مشاهدات وملاحظات ومشكلات من دون حلول

> محمد عبدالله باشراحيل:

>
محمد عبدالله باشراحيل
محمد عبدالله باشراحيل
في الأسبوع الماضي وخلال زيارتي لصنعاء شاهدت ولاحظت فيها أموراً وجدت نفسي مضطراً إلى الكتابة عنها على الأقل من باب التذكير يقول تعالى في محكم كتابه: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} صدق الله العظيم، ومن تلك المشاهدات ما يأتي:

1- العاصمة صنعاء:

تجولت في معظم مناطقها مستخدماً في تنقلي باص الأجرة الصغير، الذي وجدت فيه متعة التجول الحر والالتقاء بالناس البسطاء عن قرب وتلمس همومهم والاستماع إلى تعليقاتهم الساخرة التي ينطبق عليها المثل القائل:«شر البلية ما يضحك» واستنتجت من تلك التجولات واللقاءات أن الطبقة الوسطى في المجتمع -مدرسين وموظفي الدولة مثلا - قد ذابت واندرجت ضمن طبقة الفقراء الآخذة في الاتساع، وأن مشاكل الناس كثيرة ولكن أبرزها في الوقت الراهن ارتفاع الأسعار المذهل، الذي زاد بوجه عام حالياً بنسبة تفوق 20% مقارنة ببداية هذا العام، بمعنى أن من كان مرتبه أو معاشه في شهر يناير الماضي 20 ألف ريال فسوف ينخفض مرتبه فعلياً إلى حوالى 16.600 ريال كقوة شرائية في نهاية ديسمبر الحالي، وإذا ما أردنا أن نحافظ على نفس مستوى معيشته أو فقره حالياً، فعلينا رفع مرتبه أو معاشه إلى 24000 ريال على الأقل ليواجه الزيادة في الأسعار الراهنة، إذا كان هذا وضع من يستلم مرتباً فكيف حال العاطل عن العمل؟ في الحقيقة هذه مشكلات ظلت دون حلول .

2- أبناء سقطرة خيرهم لغيرهم:

مع وجودي في وزارة الخدمة المدنية والتأمينات بصنعاء التقيت الشاعر الأخ علي خميس مرجان من أبناء سقطرة، الذي يطلب من يغيثه، وحسبما شرح لي وضعه، فله أكثر من عشر سنوات وهو يتابع أمر توظيفه أو عودته إلى عمله، ومعه زميلاه حمود عمر، وحديد سعيد، وزميلتهما مهرية هلال في فرع المؤسسة الوطنية لتسويق الأسماك بسقطرة، وجميعهم كتبة بدرجة م1 ، وأخيراً وبناء على توجيهات فخامة رئيس الجمهورية حصلوا على رسالة من سكرتير اللجنة العليا للعائدين بتاريخ 12/9/2006م موجهة لوزارة الخدمة المدنية لفتح مرتباتهم وترتيب أوضاعهم ومازال شاعرنا يتابع الجهات المعنية دون جدوى، وقد أرهقته المتابعات بين سقطرة والمكلا وصنعاء مالياً وجسدياً ومعنوياً وكان يتحدث معي والألم يعصر فؤاده ، قائلاً: «خيرات الأرض يفترض أن تعطى أولاً لأبنائها، فكيف لم يصلني شيء من خيرات أرضي؟ والجدير بالإشارة أن أهالي سقطرة يشكون من نهب المسئولين الوافدين لأراضيهم، وعند عودتي إلى عدن تلقيت مذكرة بالفاكس من الشاعر عنوانها:(مأساة في أرض المآسي) لشاكي من سقطرة وفيها شرح لقضيته المأساوية ضمنها أبياتاً شعرية تعكس الظلم الذي لحق به وبزملائه.. سؤالنا إلى متى ستظل مثل هذه المشكلات اليسيرة دون حلول.. سؤال موجه إلى السلطة المحلية بسقطرة، ومحافظ حضرموت ووزير الخدمة المدنية.

3- مطار صنعاء:

لاحظت أنه جرت عليه تحسينات جميلة تمثلت بدرجة أساسية في غياب تعدد الجهات الأمنية وفي نظافته وتجديد أرضيته ولمعانها وهو مظهر حضاري يستحق منا الثناء والتقدير ولكن بعض موظفي الأمن القومي بالمطار الذين يرتدون زياً موحداً أنيقاً مع الكرفتات (ربطة العنق) مازال أسلوب تخاطبهم مع المسافرين فيه شيء من العنجهية والتعالي وإشعار الآخرين بأنه القوي وأنه العسكري وأنه الحاكم بالمطار.. أمور ومشاكل كهذه تحتاج إلى حلول عبر التأهيل والتدريب، للتعامل مع المسافرين بتواضع ورسم الابتسامة على الشفاه أمامهم.

والخلاصة أن مشاكل البلاد كثيرة وحلها بيد حكمائها وعلمائها وأخيارها لا بيد جهلتها وأشرارها. مشاكل البلاد لا تحل بطريقة قصة الثور الذي حَنِبَ رأسُه داخل زير الماء، وعندما جيء بالمسئول أو الشيخ لحل المشكلة أمر بقطع رأس الثور ، فقيل له يا شيخ بقي الرأس داخل الزير، فأمر بكسر الزير لإخراج الرأس، ثم جلس يبكي وعندما سأله أهل القرية لم البكاء؟ أجاب إنني أبكي من خوفي عليكم وأستغرب من سيحل مشاكلكم بعدي عندما أموت؟

نحن صراحة لا نريد مسؤولين يهدرون كل شيء (الثور والزير) نريد من يحافظ على الثروة، ويحسن استخدامها، ويوفر العيش الهنيء للناس، نريد مسؤولين عقلاء حكماء لديهم القدرة على حل مشاكل البلاد، لا نريد جهلة وكفانا جهلاً ونهباً وهدماً وتكسيراً.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى