اساتذة وطلاب جامعات بغداد امام خيارين: تحدي العنف او التوقف عن الدراسة

> بغداد «الأيام» سلام فرج :

> ترغم الاوضاع الامنية المتدهورة اساتذة وطلاب جامعات بغداد على الاختيار بين امرين، اما تحدي العنف او التوقف عن الدراسة، في حين تشهد جامعات المحافظات وخصوصا الجنوبية منها اجواء افضل نظرا للاستقرار النسبي للامن هناك.

وقال استاذ مادة علم النفس في جامعة بغداد في منطقة الجادرية (جنوب) رفض الكشف عن اسمه ان "اساتذة الجامعات يعيشون خطرا متواصلا جراء التهديد بالاغتيال والخطف اكثر من باقي الناس بسبب المطاردة المستمرة للكوادر العلمية".

واكد الاستاذ الذي يسكن حي الجهاد (غرب) حيث اعمال العنف شبه يومية "تلقيت تهديدا بالقتل اذا واصلت التدريس، ما اجبرني على ترك منزلي والانتقال مع عائلتي الى مكان اخر (...) واعتزلت التدريس بانتظار تحسن الاوضاع الامنية".

يشار الى ان اعداد طلاب العاصمة تقدر بعشرات الالاف يتوزعون على ثلاث جامعات ابرزها بغداد والمستنصرية بالاضافة الى جامعة النهرين.

ولم يكن ممكنا الحصول على ارقام واضحة حول نسب الحضور والمشاركة في المحاضرات بسبب امتناع معظم المصادر عن الافصاح عنها فضلا عن التباين في النسب.

من جهتها، اعربت مروة محمد (21 عاما)، طالبة القانون في جامعة المستنصرية (شرق) والتي ارغمها اهلها على ترك الدراسة بسبب الظروف الامنية عن املها في "تحقيق طموحها لتصبح محامية متميزة وناجحة".

وقالت مروة التي تسكن العطيفية (شمال) ان "الامر قاس جدا. كنت افضل استمرار الدراسة مهما كانت الاخطار".

بدورها، قالت نور عبد الله (20 عاما) الطالبة في كلية الاداب في الجامعة المستنصرية والتي تسكن حي المنصور (غرب) "تخليت عن الجامعة العام الحالي بسبب الانفجارات وحوادث العنف"واضافت "قد اترك الدراسة نهائيا اذا استمرت الاوضاع على هذا النحو".

وافادت مصادر وزارة التعليم العالي لوكالة فرانس برس ان "الوزارة تتخذ اجراءات مستمرة لتحسين الاوضاع الامنية في الجامعات من خلال زيادة اعداد رجال الامن لحمايتها".

واشارت الى "تقديم مشروع الى رئاسة الوزراء يشمل نقاطا متعددة تهدف الى تحسين الاوضاع الامنية والمعيشية لاستاذتها".

وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر خطف عدد عشرات الموظفين والمراجعين في وزارة التعليم العالي اثناء هجوم لمسلحين يرتدون بزات مغاوير الشرطة.

وفي جامعة الموصل (370 كلم شمال بغداد) حيث اغتيل اثنان من الاساتذة واصيب ثالث بجروح خطرة في هجمات مسلحة، يواظب قرابة العشرين الف طالب على الحضور بشكل شبه يومي.

وقال محمد عبد الكريم (56 عاما) استاذ كلية الاقتصاد ان "المخاطر وحوادث الانفجارات تقف عائقا كبيرا يمنع حضور الطلاب والاساتذة الى كلياتهم"واوضح ان "الغياب ناجم عن غلق الطرق او محاصرة الاحياء السكنية لدواع امنية".

وتضم الجامعة 22 كلية علمية وادبية يدرس فيها طلاب من محافظة نينوى، كبرى مدنها الموصل، بالاضافة الى اخرين من محافظات البلاد واقليم كردستان.

من جانبه، قال حازم موفق (23 عاما) طالب كلية العلوم ان "اكثر ما يعيق حضورنا الى الجامعة هو الانفجارات واعمال العنف ويحدث احيانا ان تغلق الطرق والجسور لساعات طويلة بسبب ذلك".

وفي جامعة بابل، وكبرى مدنها الحلة (100 كلم جنوب بغداد)، يدرس اكثر من 11 الف طالب وطالبة موزعين على 13 كلية.

وقال نصير جواد (50 عاما) استاذ كلية الطب ان "عدم استقرار الاوضاع الامنية يسبب معاناة كبيرة للاساتذة والطلاب على حد سواء".

واكد ان "طالب العلم لايمكن ان يستوعب ما يدرسه في وقت لايشعر فيه بالامان".

وقالت هند العزاوي (21 عاما) التي تدرس اللغة الانكليزية "خوفنا من اعمال الارهاب والانفجارات تجعلنا نتردد كل يوم قبل توجهنا الى الجامعة".

وفي جامعة البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، حيث يدرس قرابة العشرة الاف طالب، فان الوضع مختلف نظرا لاستقرار نسبي في المدينة مقارنة بغيرها من المدن العراقية.

وقال حسن علي جميل (21 عاما) الطالب في كلية الادارة ان "الجامعة محاطة برجال الامن وهم يعلمون لتفادي اي مخاطر (..) لذا لا اجد مبررا بالحضور والدراسة باستمرار". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى