أقلام ومواقف

> محمد عبدالله الموس:

>
محمد عبدالله الموس
محمد عبدالله الموس
حين قرأت ما كتبه بعض الزملاء عن تفاصيل نجهلها مما عاناه عميد ومؤسس «الأيام» محمد علي باشراحيل وقرينته الفاضلة سعيدة محمد عمر جرجرة -رحمهما الله- تأكدت لنا حقيقة، قديمة جديدة، وهي أن الأعمال العظيمة لا تصنعها الثروة -المشكوك في كثير من مصادرها في زمننا هذا- ولا التكتلات العصبية والمصلحية التي في غير زمان تدافع عن مصالحها حتى لو خربت مصالح الأوطان، ولا حتى كراسي الحكم التي يقفز إليها عشاق المغامرة في الغالب وخصوصاً في بلدان العالم الثالث التي يتم تداول السلطة فيها بانقلابات، الأعمال العظيمة التي تبقى في الناس وتكبر كل يوم يجترحها رجال ونساء قلما يجود الزمان بمثلهم.

صحيح أن الأستاذين هشام وتمام باشراحيل انطلقا بـ«الأيام» عالياً منذ كانت الفارس الوحيد في ميدان الصحافة الأهلية وأصبحت اليوم من أكبر وأشهر الصحف في بلادنا وأكثرها انتشاراً، بل إنها صارت ملكاً وقلباً نابضاً للجميع وليس لناشريها، لكن الفضل في هذا الصوت المجلجل يرجع لذاك الذي أسسها وتلك التي وقفت إلى جانبه وبذرت روح أمانة حمل الرسالة التي بذراها في نجليهما هشام وتمام.

حين تتجاهل الصحف والأقلام معاناة الناس وهموم أبناء الوطن وأخطاء حاملي المسؤولية ، فإنها تصبح مجرد مسخ لا طعم له ولا لون ولا رائحة، بجملة أخرى، تفقد رسالتها، وأولئك المعتقون الذين يرون الأخطاء ترتكب أمام أعينهم صباح مساء ويغضون الطرف عنها بالهروب إلى الكتابة عن أخطاء ماض كانوا جزءاً من صناعها، يشك أحدنا في ما إذا كان لهم موقف ايجابي ذات يوم، وأنهم أقرب إلى (كتاب الزفة) تقرع طبولهم لكل الأزمنة، كما نستطيع تمييز طعم الشهد بوجود العلقم فإننا نميز غث الماضي من سمينه من خلال مدرسة «الأيام».

ليتك تعلم يا فقيدنا الكبير محمد علي باشراحيل مقدار الإرث العظيم الذي أرسيتم صرحه ووصل إلينا يحمل همومنا وأحلامنا فجر كل يوم جديد، وليتك تعلم كم استطاع نجلاك هشام وتمام أن يكونا أكبر من مجرد ناشرين، لقد جعلا «الأيام» منبراً يجمع كثيراً من حملة الأقلام التي لا تخشى في الحق لومة لائم ،ومن كل الأرض اليمنية ومن خارجها تنتقد الأخطاء والعيوب وتبصر بها جهات القرار وتدافع عن الحق أياً كان صاحبه وتفتح قلبها وصفحاتها لكل رأي يحمل هدفاً سامياً، إن دار «الأيام» التي أرسيتم صرحها أصبحت اليوم مثل خلية النحل حين تدخلها لا تسمع فيها ضجيجاً لكنها في صباح اليوم التالي تهديك الشهد.

استقبل قرينتك الحاجة سعيدة محمد الشيبة وناما قريري الأعين (في جنة الخلد بإذن الله) فقد أديتما رسالتكما العظيمة على أكمل وجه. إن الوطن بحاجة إلى كثير من آباء وأمهات مثلكما، وزمن متحرر كالزمان الذي أنجبكما، لكنها سنة الحياة فالأبطال والعظماء لا يولدون إلا نادراً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى