محكمة ليبية تصدر حكمها في قضية الممرضات غداً

> طرابلس «الأيام» صلاح سرار :

>
صورة من الارشيف للممرضات البلغاريات الخمس وطبيب الفلسطيني
صورة من الارشيف للممرضات البلغاريات الخمس وطبيب الفلسطيني
قد تواجه خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني الاعدام رميا بالرصاص اذا ادانتهم محكمة ليبية يوم غداً الثلاثاء بتهم حقن مئات الاطفال الليبيين عمدا بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض الايدز.

وفي ختام إعادة محاكمة ينظر اليها الغرب على انها اختبار للعدالة في ليبيا ستصدر المحكمة قرارا من المرجح ان تكون له اصداء على اية حال بشأن التقارب التدريجي لليبيا مع الغرب.

والستة متهمون بحقن 426 طفلا ليبيا عمدا بالفيروس المسبب للايدز في مستشفى في بنغازي اواخر التسعينات. وطالب الادعاء بتطبيق عقوبة الاعدام.

وقال رمضان فيتوري امين رابطة عائلات الاطفال المصابين بالفيروس لرويترز ان عائلات الضحايا تثق تماما في ان المجموعة المتهمة مجرمة وسيتم ادانتها.

وقال محامي الدفاع عثمان بيزنطي لرويترز ان احدا لا يمكنه التكهن بالحكم. واضاف ان اي حكم عادل سيمثل الواقع والحقيقة القانونية التي قدمها الدفاع للمحكمة في مرافعته.

وأدينت الممرضات والطبيب الفلسطيني في محاكمة اجريت عام 2004 وحكم عليهم بالاعدام رميا بالرصاص. لكن المحكمة العليا ألغت الحكم العام الماضي وأمرت بإعادة المحاكمة أمام محكمة أقل درجة.

واحتشدت منظمات طبية ولحقوق الانسان في جميع انحاء العالم للدفاع عن الممرضات والطبيب لمنع ما يصفونه بإجهاض العدالة.

لكن يجتاح بنغازي حيث لقي أكثر من 50 من الاطفال الذين اصيبوا بالفيروس حتفهم غضب عارم تجاه الممرضات والجهود الدولية التي تبذل لاطلاق سراحهن.

وتريد وسائل الاعلام المملوكة للدولة حكما بالادانة على المتهمين الستة المحتجزين منذ عام 1999.

وتساءلت صحيفة الجماهيرية عما كان سيحدث لو كان اطفال بلغار حقنوا بالفيروس وما إذا كان ملايين البلغار سيلتزمون آنذاك الصمت ازاء الجريمة. واضافت ان الليبيين يقولون للجميع ان دم اطفالهم ثمين,وقالت صحيفة الشمس انه من الصعب فهم موقف المتضامنين مع المتهمين.

واضافت "ما مصلحة الذين يشككون في عدالة قضية الاطفال الليبيين المحقونين بفيروس المناعة المكتسبة.. هل فائض الكراهية يجعل هؤلاء المشككين ينزعون عن أطفالنا صفة الانسانية وهل هناك قدر من الكراهية والحقد يصنع حالة العمى هذه ومحاولة قلب الحقائق لتربت على ظهر الجاني وتغفل النظر عن الضحية."

وتساءلت من الذي يستحق قدرا كبيرا من التضامن هل هم الاطفال الذين يموتون دون ارتكاب جريمة ام الذين يرتدون معاطف بيضاء ويوزعون الموت ويمحون الابتسامة من على شفاه مئات العائلات.

وذكرت وكالة الجماهيرية للانباء ان ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الامريكية الذي ساعد في التفاوض لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وليبيا وصل الى طرابلس يوم الجمعة الماضية وناقش القضايا التي تعرقل تحسين العلاقات مع المسؤولين الليبيين.

ولم تذكر الوكالة اي تفاصيل,وكان ولش قال في وقت سابق انه يتعين التوصل الى طريقة لعودة الممرضات الى بلادهن.

وأعاقت القضية عملية تقارب طرابلس مع الغرب والتي تحسنت عندما تخلت ليبيا عن سعيها للحصول على اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية في عام 2003 .

لكن محللين يقولون ان اطلاق سراح المتهمين سيحول التركيز على الاهمال المزعوم وعدم توافر الظروف الصحية الملائمة في المستشفيات الليبية هي الامور التي يقول علماء غربيون انها الجاني الحقيقي في القضية.

وقال بيزنطي انه في عام 1997 وهو العام الذي سبق وصول الممرضات الى ليبيا تم اكتشاف نحو 207 حالات للاصابة بفيروس (اتش.آي.في) في بنغازي والذي لم تسفر عنه اي اجراءات قانونية,وشكك في السبب وراء عدم متابعة السلطات للامر.

وفي يونيو حزيران عام 2005 برأت محكمة ليبية ساحة تسعة من افراد الشرطة الليبية وطبيبا من تهمة تعذيب الممرضات والطبيب الفلسطيني.

وتدعم واشنطن بلغاريا والاتحاد الاوروبي في القول بان الممرضات بريئات.

واقترحت ليبيا الحصول على تعويض قائلة ان ذلك سيفتح الباب امام اصدار عفو واطلاق سراح الطبيب والممرضات,ورفضت صوفيا وحلفاؤها الاقتراح. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى