«الأيام» في حوار مع مع مدير التربية بالمضاربة والعارة .. طلاب يتعلمون تحت الأشجار ومكتب التربية يفتقر لأبسط المكونات ومدارس مغلقة بدون معلمين

> «الأيام» أحمد عبدالقادر

> التعليم في المضاربة والعارة يعاني كغيره من القطاعات، ومع ذلك يشق المكتب طريقا محفوفا بالصعاب في ظل شحة الإمكانيات والظروف الجغرافية الصعبة والمدارس المتباعدة .. عن تفاصيل تلك المعاناة كان لـ «الأيام» هذا اللقاء مع الأخ حميد محمد علي، مدير مكتب التربية بالمديرية.

< في ظروف المديرية المعقدة جغرافياً كيف يشق مكتب التربية طريقه في بناء الأجيال وتعليمهم؟

- أولاً نشكر صحيفة «الأيام» على نزولها إلى مديريتنا النائية ونقل همومها ومتاعبها، فهي معقدة جغرافياً ومساحتها تقدر بـ3600كم2 أي 40% من مساحة المحافظة،وعملنا في مكتب التربية يواجه الكثير من المصاعب، فنحن تسلمنا العمل في نهاية العام الدراسي الماضي لإدارته ووجدنا معاناته كثيرة ومتراكمة ومرتبطة بما تعانيه المديرية ككل، فمنذ تولينا العمل في إدارة المكتب ونحن عاكفون على ترتيب وضعيته، وعملنا أولاً على توفير مبنى للمكتب وهو عبارة عن مخبز لأحد المواطنين مكون من غرفتين تم استئجاره على نفقة مكتب التربية بالمحافظة، وهو كما تشاهد يفتقر لأبسط المكونات، فنحن بحاجة إلى أثاث لحفظ الوثائق وجهاز كمبيوتر وآلة تصوير وهاتف ووسيلة مواصلات. أما عملنا خارج المكتب فحدث ولا حرج فلا يستطيع أحد القيام به إلا من كان عازماً على التضحية بإمكاناته الشخصية ومرتبه الشهري، فكيف لك أن تتصور الإدارة والإشراف على 44 مدرسة موزعة على مساحة المديرية شاسعة وأقرب مدرسة للمكتب تبعد بنحو 20 كم وبعضها يصل إلى مئات الكيلومترات؟ فنجد صعوبة كبيرة عند التواصل مع الإدارات المدرسية أو النزول الميداني أو نزول فرق التوجيه لعدم توفر وسيلة مواصلات، فنضطر لاستئجار سيارة خاصة في ظل عدم توفر الإمكانات، فميزانيتا التشغيلية تقدر بـ12 ألف ريال شهرياً فما الذي يمكننا فعله بذلك المبلغ البسيط؟

أما عن أهم الصعاب التي ترافق عمل المكتب فقال:

نقص المعلم وعدم توفر وسيلة مواصلات وشحة الإمكانيات وعدم قدرتنا على التواصل في حال الأعمال المستعجلة لتباعد المدارس عن المكتب يكلفنا الكثير من المال والوقت.

وعن عدد مدارس المديرية وحاجتها للمعلم قال: لدينا 44 مدرسة في المديرية موزعة على مساحات شاسعة ومتباعدة جداً منها:

5 مدارس أساسي وثانوي، 3 مدارس ثانوية مكتملة ، 14 مدرسة أساسية مكتملة 3 مدارس أساسية بنات ، ومدرسة غير مكتملة .

وهناك (8) مدارس تم بناؤها من قبل منظمة اليونيسيف مازالت مغلقة لعدم توفر المعلم حيث بلغ الاحتياج للمعلم هذا العام حوالي 77 معلماً على مستوى مدارس المديرية.

وعن المعالجات التي اتخذها المكتب لتغطية النقص الحاصل، قال الأخ مدير التربية:

قمنا بتشكيل لجنة من المكتب بداية العام الدراسي وتم النزول الميداني لجميع مدارس المديرية وخرجنا بحصيلة:

دمج بعض الشعب الدراسية وإلغاء بعضها الآخر لعدم توفر النصاب في عدد الطلاب، تكليف بعض الإدارات المدرسية للعمل في الميدان، وتوزيع 37 معلماً فائضاً في بعض المدارس على المدارس المحتاجة.

أما أسباب العجز المستمر في المديرية فقد أرجعها مدير التربية إلى:

عدم انتظام عمل مكتب التربية بالمديرية خلال الأعوام الماضية، عدم مراعاتـه الاحتياج في إعداد خطط التوظيف السابقة، الخلل في السياسة التوظيفية المتبعة حيث كان يتم توظيف معلمين من خارج أبناء المديرية والمحافظة وبالتالي بعد سنوات يتم نقلهم ويبقى العجز لعدم توفر البديل.

وفي ختام حديثه أشار مدير التربية إلى حاجة المديرية للمبنى المدرسي، حيث إن المدارس القديمة آيلة للسقوط فقد بنيت في العهد البريطاني وهناك مدارس بحاجة إلى ترميم، وبعضها مبنية من سعف النخيل، بالإضافة إلى أن معظم الطلاب يدرسون تحت الأشجار. وعبر «الأيام» وجـه الشـكر لمـدير مكتـب التربية بالمحافظة ورئيس شعبة التعليم لمساندتهما مكتب التربية بالمديرية في العمل على استقراره، آملاً من المجلس المحلي الجديد تذليل الصعاب ووقوفه إلى جانب هذا القـطاع الهام فـي المديرية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى