إليك يا رمز الخلود.. وإرث الجدود

> نعمان الحكيم:

> .. غير مُجد في ملتي واعتقادي .. نوح باك أو ترنم شادي! .. أبو العلاء المعري .. !!! الزخم الكبير الذي شهدته عدن عصر الثلاثاء 12/12/2006م في موكب تشييع جثمان فقيدة عدن والوطن الحاجة سعيدة، أم الناشرين العزيزين، هذا الزخم يدل دلالة كبيرة على أن الفقيده - يرحمها الله - غادرتنا جثة وبقيت فينا حية بأعمالها وأعمال أولادها.. وهو استمرار وتخليد للمرحوم العميد محمد علي باشراحيل، الذي يتجدد بقاؤه بيننا كلما تجدد شيء في مضمار «الأيام» الصحيفة، المنتدى، المؤسسة: عمل الخير، والوقوف إلى جانب المحتاجين ممن ابتلاهم الله بأمراض، أو نكبتهم الدنيا، وما الدنيا بفاعلة!

الحاجة سعيدة، وإن كنا قد بكيناها لحظة الوداع، لكننا نراها في وجوه كثيرة بيننا، بدءاً من العميد أبو باشا إلى اليراع أبي أحلام وسلالة الأبناء والبنات ممن تجد فيهم الكياسة واللياقة والتربية الحسنة.. هؤلاء كلهم جيل سعيدة، تربيتها، وتطبيعها لهم، جعل منهم أسرة محبوبة بشوشة تحتار في كيفية رد الجميل لها.. والله يشهد على ذلك.

كم من ملهوف فرج الله عنه عبر «الأيام» وكم من متأزم ساعده الناشران ليحل أزمة ما أرقته وأثقلت عليه.. كم من محب لـ«الأيام» يتصفحها فجراً بدءاً من العمال البسطاء والباعة المتجولين حتى أساتذة الجامعة والوزراء.. ألا يدل هذا على إرث صنعه الأبوان.. العميد محمد علي باشراحيل، وحرمه المرحومة الحاجة سعيدة، أليس ذلك مسكا وعطرا يتجدد أريجه كل يوم.. أليس ذلك هو الخلود في هذه الأسرة الطيبة؟!

حقيقة أنا أبحث عن الكلمات، ولا أجدها لكي أسجلها في حق «الأيام» أسرة وصحيفة وناساً فقد وجدت نفسي أحد أفراد أسرة «الأيام» لصيقاً بهم، لحبهم لي وتقديرهم لمكانتي، وأنا الإنسان البسيط الموظف الذي لا يملك إلا راتباً شهرياً يفي بأمور الحياة بالكاد، وقلماً يجد لكلماته حيزاً في «الأيام» زادني معرفة بالناس.. وأنا مدين لـ«الأيام» بكل هذا الظهور في الحياة!

سعيدة أنت يا أمنا سعيدة، أن نجد العشرات والمئات والآلاف يتقاطرون إلى دارك، دار الأسرة للعزاء.. وإنها والله للحظات يسجلها التاريخ عرفاناً لك وللعميد والأبناء.. وبهكذا حضور وحظوة فأنت خالدة خلود جبل شمسان الأغر في عدن الحانية!

فلك الخلود.. ولنا الفخر أن نتذكرك كل لحظة وحين.. لأنك مرسومة على الجبين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى