في رحاب الله

> صلاح أبو لحيم:

> فاجأنا المصاب الجلل الذي هز مدينة عدن الخالدة مساء الإثنين الماضي، المصاب الذي أخذ من بين ظهرانينا روح النسمة البسمة العدنية الخالدة الحاجة سعيدة محمد عمر الشيبة لتسمو إلى جوار ربها، لقد ودعت عدن واليمن عموماً سيدة جليلة ارتبطت تاريخاً وجسداً بالكفاح المسلح وكانت نبض الشارع العدني حينها إلى جانب زوجها المغفور له بإذن الله محمد علي باشراحيل، الذي كان احد منارات التعليم وواحداً من دعاة الحرية والمساواة للشعب اليمني والشعوب العربية إبان فترة قيام الثورات العربية حينها. لقد وضعت المغفور لها بإذن الله نصب ناظريها وزميلاتها في مرحلة التحرر من نير الاستعمار هدف تحقيق التقدم وقد تجلى ذلك في دورها النضالي المستميت الحر الذي لم ينطفئ وهجه إلا مساء الإثنين الماضي عندما انطفأت شمعة عدنية وأغلقت صفحة من صفحات عدن التاريخية عاصرت كل المحطات السياسية والثقافية وكانت شعلة متوهجة بالخير والمحبة والعطاء.

لقد كان رحيل الجدة الفاضلة سعيدة السعيدة بالجنة إن شاء الله مؤلماً كالطعنة ومريراً كالعلقم لمَ لا وهي التي تقاطر كل أهالي عدن والمحافظات المجاورة لتشييع جثمانها إلى مثواها الأخير حيث كانت ترجو أن تدفن بمدينة عدن التي اقتسمت فيها ورفيق دربها وأولادها كسرة الخبز وتحملت معهم مشاق الغربة في الوطن فكانت النموذج الطيب.. ودمعت عيون أبناء عدن عند سماع خبر الرحيل وهبوا في الصباح إلى إلقاء نظرة الوداع الأخيرة لها.

فطوبى لك ودعاؤنا لك بالجنة، وعزاؤنا لأنفسنا في الخطب الجلل كبير وعظيم بخير يدك الطولى ووجهك المشرق الوضاء والذي خبا في لحظة غادرة من الزمن.

نسأل الله لك الجنة وأن يتغمدك بالرحمة والرضوان وأن يلهم آل باشراحيل وآل جرجرة الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى