خاطرة

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
قلت في مقالة سابقة في هذه الصحيفة العزيزة «الأيام» التي أتشبث بعودها القوي، وأعتز وأفتخر بالكتابة فيها.. قلت إن سنوات البعد والمعاناة تعلم الإنسان الصبر الذي معه تتعزز وتتقوى وترتفع درجات الإيمان بالخالق سبحانه وتعالى فهو المدبر لحياتنا بل وللكون بأكمله.

إنه من رحم الصبر والإيمان تتولد الثقة بالنفس، والحياة كما هو معلوم هي المدرسة الحقيقية والفعلية لمن أراد التعلم منها وفيها.

إذن فعلى كل منا أن يبحث لنفسه عن مكان في هذه الحياة.. والمهم هو أن يعطيها كما تعطيه، يؤثر كما يتأثر، لأنه بالقدر الذي كانت الحياة مشحونة بالصعاب والشدائد والمحن والكوارث، فالمقابل نجد فيها الخير والبركة والسعادة والسرور والبهجة والرزق.. وكل هذا وذاك عند ربنا سبحانه وتعالى في كتاب:

{وكل شيء قدرناه تقديراً}

لذلك فإن على الإنسان ألا يغفل عن ذكر ربه الذي سخر له كل شيء من حوله في البر والبحر، فما يزال العبد يشكر ويذكر ربه إحتى يزيه بسطة في الحلم والعلم والمال والبنين {لئن شكرتم لأزيدنكم}.

إن تجربتي الشخصية علمتني الكثير واستفدت منها الأكثر تعلمت منها المعنى الحقيقي للحب بمفهومه الواسع، معنى الصدق والصداقة، معنى الوفاء والعمل الصالح، استفدت منها وتشرفت بمعرفة رجال يرجون لقاء ربهم في معاملاتهم وتعاملهم مع الآخرين.

أولئك الرجال كبروا على أنفسهم، ولم يتكبروا على الآخرين.. صدورهم واسعة وقلوبهم مفتوحة أمام الجميع دون تمييز أو استثناء، عقولهم تسمع بإصغاء وصفاء.. صادقون فيما يقولونه، لم تجرهم الجراحات إلى المعاملة بالمثل.. ينطلقون في تعاملاتهم من أن الكبير أخ والصغير ابن.

ومن ذك المنطلق ازدادوا كبراً في عيون من تعامل معهم واستمع إليهم.. ومثلهم - هؤلاء الرجال - يفتخر أي منا أن يكون بينهم ومعهم.

وليخرس الذين لا يقولون إلا كذباً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى