لعدن البهاء.. وللحج المحبة

> محمد الغربي عمران:

>
محمد الغربي عمران
محمد الغربي عمران
الزائر لعدن هذه الأيام سيلاحظ تغييرات لافتة وتحسينات لأرصفة المشاة الجانبية للشوارع، وإدخال شتلات مزهرة جديدة، وزيادة المساحات الخضراء في الجزر الوسطية للطرق، وعلى الجوانب، وفي الجولات والحدائق، إضافة إلى أن مستوى النظافة جيد على طريق الكورنيش، والشوارع الرئيسة في كريتر والتواهي والشيخ والخور وبقية أحياء العاصمة الاقتصادية والتجارية، عدن زاد بهاؤها ورونقها.

وحين نتحدث عن عدن، فبالضرورة سنتحدث عن مدينة الحوطة، بوابة عدن وتوأمها، الحوطة عاصمة محافظة لحج، التي عما قريب ستلتحم أحياؤها بالتمدد المعماري الذي تشهده عدن، وما هي إلا سنوات حتى تكون الحوطة وأحياء عدن مدينة عملاقة.

حوطة لحج تحولت في الأشهر الماضية إلى ورشة كبيرة، فتلك الشوارع والمداخل المؤدية إلى قلب الحوطة رفعت عنها المخلفات، وبقايا الخردة، والسوق الذي كان مثالاً سلبياً للعشوائية، وتراكم المخلفات والنفايات وزحام الباعة على الأرصفة واختناقات سير العربات، كل تلك المناظر اختفت، أو تكاد تختفي.

وبالمناسبة يلاحظ المسافر، والمتسوق لسوق الحوطة أن المداخل باتجاه العند والطريق المؤدية إلى عدن يجري العمل فيها بشكل مستمر في سبيل تحسين تلك الطرق، وكذلك رصف الشوارع الفرعية والساحات بالأحجار ويجري إعادة ترميم وسفلتة بعض الشوارع والساحات الداخلية.

فبعد أن كان المسافر يتجنب دخول الحوطة ويفضل المرور عبر الطريق الدائري، اليوم تفتح لحج ذراعيها لكل زائر بل وتزهو بنظافتها وترتيب أسواقها، فشكراً للسلطة المحلية، وشكراً للعاملين في الإدارات المختلفة ولمن أعادوا إلى لحج بهاءها ورونقها.

وحين نتحدث عن جزء غال من يمن الثاني والعشرين من مايو، وكانت مناسبة زيارتنا لعدن في أيام الخميس والجمعة والسبت 14- 16 ديسمبر لتقديم واجب العزاء لآل باشراحيل لوفاة الفاضلة والدة هشام وتمام باشراحيل -تغمدها الله بواسع المغفرة والرحمة- باسم مركز الحوار لتنمية ثقافة حقوق الإنسان بذمار، إضافة إلى حضور تكريم كوكبة من أدباء اليمن بمناسبة يوم الأديب اليمني بعدن، وكذلك حضور افتتاحية أيام عدن الثقافية التي ينظمها فرع اتحاد الأدباء والكتاب.

وكان لزاماً علينا بعد غياب سنة عن عدن أن نزور مختلف أحيائها وشواطئها، وأسواقها، وكذلك السلام على الأصدقاء من شعراء وكتاب قصة، وخلال الساعات التي قضيناها أدركنا كم هي الجهود التي تبذل لإظهار هذه المدينة الأعجوبة بمظهرها ومكانتها المتميزة.

عدن، ذلك المزيج العجيب من الجمال، والفتنة، والنسيج المتجانس من الماء والسماء والجبال والرمال، عدن التي يشعر المرء بانتمائه إليها، فلا يشعر فيها بشيء من الغربة.

طفنا والشيباني محمد وهاني، أحياء كريتر حتى الصهاريج، وشواطئ خورمكسر بأمواجه المسافرة في عقود لؤلؤية من النقاء، وأسواق الشيخ ،وشواطئ البريقا، والمعلا والتواهي.

هي عدن وقد برزت جهود الأستاذ أحمد الكحلاني ذلك الإنسان المحب لعمله، صاحب العين الثاقبة المتابعة لكل صغيرة وكبيرة وكما عرف عنه من دماثة أخلاق وتواضع، وهمة في متابعة وإنجاز المهام.

هنيئاً لعدن هذه الجهود، وهنيئاً للحج.

وتبقت ملاحظات صغيرة، أهمس بها في مسامع السلطة المحلية للحج وعدن، وخاصة للأستاذ المهندس عبدالصمد السنباني، مدير عام مكتب الأشغال والمختصين في الإدارات المختلفة بأن يهتموا بالشوارع والأزقة في الأحياء الشعبية فبعضها لا تصلها أيادي النظافة ، فهناك أحياء في كريتر، ودار سعد والشيخ، لا يلتفت إليها أحد، كونها بعيدة عن الأنظار، وهناك بعض سيارات الخردة، والبناء والتوسع على حساب الرصيف والمساحات العامة.

والسنباني الذي جعل من مدينة ذمار المدينة الأولى في النظافة لمدة ثلاث سنوات، حين كان مديراً لأشغالها، قادر على أن تكون عدن ثغراً باسماً، ومدينة تضاهي مدن اليمن وشبه جزيرة العرب في نقائها وبهاء توهجها.. فشكراً لتلك الجهود.. والمزيد المزيد.

فعدن المدينة التي نراهن عيها، وعدن ذلك المزيج السكاني المبشر بمجتمع مدني نموذجي يقتدى به، وعدن المدينة بموقعها العبقري، موقعها الفريد.

وعدن بخصوصياتها المتقدمة، وعدن بروحها الملهمة.

عدن وجه اليمن المشرق، والأم الرؤوم التي تستحق كل الحب، وكل الجهد.

ومبارك أيها العروس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى