وتلك الأيــام .. أتمنى ذلك

> سلوى صنعاني:

>
سلوى صنعاني
سلوى صنعاني
ذات يوم استطلعت خبراً أثار أو بعث في نفسي حلماً كان يتقد بيد أن السنين ما فتئت نعمل على إبهاته حتى خفت,ذلك الخبر تفصلني عنه مسافة زمنية تتجاوز الخمسة أشهر أي في مايو 2006م حين استطلعته على صدر صحيفة «الثورة» في عددها (15166) مفاده أن هناك توجهات من قبل ليبيا الشقيقة للاستثمار في محافظة لحج من خلال لقاء محافظها الأخ عبدالوهاب يحيى الدرة مع الأخ عبدالله موسى الفقهي القنصل الليبي بعدن بحثا فيه معاً مدى فرص الاستثمار في محافظة لحج في مجالات السياحة والزراعة والثروة السمكية وكذا صناعة الاسمنت والحديد والصلب، والتوجه الليبي صوبها للاستثمار فيها.

خبر أشاع في داخلي الفرحة رغم علمي اليقين أن فرص النجاح لأي استثمار في لحج قليلة ومحدودة. لأنني أنتمي إليها وأعرف ظروفها برمتها.

ويعلم معي المطلعون أن أي استثمارات لابد من إيجاد البنى التحتية لها لضمان نجاحها. ولحج التي كانت وقبل خمسة عقود من الزمن جنة الفردوس ببساتينها وروضها وفلها وكاذيها حاضرة خضراء. لحج التي غزت ونافست ببسالة ونجحت في الأسواق العالمية وذاع صيت صادراتها من القطن طويل التيلة.. ولحج السباقة في الجزيرة العربية في تكوينها الحضاري بأرقى نظم الري الزراعي والسباقة في وضع أول دستور في المنطقة والسباقة إلى الرياضة والمسرح والثقافة والفن، قد أصبحت في مؤخرة المناطق بعد أن كانت في مقدمة البلدان.

هذه المنطقة التي كانت زاخرة بمياه تبن وبنا، أصبحت تفتقر إلى قطرة الماء، بعد ظهور مصانع المياه المصفاة ويظل سكانها ينتظرون قدومه عبر أنابيب الإدارة الموقرة للمياه لأكثر من يومين.. مع سلخ جلودهم بسوط الفواتير الباهظة وإلى جانبه الانقطاعات اليومية للكهرباء صيفاً وشتاءً، ولساعات طويلة تعيش في غمرة الظلام.. ومعاناة شبابها الخريجين الذين شابوا ولم يحصلوا على وظائف تساعدهم على مواجهة موجات الغلاء المستعر.. وأهلها يعيشون في فقر مدقع ووو..الخ.

وضع يصعب على كل ذي ضمير.. بينما تتوالى انتخابات المجالس المحلية ويتوالى تعيين المحافظين واحد تلو آخر.. ولها ممثلوها في قبة البرلمان، ومع ذلك يتدهور وضعها من سيء إلى أسوأ.

وأرجو المعذرة وأرجو أن لا يتهمني البعض بأنني أحمل نظرة سوداوية لهذا الوضع.. بل هي الحقيقة وأجزم برب السموات والأرض إنها الحقيقة.

من هنا جاءت فرحتي بأن هناك توجهات بإقامة مشاريع استثمارية لعل وعسى أن تساعد أهلها على النهوض من سلة الفقر التي جمعوا فيها جميعاً باستثناء النخبة، وأعود وأكرر بأن من الاستحالة بمكان أن ينجح أي مشروع استثماري دون بنى تحتية قوية يستقيم أو يستند إليها الاستثمار. فهل يعي ذلك المتنفذون في قمم السلطة ومفاصلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى