثاً مؤسفة كانت «الأيام» الصحيفة شاهدا على عصر يدمي قلوبنا وكانت «الأيام» حاضرة فينا وكان الوفاء ومازال متبادلاً ، وسيستمر إن شاء الله.

كان خبر وفاة المجاهدة سعيدة محمد عمر (جرجرة) مفجعاً بأمانة بالنسبة لي ،رغم ان الموت حق ولا معقب على حكم الخالق -عز وجل- ولكن انتابني شعور بالاسى والحسرة ، لكوني لا اريد ان ارى دار باشراحيل حزينة سارعت في نفس لحظة البناء الى اخواني هشام وتمام باشراحيل وكنت اعلم انني فرد واحد بين المئات والآلاف البشرية فقط ولكن لأرضى ضميري واخفف الحزن عني وعنهم وفي طريقي الى دار «الأيام» كانت تبدو المدينة مظلمة واشد ظلاماً من سواد الليل الحالك المعهود ، سعيدة المجاهدة التي انجبت هشاماً وتماماً ، تستحق الوفاء والاجلال ، انجبت عظماء عصرهم يحملون رسالة والدهم الفاضل محمد علي باشراحيل رسالة شرف المهنة ونبل التوجه.

وفي اليوم الثاني المقرر لمراسيم الدفن كان موكب تشييع جثمان المجاهدة سعيدة موكباً متوقعاً أن يكون بذلك الحشد النوعي الذي اكتظ به شارع العيدروس والشوارع المجاورة وكان وداعاً مهيباً وحضوراً صادقاً ، وحضور الوفاء للقيم والمبادئ والاخلاق الانسانية وحضوراً بحجم المأساة.

وكنت عصر ذلك اليوم كأنني على موعد مع تكرار مآس شاهدتها وحضرتها في مقبرة القطيع ومواكب حزينة لنساء فاضلات لهن شرف صنع تاريخ عظمائهن الفاضلة المرحومة ارملة الشهيد علي أحمد ناصر عنتر والثانية الفاضلة المرحومة أرملة الفقيد سعيد صالح سالم الثالثة الفاضلة المرحومة أرملة الفقيد محمد علي باشراحيل ،طيب الله ثراهم واسكنهم فسيح جناته هؤلاء الطاهرات المجاهدات جمعتهن القيم النبيلة والاهداف السامية والتربة الطاهرة.

القيت نظرة للموكب الجنائزي للمرحومة سعيدة وشاهدت الارض تموج بالرجال من مختلف مشاربهم وانتمائهم السياسي وكنت بصحبة د. عبدالناصر أحمد علي الوالي ،الذي قال هامساً لي: «هذا هو رصيد هشام وتمام وتراثهما وكنزهما الثمين».

وكان الحزن عميقاً، والحسرة بادية على الوجوه من أسرة «الأيام» هؤلاء من قرأت بوجوهم وعيونهم الحزن العميق كونهم يتنفسون برئة واحدة ويضبطون حياتهم على ايقاع «الأيام» في افراحها واحزانها ، مشهد لمتهمين وهيئة دفاعهم يتقاسمون الحسرة والأسى لم استطع مشاهدة اجهاش هشام وتمام بالدموع لحظة الوداع الاخير ومن سوء حظي قررت النظر الى السماء ولكنها كانت كئيبة ايضاً وكانت السحب السوداء تحجب الشمس عن الظهور وغابت الشمس عصراً في السماء وغابت سعيدة في الارض واننا لرحيلها مكلومون وانا لله وانا اليه راجعون صبراً هشام وتمام وآل باشراحيل واسرة «الأيام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى